مصطفى الفقي: الصراع العربي الإسرائيلي استهلك من العسكرية والدبلوماسية المصرية جهدا كبيرا    من أمام مكتب (UN) بالمعادي.. اعتقال 16 ناشطا طالبوا بحماية نساء فلسطين والسودان    تعيين أحمد بدرة مساعدًا لرئيس حزب العدل لتنمية الصعيد    الأزهر يجري تعديلات في مواعيد امتحانات صفوف النقل بالمرحلة الثانوية    التموين: احتياطيات السلع الأساسية تكفي ل 6 أشهر.. والسكر ب 27 جنيها في المبادرة    الارتفاع يسيطر.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 24 إبريل 2024 بالمصانع والأسواق    بعد 3 أيام من المقاطعة.. مفاجأة بشأن أسعار السمك في بورسعيد    "رويترز": الاحتلال يصعد ضرباته في أنحاء غزة ويأمر بإجلاء جديد في الشمال    لازاريني: 160 مقار ل "الأونروا" بقطاع غزة دُمرت بشكل كامل    عمرو خليل: إسرائيل لم تحقق أي شيء يذكر بعد 200 يوما على حربها في غزة    ضابط بالجيش الأمريكي: حكومتنا لا تمتلك قلب أو ضمير.. وغزة تعيش إبادة جماعية    أبو مسلم: عودة المصابين ستزيد قوة الأهلي أمام مازيمبي    موعد مباراة مانشستر يونايتد وشيفيلد في الدوري الإنجليزي والقناة الناقلة    نصار يكشف كواليس مفاوضات الأهلي مع أبو جبل    تضرب مصر خلال ساعات.. الأرصاد تحذر من ذروة الموجة الخماسينية الساخنة    أداة جديدة للذكاء الاصطناعي تحول الصور والمقاطع الصوتية إلى وجه ناطق    القبض على المتهمين بإشعال منزل بأسيوط بعد شائعة بناءه كنيسة دون ترخيص    العثور على جثة شاب طافية على سطح نهر النيل في قنا    غدا، محاكمة المتهمين بقتل طبيب بالتجمع بعد استدراجه لإقامة علاقة غير مشروعة    محمد شرارة بين «كورساكوف وعبد الوهاب» فى «شهرزاد بالعربي»    ما حكم تحميل كتاب له حقوق ملكية من الانترنت بدون مقابل؟ الأزهر يجيب    ‏هل الطلاق الشفهي يقع.. أزهري يجيب    رغم فوائدها.. تناول الخضروات يكون مضرا في هذه الحالات    استشهاد 4 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط غزة    لا بديل ولا غنى عنه للشعب الفلسطيني.. بوريل يشيد بتقرير الأمم المتحدة حول الأونروا    بينهم نتنياهو.. مخاوف إسرائيلية من صدور قرارات اعتقال لمسؤولين بدولة الاحتلال    بعد انخفاضه.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 24 أبريل 2024 (آخر تحديث)    بحث الملفات القديمة وفرصة أكبر للمخالفين.. مميزات قانون التصالح الجديد قبل تطبيقه    الفرح تحول لحزن في البحيرة وكفر الشيخ.. وفاة صديقة الزوجة وإصابة العروسين أثناء «الزفة»    عاجل - درجات الحرارة ستصل ل 40..متنزلش من البيت    تنخفض 360 جنيهًا بالصاغة.. أسعار الذهب في مصر اليوم الأربعاء 24 إبريل 2024    أجمل مسجات تهنئة شم النسيم 2024 للاصدقاء والعائلة    المتحدة تطلق أكبر تجارب أداء لاكتشاف الوجوه الجديدة من الشباب بقيادة المخرج عمرو سلامة    «رب ضارة نافعة»..أحمد عبد العزيز يلتقي بشاب انفعل عليه في عزاء شيرين سيف النصر    عصام زكريا: الصوت الفلسطيني حاضر في المهرجانات المصرية    تأهل 3 مصريين لنصف نهائي بطولة الجونة الدولية للإسكواش    شقيق العامري فاروق: الأهلي سيعلن قريبًا عن التمثال الخاص بالراحل    رئيس البنك الأهلي: نريد العدالة في توزيع حقوق بث المباريات    قد تشكل تهديدًا للبشرية.. اكتشاف بكتيريا جديدة على متن محطة الفضاء الدولية    طريقة عمل الجبنة القديمة في المنزل.. اعرفي سر الطعم    كم مرة يمكن إعادة استخدام زجاجة المياه البلاستيكية؟.. تساعد على نمو البكتيريا    واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأمريكية بعد هجومين جديدين    تعرف علي موعد تطبيق زيادة الأجور في القطاع الخاص 2024    حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 24-4-2024 مهنيا وعاطفيا.. الماضي يطاردك    أول تعليق من نيللي كريم بعد طرح بوستر فيلم «السرب» (تفاصيل)    السياحة توضح حقيقة إلغاء حفل طليق كيم كارداشيان في الأهرامات (فيديو)    الخطيب يفتح ملف صفقات الأهلي الصيفية    بعد تأهل العين.. موعد نهائي دوري أبطال آسيا 2024    مع ارتفاع درجات الحرارة.. دعاء الحر للاستعاذة من جهنم (ردده الآن)    محافظ الغربية: ضبط طن رنجة غير صالحة للاستخدام الآدمي وتحرير 43 محضر صحي    قيادي بالشعب الجمهوري: ذكرى تحرير سيناء درس قوي في مفهوم الوطنية والانتماء    رئيس هيئة الاستعلامات: الكرة الآن في ملعب واشنطن لإيقاف اجتياح رفح    تراجع جديد لأسعار الذهب العالمي    عاجل- هؤلاء ممنوعون من النزول..نصائح هامة لمواجهة موجة الحر الشديدة    بالصور.. تسريب مياه داخل إحدى السفن بغاطس البحر المتوسط في بورسعيد    افتتاح الملتقى العلمي الثاني حول العلوم التطبيقية الحديثة ودورها في التنمية    الإفتاء: لا يحق للزوج أو الزوجة التفتيش فى الموبايل الخاص    دعاء في جوف الليل: اللهم اجمع على الهدى أمرنا وألّف بين قلوبنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحالف دعم الشرعية انهار وينتظر إعلان وفاته رسميًا
نشر في أكتوبر يوم 21 - 12 - 2014

اعتبر د. ناجح إبراهيم المفكر الإسلامى أن الانسحابات الأخيرة التى شهدها مايطلق عليه تحالف دعم الشرعية تعكس أولا الوضع الذى آلت إليه الحركة الإسلامية من تمزق وعدم القدرة على قراءة المستقبل، كما تعكس ثانيا الفشل الذى وصل إليه التحالف فيما يتعلق بتحقيق الأهداف التى وضعها لنفسه. وقال إن هذا التحالف كان لابد له أن يسير فى اتجاه الانهيار حيث لم تكن لديه رؤية سياسية وإنما صدامية عبر التصعيد المستمر والصدام المتواصل مع الدولة المصرية الجديدة التى نشأت بعد 30 يونيو سعيا وراء هدمها أو إسقاطها. وأضاف فى حواره مع « أكتوبر» أنه آن الأوان لكى تتوقف جماعة الإخوان عن الصدام مع الدولة وتبدأ عملية مراجعة خاصة أنه قد تأكد لهم فشل كل رهاناتهم وصعوبة أن تعود عقارب الزمن إلى الوراء.
من جانب آخر وفيما يتعلق بمدى تأثر تيار الإسلام السياسى بشكل عام من الأحداث الأخيرة أوضح د. ناجح أن الحركة الإسلامية فى مجملها تأثرت كثيرا بالأحداث الأخيرة، ويجب عليها أن تتوقف نحو 40 عاما عن السعى للوصول للسلطة والحكم وتتفرغ لتطوير خطابها الدعوى وكوادرها . وعن فرص تيار الإسلام السياسى فى الانتخابات البرلمانية القادمة فقد أشار إلى الحملات الإخوانية والأخرى التى سوف يقودها الأحزاب المدنية ضد « النور» ستؤثر على فرصه فى الانتخابات القادمة حيث لن يحصل على نفس النسبة التى نالها فى الانتخابات السابقة، أما الإخوان فقد يشاركون من خلف ستار عبر أحد الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية أو من خلال تأييد شخصيات مقبولة فى الشارع . وإلى نص الحوار .
* الانتخابات البرلمانية على الأبواب هل هناك فرصة لتيار الإسلام السياسى للفوز بنسبة من مقاعد هذا البرلمان أم أن أحداث الفترة الماضية اضرت كثيرا به ؟
** أعتقد أن أغلبية -إن لم يكن كل - المقاعد الفردية سوف تكون من نصيب اصحاب الامكانيات المادية الكبيرة من رجال أعمال ووجوه الحزب الوطنى السابق أو أقاربهم فهم الأكثر خبرة ولهم عصبيات وعائلات كبيرة فى قرى الريف والصعيد، أما الأحزاب المدنية فهى ضعيفة التواجد فى الشارع ولا تستطيع تقديم أى حلول لمشاكله وأزماته مهما كانت صغيرة وكل مايهمها هو العمل على إقصاء الاحزاب الأخرى وخصوصا ذات المرجعية الاسلامية ، إننى أتوقع حملة ضارية من هذه الاحزاب على حزب النور من أجل إزاحته تماما من البرلمان القادم أو على الأقل تقليص فرص فوزه إلى أقل عدد ممكن من المقاعد، واعتقد ان هذه الحملة بالإضافة إلى الحملة التى يشنها الإخوان على الحزب والدعوة السلفية بسبب موقفهما الداعم ل30يونيو سوف تؤثران على نسبة المقاعد التى يحصل عليها فى الانتخابات البرلمانية القادمة رغم ان الحزب مازال يتمتع بشعبية لا يستهان بها وخصوصا فى محافظات مثل الإسكندرية ومطروح، وهنا لابد أن أشير إلى أن من يهاجمون حزب النور والدعوة السلفية من الأحزاب المدنية لا يدركون دورهما الكبير فى منع الارهاب لأن منهجهما ضد التكفير والعنف بدليل ان اقل المحافظات التى شهدت عمليات عنف وإرهاب بعد عزل الرئيس مرسى كانت الاسكندرية ومطروح حيث التواجد السلفى الكبير.
* وماذا عن الإخوان وهل هناك امكانية لمشاركتهم فى هذه الانتخابات ؟
** هناك اشكالية كبيرة تواجه جماعة الاخوان فهم حائرون بين مصلحة المشاركة املا فى الفوز ببعض المقاعد، والخوف من الوقوع فى فخ الاعتراف بما حدث فى 30يونيو ولذلك فالأرجح من وجهة نظرى انهم لن يرشحوا احدا علنا ولكن قد يتحالفون مع آخرين من وراء ستار كحزب البناء والتنمية أو الوطن إذا قرر المشاركة وربما سعوا إلى دعم شخصيات مقبولة فى الشارع وليست إخوانية.
* قبل أيام أعلن حزب الاستقلال والجبهة السلفية الانسحاب من تحالف دعم الشرعية هل يعنى ذلك انفراط عقد هذا التحالف وتراجع دوره فى الأيام القادمة ؟
** بداية لابد من الإشارة إلى تكوين هذا التحالف من أكثر من عشر جماعات بأحزابها المختلفة وعلى رأسها الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية والجهاد التى تدين بالولاء لزعيمها السابق وزعيم القاعدة الحالى د.أيمن الظواهرى وحزب «الوسط» الذى انبثق أصلا من الإخوان و «الجبهة السلفية» وحزب «الأصالة» السلفى وحزب «الفضيلة السلفى»، فضلا عن حركة حازمون التى كانت عنصرا فاعلا فى التحالف وكل فعالياته وكانت أكبر حركة فى التحالف انضوى تحتها التكفيريون كما انضم إلى التحالف أحزاب «الوطن» السلفى» و «الاستقلال» والتوحيد العربى وكذلك ائتلاف النقابات المهنية التى كان يتزعمها جميعا قادة من الإخوان، وهذا التكوين لم يكن متجانسا فكريا، بل اشتمل على مجموعات تحمل الأفكار السلفية وأخرى تهوى الحرب والسلاح وتتوق إليه وتعتبر التحالف فرصة رائعة لها وثالثة تكفر الآخرين ورابعة لا ضابط لها ولا رابط ولا سيطرة لأحد عليها ومنها من لا يؤمن أساسا بفكرة الديمقراطية أو الدولة ولكل ماسبق كان لابد لهذا التحالف أن يسير فى اتجاه الانهيار وهو ما حدث بالفعل وبحيث صار التحالف فى انتظار الاعلان الرسمى لوفاته .
خطأ كبير
* هل جاء الانهيار الذى تقصده مع الانسحابات الأخيرة لبعض الأحزاب المشاركة فى التحالف ؟
** نعم .. فهذه الانسحابات الذى بدأها حزبا الوسط والوطن وانضم اليهما مؤخرا حزب الاستقلال والجبهة السلفية تعكس أولا الوضع الذى آلت إليه الحركة الإسلامية من تمزق وعدم القدرة على قراءة المستقبل، كما أنها ثانيا تعكس الفشل الذى وصل اليه التحالف فيما يتعلق بتحقيق الأهداف التى وضعها لنفسه وأولها اسقاط ما يزعم أنه انقلاب وعودة الرئيس المعزول محمد مرسى للسلطة وهو مالم يتم خلال اكثر من عام من المسيرات والمظاهرات والفعاليات الأسبوعية التى ينظمها التحالف، لقد أدى رفع سقف مطالب الفرقاء فى التحالف إلى هذا الفشل فكان يجب عليهم أن يدركوا ومنذ البداية أن العودة إلى ما كانت عليه الأمور فى مصر هو أمر فى غاية الصعوبة إلا أنهم استمروا فى المكابرة والعناد والاستمرار فى دفع عناصرهم فى معركة خاسرة لأن عجلة التاريخ لا تعود للخلف أبدا وإذا كان د. مرسى وهو فى السلطة أدخل السجن فكيف يعود للسلطة ومعظم أتباعه فى التحالف لا تتناسب قوتهم على الإطلاق مع قوة الدولة المصرية العتيدة مهما تظاهر بعضهم أو استخدم بعضهم العنف ولو أن التحالف وضع أهدافا تتناسب مع قدراته وإمكانياته وتدرج فى الوصول لهذه الأهداف وغلب العقل على العاطفة لما فشل هذا الفشل الذريع.
لقد راهن المشاركون فى التحالف بداية على حدوث انقسام وشرخ فى الجيش وأن هذا الانقسام سيؤدى حتما إلى الانقلاب على الحكم الجديد وهو ما لم يحدث لأن هذا الرهان دوما ما يكون خاطئا إذ أن الجيش المصرى دائما ينحاز إلى الدولة لا الأشخاص، كما لم يدرك التحالف أن الجيش بطبيعته لا يحب الجماعات والحركات والتنظيمات ويتوجس منها خيفة مهما كان توجهها الأيدولوجى وهذا من ثوابته . أما النقطة الأخرى التى أدت إلى هذا الفشل فهى رفضهم المفاوضات والمحاولات التى قام بها البعض من أمثال د. أحمد كمال ابو المجد وهى المحاولات التى كانت تهدف للتهدئة والمصالحة حيث لم يسلم هؤلاء من الشتائم وحملات الهجوم والتشويه حيث اعتبر أعضاء هذا التحالف أن لامجال لمثل هذه المحاولات واعتمدوا اسلوب الحرب مع مؤسسات الدولة وهذه حرب ليس لديهم القدرة على الفوز بها، كما أنهم لم يستنكروا عمليات العنف والقتل التى قام بها عناصر مثل بيت المقدس، بل الغريب ان الكثيرين منهم كانوا راضين تماما عنها وهذا كان خطأ كبيرا من جانبهم لأنهم ظهروا وكأنهم يشجعون على العنف.
* هناك من يرى أن قيادات الخارج تتحمل مسئولية هذا الفشل لأنه لم يكن لديها قراءة واضحة عن طبيعة الوضع الداخلى فى مصر هل توافق على هذا الطرح؟
** أعتقد أن المسئولية مشتركة فمن ناحية قيادات الخارج لاتشعر بما يعانيه من هم بالداخل فغالبا هم يعيشون فى أجواء اكثر راحة ومعهم أسرهم ولا يتعرضون لحملات المطاردة من الأجهزة الأمنية لذلك فهم دائما مايطلبون من أبناء الحركة الاسلامية بالاستمرار فى الفعاليات بما فيها من عنف من أجل استمرار تسخين القضية ودون النظر لما يتعرض له من فى الداخل من ملاحقات أمنية نتيجة للمواجهات مع الأمن، من ناحية أخرى يتحمل ماتبقى من قيادات الداخل المسئولية عن الصورة الخاطئة التى يعتقدها من فى الخارج من أن الانقلاب يترنح وأن غالبية الشعب المصرى تقف مع الإخوان وتريد عودة الرئيس المعزول محمد مرسى وهذا ليس صحيحا بالمرة حيث إنه وحتى البعض من الذين لا يرضون عن النظام الحالى لا يريدون العودة إلى النظام السابق .
* هل نستطيع القول أن التحالف لم يكن عنده رؤية سياسية للتعامل مع الوضع بعد عزل مرسى ؟
** نعم لم تكن لديه رؤية سياسية وكل ما لديه هو رؤية صدامية عبر التصعيد المستمر والصدام المتواصل مع الدولة المصرية الجديدة التى نشأت بعد 30 يونيو بحيث يتم هدمها أو إسقاطها أو عرقلتها ولم يترك وسيلة للتصعيد معها إلا واستخدمها وكان هذا الصدام المتواصل فى الشارع عبر التظاهر، وفى الإعلام، وفى الاقتصاد عبر وسائل عدة منها ضرب محطات الكهرباء ومحاولة تعطيل المترو وقطع قضبان السكك الحديد وعبر الفيس بوك وعبر كل شىء وأعطى دون أن يدرى غطاء سياسيا للتكفير والتفجير الذى قامت به أنصار بيت المقدس وهنا لم يفطن التحالف أن تجارب الحركة الإسلامية المصرية المستمرة والمتواصلة من 80 عاما تقول « إن كل حركة اصطدمت بالدولة المصرية خسرت خسارة كبيرة وأخرجت الوحش الكاسر والعنف الكامن فى هذه الدولة»، كما انه ليس مطلوبا منك ان تستمر فى الحرب دائما ، ولكن هذا مافعله تحالف دعم الشرعية لقد اعتمدت قياداته على خطاب تسخينى عنيف واستعلائى وتكفيرى كانت بدايته فى رابعة حيث لا حديث إلا عن الحرب واستخدام عبارات السحق والتدمير لكل المخالفين لهم، وخطورة هذا الخطاب العنيف ان شباب الحركة الاسلامية سار وراءه سواء فى الشارع أو على صفحات التواصل الاجتماعى والنتيجة كانت ما رأيناه من عمليات عنف، ورغم أن الكثيرين ادركوا مؤخرا أنهم أخطأوا وخسروا كثيرا وأن عجلة التاريخ لن تعود إلى الوراء، إلا أننا مازلنا فى انتظار القيادات التى تملك شجاعة الاعتراف بهذا الخطأ وتعمل على تصحيحه بأن تعلن التوقف تماما عن التظاهر وكل الفعاليات التى تحدث فى الشارع ومايتخللها من عنف وذلك من جانب واحد .. تقول لقد أخطأنا وسنتوقف بصرف النظر عن موقف الدولة .. توقفنا لمصلحة البلاد والعباد ولحقن الدماء وغالبا سوف تستجيب الدولة وان كان بعد فترة لمثل هذه الخطوة لتبدأ مرحلة إعادة لم الشمل وإن كان من الصعب وجود قيادات فى الحركة الاسلامية تقوم بهذه الخطوة .
* ربما يكون ارتباط تيار الإسلام السياسى برعاة إقليميين وتنظيم دولى يقف وراء استمرار هذه الأحداث فما هو تعليقك؟
** لقد كانت الحركة الإسلامية قبل 25 يناير ليس لها امتداد إقليمى يقوم بالإنفاق عليها ودعمها إعلاميا، أما الآن فهناك لاعبون أساسيون فى هذا الصراع الدائر يقومون بالانفاق والدعم الاعلامى وهذا له سلبياته، فطالما اعتمدت على طرف اقليمى فلن يكون قرارك بعيدا عنه بمعنى أنه إذا ارادك أن تستمر فى التسخين فلن تستطيع رفض ذلك وهذا يفسر اصرار قيادات الخارج من الاخوان على الاستمرار فى التظاهر والعنف ورفض المحاولات التى بذلت فى البداية فى اتجاه التهدئة والتصالح .أيضا هناك نقطة غاية فى الأهمية تتعلق بشباب الحركة الاسلامية فى الداخل فهؤلاء يحتاجون من الدولة أن تسعى لاحتوائهم عبر الحوار والنقاشات الفكرية والسياسية وعدم الاعتماد فقط على الحل الأمنى لأنه ليس كافيا، كما يجب عدم إثارة هذا الشباب بالتركيز الإعلامى على برامج بعينها مثل تلك التى تهاجم البخارى وتنفى عذاب القبر فهذا يعطى انطباعا لدى هذا الشباب ان مايحدث هو حرب على الإسلام.
المراجعة هى الحل
* بدأت تظهر على السطح بعض الآراء والكتابات من قيادات إخوانية تتحدث عن أخطاء تمت فهل نتوقع عملية مراجعة وتقييم من قبل الإخوان خلال الفترة المقبلة؟
** هناك بالفعل عملية إعادة تقييم تتم حاليا داخل جماعة الإخوان ربما تخجل أن تظهر على السطح حاليا ولكنها لن تستمر طى الكتمان ولابد ان تظهر وتكون هناك مكاشفة فليس مقبولا أن يستمر الوضع كما هو الآن بعد كل الإخفاقات التى تمت، فتحالف دعم الشرعية فشل والدعم الغربى لم يعد فى فى صف الإخوان والأمريكان يتصلون الآن بالسلطة التى تحكم فى مصر وأعادوا الطائرات التى كانت محتجزة لديهم، كما أن هناك تغيرات اقليمية ودولية وتعاون خليجى غير مسبوق وكل ذلك يصب فى اتجاه دعم السلطة الحالية فى مصر، فى الوقت نفسه الرهان على الانقسام داخل الجيش فشل، بل إن كل الرهانات فشلت وتأكد أن المعركة السياسية قد حسمت تماما لصالح النظام الحالى والذى يكتسب كل يوم مواقع دولية واقليمية جديدة. وفى رأيى أنه طالما الأمر كذلك فلابد أن تجرى عملية مراجعة واعادة تقييم من جانب كل طرف الإخوان والنظام، كل طرف يقوم بهذه المراجعة بغض النظر عن موقف الطرف الآخر .. كل يفعل ماينبغى عليه، فأنت اذا فعلت ذلك فغالبا خصمك سيصوب مسيرته ونحن كجماعة اسلامية فعلنا ذلك مع نظام مبارك حيث قمنا بمراجعات وهوما أدى فى النهاية إلى وقف التعذيب فى السجون والإفراج عن الكثيرين، وأنا هنا أعتقد أنه لم يعد أمام الاخوان إلا المراجعة والتوقف عما تفعله من صدام وعنف مع الدولة والمجتمع وهى إن فعلت فسوف تجبر الحكومة على تراجع هى الأخرى نفسها كما ستجنى تعاطفا من الشارع .
* هل نستطيع القول أن الحركة الاسلامية فى مجملها تأثرت بما حدث بعد 30 يونيه من أحداث كان للعنف نصيب كبير فيها ؟ وما الذى يجب ان تفعله خلال الفترة المقبلة ؟
** بالتأكيد تأثرت الحركة الإسلامية كلها بالأحداث الأخيرة، أما الذى يجب أن تفعله خلال الفترة المقبلة فهو ان تتوقف نحو 40 عاما عن السعى للوصول للسلطة والحكم وتتفرغ لتطوير خطابها الدعوى وكوادرها.. أيضا يجب عليها تبنى خطاب جديد وفهم غير تقليدى وعدم التركيز على فكرة المظلومية ونظرية البلاء .. فكر جديد يقدم الوطن والإسلام على الجماعات والأحزاب ولا يجعل الجماعة أهم من الدولة ولايسمح للجماعة بالسعى لابتلاع الدولة، ومن جانب أخر على الدولة محاربة الفساد والرشوة وإقصاء الفاسدين عن مواقع القيادة والمسئولية واقامة العدالة الاجتماعية الحق وإشراك كل الطوائف فى العملية السياسية، فالوطن يقوم على التعددية وليس على الاقصاء .
* لعلك تابعت الخلافات التى تشهدها الساحة السياسة والإعلامية حول قانون تجريم إهانة الثورات فما هو رأيك فى هذا القانون؟
** فى رأيى أنه ليس هناك أى داع لإصدار مثل هذا القانون فتقديس الثورات مرفوض لأنها عمل بشرى قابل للنقد ولكن بالحق مثل أى عمل بشرى آخر .
* كتبت بعد الحكم بالبراءة على مبارك أن هذا الرجل كان وطنيا ولم يكن يوما خائنا لبلده كما اعتبرت أن وزير الداخلية الأسبق هو أفضل وزراء الداخلية أليس غريبا أن يصدر هذا الكلام عنك وانت الذى سجنت نحو 25عاما فى عهد مبارك؟
** نعم لقد سجنت فى عهد الرئيس الأسبق مبارك قرابة ربع قرن كامل إلا أننى لم أهتم مثل غيرى بسجن مبارك ولا بالإفراج عنه فلم أفرح بسجنه ولم أحزن على براءته أوخروجه، كما إن الحكم النهائى والعادل والحقيقى فى أى قضية سيكون فى الآخرة وعند الله لا عند الناس. لقد عاهدت الله ثم نفسى ألا أشمت فى أى أحد، وما قلته وكتبته هو إنه قد يكون حسنى مبارك حاكما ديكتاتورا ظالما وفاسدا ومزورا للكثير من الانتخابات البرلمانية فى عهده ولكنه رغم ذلك كله لم يكن خائنا أو عميلا لأعداء الوطن فقد كان وطنيا محبا لوطنه فقد رفض بإصرار وعناد أن تكون هناك قواعد أجنبية أو أمريكية فى مصر ورفض الانصياع لطلب أمريكى 1982 بغزو ليبيا بدعم أمريكى بعد تفجير القذافى الطائرة فوق لوكيربى ورفض عروض بوش الابن للمشاركة فى غزو أفغانستان أو العراق، إلا أن هذا لا يمنعنى من القول أن عهده شهد تدهورا فى الخدمات العامة مثل الصحة والتعليم وزادت فيها الرشوة والفساد والمحسوبية والتربح من الوظيفة الحكومية مع خصخصة الوظائف وبيع القطاع العام بثمن بخس والرشوة والتربح فى بيعه ومحاولة توريث الحكم لمن لا يستحقه.
* وماذا عن وزير الداخلية الاسبق حبيب العادلى ولماذا قلت أن أفضل فترة شهدتها السجون المصرية كانت فى عهده ؟
** لقد ذكرت نصا ان التعذيب فى عهد مبارك كان لخصومه السياسيين عامة والإسلاميين خاصة فقد كان منهجا متبعا طوال عهده .. يزيد تارة ويخف أخرى ولكنه كان شيئا ثابتا ومستمرا طوال الوقت، ومن الغريب أن أفضل الفترات التى كاد فيها التعذيب للمعتقلين الإسلاميين يتلاشى كان فى السنوات الثمانية الأخيرة من عهد مبارك وبعد تفعيل مبادرة منع العنف أى أن أفضل فترة شهدتها السجون ومراكز الأمن المختلفة وكان فيها حسن المعاملة للإسلاميين عامة والسياسيين خاصة وكاد التعذيب ينتهى فيها هى فترة اللواء حبيب العادلى وفى هذه الفترة زار قرابة الف من المعتقلين بيوتهم وهم رهن الاعتقال فى مناسبات اجتماعية سعيدة أو حزينة وبعضهم كان محكوما عليه بالإعدام، والغريب انه فى الوقت الذى كان التعذيب على أشده والقتل من جراء التعذيب وإلقاء المتهم من الأدوار العليا يحدث فى عهد وزراء داخلية آخرين لم يحاكموا ولم يتحدث عنهم أحد بشىء، حوكم العادلى الوزير الذى تحسنت فى عهده السجون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.