عندما قرأت رواية «رقصة اللبلاب» للكاتب الأديب محمد رفعت كانت مفاجأة بالنسبة لى فهو يكتب المقالة والقصيدة وله منها ديوانان لكنى لم أشعر أنها كانت الرواية الأولى له فهى ناضجة الفكر فيها خبرة الكاتب الكبير فى رسم الشخصيات وتقديمها بسلاسة ومنطق أما السرد فأسلوبه خفيف الظل تعبيرى والأحداث جديدة. وجاءتنى روايته الثانية «إمرأة غير قابلة للكسر» وإذ بها تكمل روايته الأولى فى كتابة اسم أديب رائع سوف يشار إليه بالبنان عالية المستوى والثقافة ممنوعة وشمولية وعميقة فإذا كان الموضوع هو الصحافة فهو خبير بزواياها وخطوطها باعتباره واحدًا ممن يعملون فيه لكنه عندما يستعرض الموضوعات.. الديكور والأثاث فكتاباته لا تقل قدرة عما يكتبه فى الصحافة كذلك عندما يكتب من موضوعات الجريمة وإجراءات التعامل معها فى المجمتع البريطانى والبورصة فى مصر هكذا وحتى عنوان الرواية «إمرأة غير قابلة للكسر» توافرت فيه الجاذبية ويشعر قارئ الرواية أنه كاتبها خير معبر عن شخصياتها وأحداثها. شاهيناز شوكت سيدة من أصل تركى تزوجت رجلا يعمل فى مجال الآثار وهو فخرى الريس وأنجبا داليا خريجة كلية الإعلام والتى لمع اسمها فى صحيفة المستقبل وقناة فضائية أنشأها رجل الأعمال الفاسد عزت النعيمى وهناء خريجة كلية التربية الفنية كلية الفنون الجميلة وهى بحكم الدراسة والموهبة خبيرة فى ترتيب بيت الزوجية وتأسيسه بذوق ومهارة وأمنية خريجة المعهد العالى للسينما وتعد نفسها لتكون مخرجة لامعه. يئس عزت النعيمى من إصلاح الفساد الذى يعانى منه ونعانى منه جميعا وقرر شد الرحال إلى استراليا وهناك تزوج برتغالية هى بريجيت وأنجبا سارة وهى نصف مصرية ونصف خواجاية تعرفت على الضابط سامح ورفض والدها أن ترتبط به لأنه رجل شرقى لا يسمح بالعلاقات بين الجنسين قبل الزواج. ارتبط سامح بالخطوبة مع خبيرة الديكور هناء فخرى الريس ولما اقترب موعد إعلان الخطوبة اتصلت هناء باختها غير الشقيقة سارة، سارة فخرى المقيمة مع والديها فى استراليا لتدعوها لحضور الحفل وطارت سارة من الفرحة وعلى أول طائرة جاءت لمصر وكالعادة انبهرت بها كما ينبهر دائمًا ضيوف بلدنا وشعرت بدفء الحياة الأسرية التى أوحشتها لأنها تعيش فى الغربة وتحن دائما للحياة فى الشرق. سامح على الجرايحى خطيب هناء يعمل فى شرم الشيخ من أعز أصدقاء شاهيناز هانم شوكت ومستشارها القانونى وشريكها من الباطن فى شركتها للمقاولات والاستشارات العقارية أما أمه نجوان فلم تنجح فى التواصل مع خطيبة ابنها مع أنها لم تجد فيها ما تعترض عليه لكنه شغل حموات ولذلك قرر سامح ألا يعيش مع والديه فى الفيلا الفاخرة التى يعيشان فيها ويعيش فى شقة مع خطيبته خبيرة الديكور. أعلن سكوتلندبارد «البوليس الإنجليزى» عن جريمة قتل راح ضحيتها مواطن مصرى هو عزت النعمانى أما الطريقة التى تمت بها الجريمة فهى كمثيلاتها مما يحدث لمصريين هناك آخرهم سعاد حسنى وأشرف مروان وكالعادة أعلن اسكوتلنديار أنها انتحار هكذا أبلغوا شاهيناز والمحامى على المراغى وهناء القرن سافروا بسرعة إلى لندن لمتابعة أخبار الحادث. ولم تقف شاهيناز وراء زوجها الأول فخرى الريس من حربه ضد الفساد فى مجال الآثار المصرية لكنها صمدت أمام حادث مقتل زوجها الثانى عزت النعيمى رغم أن الحادثة وراءها فضائح كبيرة كشفها الصحفى غير الملتزم علاء مراد حيث أفرد الصفحات فى جريدته «المستقبل» لما وراء الحادث وجاء فيها أن وراء مقتل النعيمى رجل أعمال خليجى ساعده أن يقيم النعيمى بعمل علاقة مع أميرة خليجية كان يعشقها رجل الأعمال الخليجى وإذاء اهتمام القراء بهذه الجريمة المثيرة قرر الصحفى طبع ما نشره فى الصحيفة فى كتاب أقبل عليه القراء بنفس الحماسة. وأصبحت شاهيناز تعيش على المهدئات والمسكنات والحبوب المنومة بعد أن انهالت عليها الطعنات من كل مكان ولم تشفع لها سمعتها الطيبة ونجاحها فى إدارة المجموعة التى حافظت عليها طوال سنوات عملها فى البيزنس منذ أن كانت تعمل سمسارة شقق، فقررت أن تترك لهم الجمل بما حمل اتفقت مع أبناء عزت النعيمى من زوجته الأولى على أن يختاروا واحدا منهم بالاتفاق مع أعضاء الجمعية العمومية لشركات المجموعة لإدارة الشركات على أن تنفصل هى وشركاؤها للمقاولات عن مجموعة النعيمى الاقتصادية وتعود لتعمل وحدها كما كان الحال قبل إعلان زواجها منه. ما أكثر من يحملون معاول الهدم فى الحياة لكنهم أبدا لن يقدروا على كسر امرأة غير قابلة للكسر كتب قصتها بمهارة وخبرة وقدرة الأديب محمد رفعت الذى انتظر منه روايته الثالثة وهى الخبطة الثالثة.
