وسط الإسكندرية وفى شارع سان سابا بمحطة الرمل.. تقبع بطريركية الروم الأرثوذكس والتى تضم عموم أفريقيا ويتبعها 12 مليون مسيحى فى أفريقيا. والبطريركية الأثرية موجودة بمصر منذ 2000 عام.. حيث تؤدى طائفة الروم الأرثوذكس نفس الطقوس الدينية التى تنتهجها طائفة الأقباط الأرثوذكس وتنتمى الكنيستان إلى مؤسس كنيسة الإسكندرية القديس مرقص ويترأس الكنيسة البابا تيودورس الآن ومنذ عام 2001 وهو البابا رقم 126 فى سلسلة البابوات للروم الأرثوذكس وهو بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا وحاصل على الجنسية المصرية. وتضم الطائفة فى مصر حوالى 25 ألف مسيحى.. وهذه الكنيسة ليس لها انتماء قومى أو عرقى أو انتماء إلى دولة معينة! وشعب معين ورغم المسئولين اليونانيين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية اليونانى فليس انتماؤهم لليونان كما يعتقد البعض. جرس الكنيسة فى ساحة الكنيسة أكبر جرس كنيسة فى العالم موجود فى الإسكندرية منذ أكثر من 75 عامًا وهو مهدى من السلطة الحاكمة اليونانية الملكية من ملك اليونان سيمون الأول - قبل تحويل اليونان من الملكية للجمهورية إلى بطريركية الكنيسة للروم الأرثوذكس.. وفى احتفالية ضخمة بدأت من أثينا إلى ميناء الإسكندرية.. وصل هذا الجرس الضخم الذى يقال إنه أكبر جرس كنيسة فى العالم.. أكبر من جرس الفاتيكان.. واتضح بعد وصول هذا الجرس أنه فوق طاقة احتمال برج الكنيسة من الناحية الإنشائية حيث يبلغ وزنه أكثر من 3 أطنان من المعادن.. وأن وزنه يفوق معدل المقاومة للكتلة الخرسانية التى شيدت بها الكنيسة وقد جرت محاولات عديدة خلال العقود الماضية من الأبحاث لتقوية الجدار الخرسانى فى الكنيسة لكى يتحمل هذا الجرس وشارك فيها مهندسون يونانيون ومصريون وساهم فى تمويلها عدد كبير من رجال الاقتصاد اليونانيين والمصريين وعلى رأسهم قسطنتين ميشيل سلفاجو وكان صديقًا شخصيًا للملك فاروق وأحد رموز الصداقة المصرية اليونانية. صممه فنان يونانى وأمام هذا المأزق الذى كان يواجه مشكلة الاستفادة من أكبر جرس كنسى فى العالم.. استسلم الجميع للأمر الواقع وترك الجرس فى العراء قابعًا فى ساحة الكنيسة عشرات السنين وظل بفضل تركيبته المعدنية حيث إنه مصمم من سبائك تقاوم الأجواء وتقلباتها، وصمم هذا الجرس واحد من أكبر فنانى اليونان فى صناعة اللدائن والسبائك حيث إنه مقدم من ملك اليونان إلى بطريرك الكنيسة اليونانية.. وهو القائد الدينى لهذه الطائفة وحتى لا يتعرض الجرس لانهيار الأرض فى ساحة الكنيسة عقدت عشرات الاجتماعات بين القيادات الكنيسة والفنية وكان الحل هو إدخال الجرس فى معرض داخل البطريركية كنموذج فنى فى المتحف داخل الكنيسة.. بما يحتويه من نقوش وكتابات باللغة اليونانية ضمن المقتنيات النادرة من المراجع العلمية المختصة بشرح وتفسير الإنجيل وقطع نادرة من التراث المسيحى. الطريف أن هذه الكنيسة تقع على بُعد خطوات من البيت الذى عاش فيه أمير الشعراء اليونانيين كفافيس وهو فى مستوى أمير الشعراء أحمد شوقى وقد أصبح هذا البيت من المزارات السياحية لأبناء اليونان.. ومعه الجرس النادر الذى أصبح راقدًا فى متحف الكنيسة ولن نسمع رنينه ليلة 25 ديسمبر لكن صورته توزع على جميع كنائس العالم. يقول د. هشام سعودى أستاذ الهندسة المعمارية بجامعة الإسكندرية إن وزن هذا الجرس الضخم من حيث الحجم سبب مشكلة فى أن يكون أعلى برج الكنيسة.. لأنه سيسبب الانهيار لها.. وبالفعل عقدت عدة اجتماعات علمية وهندسية وفى حال الوصول لحل علمى سيصبح لهذه الكنيسة شكل آخر وستصبح تحفة نادرة حيث إنها من الطراز اليونانى.. والعمارة اليونانية. رمز الصداقة البابا تيودوروس الثانى بابا الطائفة يقول إن هذا الجرس رمز للصداقة المصرية اليونانية.. وهو تحفة معمارية تاريخية.. لا مثيل لها فى العالم.. وسنحتفل بأعياد رأس السنة الميلادية فى 25 ديسمبر مع أهل مصر كلهم ونتمنى لمصر والعالم السلام والخير وأن يعم الأمن والرخاء جميع أنحاء العالم. ومع استعداد طائفة الروم الأرثوذكس للاحتفال بأعياد رأس السنة سيبقى أكبر جرس كنيسة فى العالم دون أن يدق ليلة رأس السنة 25 ديسمبر.. كما قلنا الجرس وزنه 3 أطنان وارتفاعه متران وعرضه ثلاثة أمتار.. وهو الوحيد فى العالم بهذه الضخامة والشكل!!