وصف الأزهر الشريف دعوات الخروج فى 28 نوفمبر الجارى برفع المصاحف، بأنها «دعوات إلى جهنم» ودعاتها هم دعاة إلى أبواب جهنم، موضحًا أنها جاءت فى توقيت تقود فيه مصر حربًا حقيقية فى مواجهة إرهاب أسود فى سيناء من جماعات مدعومة بالسلاح والتمويل والمعلومات. وأضاف الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر فى بيان الأزهر أن هناك مؤامرة ومخططات كبرى تحاك ضد الوطن كانت من بينها دعوات فتنة لرفع المصاحف الجمعة 28 نوفمبر. وحذر الطيب من وجود حركات تدفع الأموال من أجل تنفيذ مخططات ضد البلاد داعيًا الوعاظ إلى التصدى لتلك الدعوات والأفكار الشاذة فى حين خرجت وزارة الأوقاف تحرم المشاركة فى تظاهرات الجمعة 28 نوفمبر والتأكيد على أنها متاجرة بالدين وإعادة إنتاج لفكر الخوارج وانتهاك لحرمة المصحف ومحاولة لشق صف الأمة. وأضاف قائلًا أن مظاهرات رفع المصاحف نفاق باسم الدين لاستخدامه فى تحقيق مكاسب دنيوية. وقال الدكتور محمود مهنا الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية، أن مظاهرات 28 نوفمبر كانت محاولة لإحياء فتنة كانت أول وأقوى فتنة قصمت ظهر أمة الإسلام ومزقتها ومازالت آثارها حتى اليوم. وأضاف أن الفتنة الأولى كانت بعد قتل عثمان بن عفان رضى الله عنه، انقسم الناس إلى فرق: أتباع لسيدنا على بن أبى طالب، واتباع لسيدنا معاوية الذى أراد أن يأخذ قتلة عثمان وينتقم منهم فأمهله سيدنا علىّ حتى تستقر الأمور، لكن معاوية أصر على موقفه فكانت موقعة الجمل ثم موقعة "صفين" فلما أحس معاوية بالهزيمة أشار عليه أتباعه أن يرفعوا المصاحف على أسنة الرماح كحكم بينهم وبين سيدنا علىّ.. وهنا جاء الخوارج وقالوا ل على أقبل حكم المصحف فقال لهم: انها فتنة وكلمة حق يراد بها باطل.. فأمر الخوارج أن ترفع المصاحف بين الطرفين، واختار أصحاب علىّ حكما فكان أبو موسى الأشعرى.. واختار أصحاب معاوية عمرو بن العاص.. فخلع أبو موسى علىّ ومعاوية سويًا من الخلافة وجاء دور عمرو بن العاص فثبت معاوية وخلع علىّ من الخلافة. وأضاف ثم ظهر دور الخوارج ثانية وقالوا ل "علىّ" كيف حكمت الرجال.. فقال: هذا ما أشرتم به أيها الناس .. فكفروا سيدنا علىِّ بعد أن أمروه برفع المصاحف وكفرّوا كل المسلمين.. فأمر سيدنا علىّ عبد الله بن عباس أن يحاورهم بالسنة فرجع البعض منهم إلى الصواب، والبعض الآخر قاتلهم سيدنا على حتى أفناهم. وتابع الأستاذ بجامعة الأزهر أن خوارج العصر القديم كفروا المسلمين وخوارج هذه الأيام يكفرون المسلمين المعاصرين لافتًا إلى أن رفع المصاحف على أسنة الرماح فتنة تؤدى إلى تمزيق المصحف الذى أمرنا الله أن نصونه ونحفظه ونطبقه ونعمل به لا أن نرفعه هنا وهناك بل أمرنا النبى ? ألا نسافر به إلى بلاد الأعداء وقال إنى أخشى على كتاب الله أن يهان. فالقرآن لا يجوز أن نقرأه إلا طاهرين مفعلين لآياته دون أن نرفعه فى الشوارع، لا أن نكتبه على الحوائط أو على السيارات، ولا على جدران المساجد، حتى أن الكتاتيب لا يجوز فيها أن تكتب آيات المصحف على أوراق هزلية موضحًا أن القرآن نزل ليعمل به لا للمتاجرة به. وقال إن أحداث الجمعة بدعة ما جرت إلا مرة فى التاريخ وقتل علىّ من قام بها، والعالم الآن يغزونا فكريًا ودينيًا لنخسر ديننا، فالواجب أن نعمل بالقرآن مشيرًا إلى أن هذه الأحداث تؤدى إلى احتقار المصحف وإلى السير عليه بالأقدام، وهذا استهزاء بما فيه كله ومن نزل عليه ومن أنزله. واختتم كلامه مدللًا بعدة أبيات شعرية تكشف مكانة القرآن الكريم التى يجب أن يبقى عليها قائلًا: هذا هو القرآن مدراس الهدى دستورك الأسمى المنير المشرق آياته منبع العلوم جميعها من قال لا فهو الغبى الأخرق علم الطبيعة والحياة وحكمة التبيان من آياته تتمدد فهو الرواء لكل أدواء الورى وهو الطبيب لكل سقم صدقوا فالغرب لما سار سار بنوره وقبل الغرب سار المشرق يا قوم أحمد مجدكم قرآنكم