الفنانة إيناس عبدالدايم رئيسة الأوبرا المصرية كان لها دور كبير فى تحدى نظام الإخوان الفاسد، كما نجحت فى إعادة البريق إلى تلك المؤسسة الثقافية والفنية الراقية، وها هى تفتح لنا قلبها وعقلها من خلال هذا الحوار.. فى البداية مارأيك فى مهرجان الموسيقى العربية هذا العام؟ كان مهرجانًا موفقًا واستكمل نجاحات الدورات السابقة من عمر هذا المهرجان العريق، وذلك لأننا قمنا بجهد كبير من خلال كتيبة عمل متكاملة تعمل على كافة تفصيلاته منذ فترة طويلة. ماذا تعنى مشاركة 12 دولة عربية فى مهرجان هذا العام ؟ بالتأكيد، فإن دور مصر الفنى والسياسى لا يتجزأ، ونحن دولة رائدة فى الفنون ولنا دور بارز على المستوى السياسى إقليميا وعالميا، وبعد استقرار الأوضاع فى البلاد فوجئنا ببعض الفنانين العرب وقد أرادوا المشاركة فى المهرجان، وهو ما يؤكد المردود الفنى والسياسى ويشجعنا فى السنوات القادمة على استضافة عدد أكبر من الفنانين العرب، كما يؤكد أيضاً أن دار الأوبرا المصرية أهم دار فنية فى الوطن العربى وهى بيت المصريين والعرب بكل فئاتهم ونوعيات الفنون التى يقدمونها. كيف تفسرين نفاد تذاكر المهرجان فى أول 3 ساعات من طرحها؟ مفاجأة بكل المقاييس تؤكد لى أن مصر لا تزال بخير ، فبمجرد الإعلان عن تذاكر حفلات مهرجان الموسيقى العربية بعد حالة الحداد التى عاشتها مصر فوجئنا فى 3 ساعات اكتمال بيع كافة التذاكر وهذا دليل على أهمية وعى الناس بأهمية فن الأوبرا .. وبالرغم من محاولات البعض زيادة أسعار التذاكر، لكننى أصررت على أن يكون سعر التذكرة فى متناول الجميع؛ فمهرجان الموسيقى العربية مميز وله جمهوره الذى يعشقه، فرفضت استغلال نجاح المهرجان، لأن الدخل لن يغطى تكلفته لكننى راهنت على الإقبال القوى. لماذا كان الإصرار على مشاركة هذا الكم الهائل من شباب المطربين ؟ مصر لديها ثروة قومية حقيقية وكثير من الشباب موجود على مسارح الأوبرا طوال العام، ولكن جاء الوقت كى يشاركوا باقتدار فى مهرجانهم، والهدف من ذلك هو تقديم فنون مختلفة واستقطاب الدول العربية، وبالفعل وازنا بين الأصوات الشبابية الجديدة لإتاحة الفرصة لهم لإظهار أنفسهم، ومصر بها كنز اسمه الشباب، وأنا أهتم بهم ليس فى الموسيقى العربية فحسب بل فى جميع المجالات؛ لأنهم المستقبل. لماذا تم التبرع بتذاكر حفل آمال ماهر لصندوق تحيا مصر؟ فى كل شهر نختار حفلا مميزا ونخصص دخله ل «صندوق تحيا مصر»، ولانكلف أحدًا أكبر من طاقته، فنحن نشارك كفنانين وعاملين وموظفين فى دار الأوبرا ولا ننتقص من أحد، وعلى مدى الشهور الماضية حققنا كثيرًا فى هذا الصندوق وسنستمر؛ احتفالا بتشييد مصر جديدة قادرة على التحدى.