فى الوقت الذى انشغل فيه العالم العربى بالثورات وتداعياتها استغلت إسرائيل الأوضاع التى تمر بها المنطقة وتسللت إلى المسجد الأقصى لإعادة بناء الهيكل واستكمال خطط تهويد القدس ورصدت 17 مليار دولار لتنفيذ المخطط وتهجير سكان القدس حاليا إلى قطاع غزة, ومن جانبها رصدت الجامعة العربية خطر جر إسرائيل للمنطقة إلى حرب دينية من خلال تفجيرها للموقف فى القدس، كما حذرت من تداعيات غير مسبوقة فى هذا الشأن خلال المرحلة المقبلة ودعت المجتمع الدولى لتحمل مسئولياته وحثت الدول العربية والإسلامية على تنفيذ قرارات القمم السابقة وتوفير الدعم الكامل للقدس وصندوق الأقصى. وفى هذا السياق تعتقد إسرائيل أن «من يحكم «جبل الهيكل» يحكم البلاد كلها» ولهذا تحاول إسرائيل تقديم كامل الدعم لتهويد القدس بالمليارات، إضافة إلى الدعم السياسى والعسكرى، وتتقدم خطوات الاحتلال الإسرائيلى نحو تهويد القدس تدريجياً وفق خطة ممنهجة رسمها قادة الاحتلال على اختلاف مناصبهم ومستوياتهم. يؤكد ذلك، الدعم السياسى والعسكرى الإسرائيلي وراء الإجراءات التى تقوم بها سلطات الاحتلال والمستوطنون ضد المسجد الأقصى، سواء بدعم الاقتحامات المتكررة وتوفير الحماية لها، أو من خلال فرض حظر على دخول الشباب للمسجد للصلاة فيه، أو حتى إغلاق المسجد كلياً أمام المصلين وسط الإعلان عن خطط لما أسموه بإعادة بناء الهيكل هذا الاشتعال الذى بدأ فى القدس لن تخمد نيرانه العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد المقدسيين، وإنما يجر الجميع المنطقة لحرب دينية وقد حذرت جامعة الدول العربية من هذا الخطر القادم وطالبت الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبى والرباعية الدولية والأمم المتحدة بالضغط على إسرائيل لتجنب المنطقة صراعات وحروب دينية هى فى غنى عنها. وأعقب ذلك اتصالات عربية وإسلامية لعقد اجتماع لمكتب لجنة القدس فى المغرب شارك فيها وزير الخارجية الفلسطينى وأياد مدنى الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامى وبدوره قدم وزير الخارجية الفلسطينى رياض المالكى تقريرا عما تفعله إسرائيل بالقدس، خاصة فى المسجد الأقصى واعتبر ذلك دعوة صريحة للحرب، لتأجيج الوضع في الأرض المحتلة، وجر المنطقة إلى مزيد من العنف والتطرف. وأشار إلى أن إسرائيل تمادت في عدوانها وممارساتها بحق الفلسطينيين ومقدساتهم، بسبب قناعاتها العنصرية المتطرفة، ولاستخفافها بالعالم الإسلامى والمجتمع الدولى، بأنها دولة فوق القانون، ولعدم مساءلتها ومحاسبتها من قبل المجتمع الدولي والمؤسسات والهيئات الدولية لما تقترفه من انتهاكات للقانون الدولى والإنسانى فى فلسطينالمحتلة. وأطلع الدول الأعضاء فى فريق الاتصال الوزارى لمنظمة التعاون الإسلامى، على آخر التطورات السياسية فى الأرض المحتلة، والتصعيد الإسرائيلى الخطير بحق أبناء الشعب الفلسطينى ومقدساته الإسلامية والمسيحية، خاصة ما تتعرض له مدينة القدس والمسجد الأقصى من قبل الحكومة الإسرائيلية، واعتداءات المستوطنين المتطرفين، الهادفة لتهويد مدينة القدس والمسجد الأقصى، وتغيير طابعها العربى والإسلامي، إضافة إلى الإجراءات الممنهجة ضمن الخطط الإسرائيلية لتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانياً. ودعا المالكى دول منظمة التعاون الإسلامى، إلى تعزيز ودعم صمود المقدسيين في مدينتهم، باعتبارهم خط الدفاع الأول عن مدينة القدس الشريف، ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، من خلال تمويل مشاريع حيوية فى المدينة، تساعدهم على الصمود فى وجه أعتى حملات التهويد المُمنهجة، والمُمولة بسخاء، إضافة إلى دعم المقاومة الشعبية والسلمية ضد الاحتلال، وتعزيز الرباط فى المسجد الأقصى. وقدم وزير الخارجية مقترحا للخطة الفلسطينية حتى يكون ضمن خطة العمل العربى والإسلامى، كما تم الاتفاق على البدء بالتحرك الجماعى لوزراء الخارجية الأعضاء فى بعض عواصم الدول، خاصة دائمة العضوية فى مجلس الأمن. بدوره حذر الرئيس الفلسطينى محمود عباس من غضب العالم الاسلامى والمسيحى ورفض المزاعم الإسرائيلية بأن القدس لهم، قائلا لن يقبل أحد مسلم كان أم مسيحى أن تكون القدس إلا عاصمة لدولة فلسطين، والتى احتلت عام 67 وطالب المقدسين بحماية المقدسات والمرابطة فيها خاصة فى الأقصى وكنيسة القيامة، وأن يصلوا بها ويعملوا على حمايتها من أى اعتداء. ورفض الرئيس الفلسطينى أية أشكال من التقسيم للمسجد الأقصى الذى يجرى تحت رعاية حكومة الاحتلال. وأكدت اللجنة التنفيذية، فى بيان لها عقب اجتماعها برئاسة رئيس دولة فلسطين محمود عباس متابعة الحملة الوطنية والإسلامية والمسيحية والدولية ضد عنصرية المحتلين وجرائمهم فى القدس، سواء فى مجلس الأمن الدولى أو المؤسسات العالمية المختلفة. كما أكد الرئيس الفلسطينى أن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها هى خط أحمر لن يقبل المساس بها. من جانبه اعتبر نبيل أبو ردينة الناطق الرسمى باسم الرئاسة الفلسطينية أن القرار الذى أصدرته إسرائيل بإغلاق المسجد الأقصى المبارك لأول مرة، يعتبر تحديا سافرا وتصرفا خطيرا، الأمر الذى سيؤدى إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار وخلق أجواء سلبية وخطيرة. ومن جهته طالب رئيس الوزراء الأردنى عبد الله النسور، من وزير الخارجية ناصر جودة، استدعاء السفير الأردنى فى تل أبيب للتشاور، احتجاجا على التصعيد الإسرائيلى المتزايد وغير المسبوق على الحرم القدسى الشريف، والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للقدس. كما قدم الأردن شكوى فورية إلى مجلس الأمن الدولى، إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على الحرم القدسى الشريف. ورغم كل هذه التحذيرات إلا أن إسرائيل تضرب بعرض الحائط أى تدخل عربى أو دولى لاحتواء الأزمة المرشحة للانفجار فى القدس وبخاصة بعد اقتحام جماعات صهيونية بالقدس المسجد الأقصى من باب المغاربة وسط أعمال استفزازية لافتعال المعارك مع المقدسين وسط حماية غير مسبوقة من حراسة جيش الاحتلال.