تبدأ اليوم السبت فى القاهرة أول قمة ثلاثية تجمع قادة مصر واليونان وقبرص، تهدف القمة إلى تفعيل وتطوير التعاون بين الدول الثلاث فى مختلف المجالات وخاصة الاقتصادية والتجارية والسياحية والطاقة، بالنظر إلى ما تتمتع به من عناصر تشابه كثيرة وحاجتها إلى تعميق التعاون بما يخدم مصالحها المشتركة. وكشفت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى أن أجندة القمة سوف تناقش أوجه التعاون بين الدول الثلاث التى تهم مصر وقبرص واليونان بما فيها قضية الإرهاب وسبل التعاون بينها، بما يسهم فى تحقيق الأمن والاستقرار ومواجهة الجريمة عابرة الحدود. كان وزير الخارجية سامح شكرى قد قام بزيارة البلدين واجتمع بنظيريه فى إطار الإعداد لهذه القمة وتبادل وجهات النظر بشأن الموضوعات المطروحة على جدول أعمال القمة، ومن المقرر أن تتناول تطوير التعاون بين الدول الثلاث لتحقيق الاستقرار فى منطقة الشرق المتوسط استنادًا لقواعد ومبادئ القانون الدولى وحسن الجوار، كما تتناول دعم التعاون الذى يحمى المنطقة البحرية بين مصر واليونان وقبرص من أى انتهاكات، والتأكيد أن تتسق كل الأنشطة فى شرق البحر المتوسط مع القواعد الدولية والتفاهمات التى تقوم على علاقات حسن الجوار، وكذلك تنشيط التعاون فى مجال السياحة والطاقة والنقل البحرى والتجارة وبحث موضوعات الإرهاب وسوريا وليبيا. ونفت المصادر عقد هذه القمة كرد فعل تجاه أى طرف إقليمى مؤكدًا أنها ستعنى بالبحث فى سبل تطوير التعاون وتفعيل العلاقات بين دولها، وأنه جرى الترتيب لها منذ فترة طويلة فى إطار آلية التنسيق والتشاور التى تجمع وزراء الخارجية. وأكد سوتس لياسيدس، سفير قبرصبالقاهرة، أن رئيس بلاده جاء لحضور القمة الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص،متوقعا زيارة الرئيس السيسى إلى العاصمة القبرصيةنيقوسيا بحلول نهاية العام فى ديسمبر. وأضاف أن القمة الحالية تحمل أهمية خاصة للدول الثلاث التى تجمعها علاقات تاريخية وثقافية وطيدة، مؤكدا أن هذه المرة ليست الأولى التى يزور فيها الرئيس القبرصى للقاهرة، حيث زارها فى ديسمبر الماضى، حيث تم توقيع اتفاقية مهمة للغاية متعلقة بالنفط الموجود فى البحر المتوسط والحدود البحرية ومرة أخرى وقت تنصيب الرئيس السيسى وكان الرئيس الأوروبى الوحيد، «وكنا فخورين للغاية بذلك». وأشار إلى أن هذه القمة ستعزز التعاون بين الدول الثلاث، كما ستكون انطلاقة جديدة للعلاقات الثنائية بين قبرص ومصر. ومن جانبه، أكد سفير اليونان فى القاهرة كريس لازريس، أن زيارة الرئيس اليونانى إلى مصر سوف تستمر يوماً واحداً، ويلتقى خلالها الرئيس السيسى والرئيس القبرصى لتعزيز التعاون المشترك بين البلدان الثلاثة فى الاقتصاد والسياحة والاستثمار ومكافحة الإرهاب أيضاً. وأشار السفير اليونانى إلى أن هناك تعاوناً عسكرياً قائماً بين مصر واليونان من خلال اتفاق سابق تم توقيعه. ونوه لازريس إلى أن اليونان احتلت المرتبة الرابعة كأكبر مستثمر أوروبى فى مصر باستثمارات تخطت 3.5 مليار يورو فى السوق المصرية التى تعمل بها 173 شركة يونانية الآن بالمقارنة ب 108 شركات باستثمارات تقدر ب 1.5 مليار يورو عام 2011، وشدد السفير اليونانى على أن اليونان هى الدولة الأوروبية الوحيدة التى قامت بزيادة استثماراتها فى مصر منذ عام 2011. من جانبه قال وزير الخارجية سامح شكرى فى تصريحات صحفية إن القمة تأتى فى إطار التعاون مع دول شرق البحر المتوسط التى تجمعها روابط تاريخية ومصالح مشتركة للاستفادة من الثروات المشتركة إلى جانب فرص استخراج الغاز من شرق المتوسط ومجالات تنشيط العلاقات التجارية، بالإضافة إلى مناقشة التحديات التى تواجهها لتعزيز فرص النجاح فى التصدى لهذه التحديات. مؤكدا أنه من المهم تدعيم علاقتنا مع كل الأطراف سواء الإقليمية أو الدولية، فى إطار الدعم السياسى من قبل اليونان وقبرص منذ ثورتى 25 يناير و30 يونيو، لإرادة الشعب المصرى، مشيرا إلى أن الاجتماعات واللقاءات الوزارية التى سبقت القمة الثلاثية سواء فى نيويورك أو فى قبرص مؤخرا والتى مهدت لعقد هذه القمة تعطى دفعة وتوجيها لمزيد من العمل فى مختلف الأصعدة، مؤكدا أنه وقع على مذكرة تفاهم فى الاجتماع الوزارى الأخير.