فى الوقت الذى تتزايد فيه خطورة التنظيمات الإرهابية المسلحة بالعراق وبعض الدول العربية، قام الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى على رأس وفد من الأمانة العامة لزيارة العراق وبرئاسة ممثل رئيس القمة العربية النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتى الشيخ صباح خالد الحمد الصباح - لكن هل الزيارات التقليدية تتناسب وطبيعة المرحلة ولماذا لا يدعو إلى اجتماعات عربية وزارية طارئة فى مواقع الأحداث المشتعلة فى العراق واليمن وليبيا كرسالة بأن الاعتداء هو خطر على الجميع كإجراء عملى أم أن قوة الجماعات الإرهابية أصبحت أكبر من الدول العربية مجتمعة، إن الوضع العربى جد خطير ولا يجب أن يترك لقوى خارجية للدفاع عن الأمن القومى العربى إن الحرب على الإرهاب لن تنتهى إلا بهدم كل العمار وكأنها حرب على الإعمار، الأمر بات يتطلب التحرك العربى الفورى لوقف هذا الزحف الأسود (الإرهاب). اكتفى الدكتور نبيل العربى بالإعلان عن بعض الكلمات وهى أن الهدف من الزيارة هو الاتصال بالقيادة العراقية الجديدة من أجل توثيق العلاقات والتعرف على التطورات الحالية فى العراق فى ظل التهديدات الكثيرة التى يتعرض لها العراق. وأضاف العربى أن الوفد الوزارى تعرف على الاحتياجات العراقية لمساعدته والتضامن معه فى مواجهة هذه التهديدات، وكان العربى قد عقد لقاءات مكثفة فى العاصمة العراقيةبغداد مع كل من الرئيس العراقى الدكتور فؤاد معصوم، ورئيس الوزراء حيدر العبادى، ورئيس مجلس النواب سليم عبدالله الجبورى، ونائب رئيس مجلس الوزراء هوشيار زيبارى، ووزير الخارجية إبراهيم الجعفرى، وعدد من القيادات العراقية. وأكد أن كل الدول العربية بما فيها العراق لديها الرغبة فى مكافحة الإرهاب، وقررت أن تواجه التهديدات الكثيرة التى تمثلها التنظيمات الإرهابية مثل تنظيم «داعش» وغيره، مشيرًا إلى أن العراق يشارك الآن فى عمليات قتالية ضد هذه التنظيمات. وشدد العربى على أن مواجهة تنظيم داعش يجب أن تكون شاملة وليست عسكرية فقط وأضاف أن المنطقة تعيش اليوم مرحلة تفكير عقيم لا يستقيم مع القرن الحادى والعشرين محذرًا من هذه المرحلة الحرجة التى تمر بها المنطقة وأوضح العربى أن الجامعة العربية بدأت فى اتخاذ إجراءات لتوحيد المواجهة المستقبلية العميقة لداعش بمشاركة جميع الدول العربية مشيرًا إلى أن الجامعة بدأت بالفعل فى إيقاف تدفق المقاتلين إلى العراق. فيما أكد وزير الخارجية العراقى إبراهيم الجعفرى أن حكومته لم تطلب قوات برية من الدول العربية أو الأجنبية، مشيرًا إلى الحاجة إلى غطاء جوى من التحالف الدولي. وقال الجعفر إن القوات الأمنية العراقية والحشد الشعبى يؤديان دورهما فى حفظ الأمن، والقضاء على تنظيم داعش، وشدد على أن ما يحتاجه العراق هو تسليح قواته وتدريبها فقط وليس قوات برية. لا شك بأن زيارة الوفد العربى إلى العراق مهمة فى الوقت الراهن وقد تزامنت مع حسم تعيين الوزراء الآمنيين الدفاع والداخلية وهو الأمر الذى يعد ذا أهمية قصوى خاصة وأن العراق يقود حربًا ضارية ضد تنظيم داعش والجماعات المتطرفة. لكن المرحلة الخطيرة التى تمر بها المنطقة تتطلب تغييرًا حتميًا فى التحرك الدبلوماسى العربى للاجتماع فى موقع الحدث لأن الاجتماعات الرسمية الدورية اعتدنا عليها فى مرحلة كان الوضع العربى أفضل، أما ونحن نرى الآن سطو سريع وسقوط غير مسبوق لمناطق استراتيجية فى بعض الدول العربية وبالتالى ننتظر من الجامعة العربية أن تتواجد فى مناطق الحدث – مثلا – أن يعقد اجتماع وزارى عربى طارئ فى العراق – اليمن – ليبيا كرسالة بأن ما تتعرض له هذه العواصم من مخاطر هو خطر يهدد المجموع ولا أتصور أن داعش أو الجماعات المتطرفة تفوق قوة وقدرة العالم العربى مجتمعا أن زيارة الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى للعراق مهمة وشاقة نظرًا للوضع الخطير الذى يهيمن على المشهد فى ربوع العراق، لكن الأهم أن يتضامن العرب باتخاذ مواقف أكبر من المشاركة فى التحالف الدولى للحرب على الإرهاب أو داعش وإنما للتفكير فى حل الأزمة السورية التى انفجرت فى وجه الجميع, ولن أنسى ما قاله لى أحد الدبلوماسيين أن لدى النظام الأسدى أوراق كثيرة من بينها تصدير الأزمة لكل دول الجوار ثم توجيه رسائل عنيفة – للعواصم العربية التى لم تقف معه. وفى تقديرى أن التفاهم والحوار الجدى مع طهران بات مهمًا وملحًا أكثر من أى وقت مضى وهى التى تدعم وتقف خلف تنظيماتها فى سورية ولبنان واليمن والعراق ولهذا جاءت الزيارة الأولى لرئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى الذى أعلن بأن إيران دولة جارة ومهمة وتربطنا بها مصالح وعلاقات اقتصادية وثقافية وسياسية، كما أعلن أنه سيزور دول الجوار وفى المقدمة تركيا والأردن والسعودية كما يوفد وزير الخارجية الدكتور إبراهيم الجعفرى لعدد من العواصم لتوضيح الموقف لما يجرى فى العراق وحربه ضد الإرهاب.