الحرب على الإرهاب وتجارة السلاح عمل ممتد على اتساع الأرض وبات يحظى بأولوية فى أجندات كل دول العالم مسحوبا بتواريخ مفتوحة وكأننا أمام خريطة تدمير وبدت اللغة السائدة هى الحرب فيما تتوارى لغة السلام على خجل ولم لا ومصانع الحروب تجنى الارباح، لا أعنى بذلك الهجوم على سياسات مواجهة الإرهاب وإنما أطالب بحلول تحقن دماء الشعوب والشباب لأننى أخشى أن تكون فرص العمل المتاحة للشباب هى الانضمام إلى تنظيمات هنا أو هناك، إن لغة الأرقام تتحدث عن نفسها فى الإعلام الغربى ومؤخرا لفت نظرى مقالة للكاتب البريطانى روبرت فيسك حيث ذكر أن السفن الحربية الأمريكية أطلقت صواريخ توما هوك تقدر ب 65.8 مليون دولار يوميا فى حربها على تنظيم داعش بسوريا والعراق. وقال أيضًا إن الشركات المصنعة للأسلحة المستخدمة فى هذه الحرب ضد داعش. ترتفع أسهمها فى أمريكا حيث قامت بإنتاج قنابل وصواريخ التحالف والطائرات بدون طيار، والطائرات المشاركة فى هذه الحرب، وهى الأحدث التى يمثل كل من يشارك فيها كأنه فى أحد أفلام هوليود، فيما عدا المستفيدين من القنابل والصواريخ والذين يحاربون. ويتابع فيسك قائلا، إنه عندما قرر الأمريكيون مد القصف الجوى إلى سوريا فى سبتمبر، حصلت شركة رايثون على 251 مليون دولار مقابل عقد لإمداد البحرية الأمريكية بمزيد من صواريخ تومهوك كروز. ويمضى الكاتب قائلا: إنه بعيدا عن التكلفة السياسية للحرب، فإن كل عضو يخسره داعش، يوفر بدلا منه ثلاثة أو أربعة، ولو كان داعش هو الشر المروع الذى يمثل نهاية العالم كما قيل لنا، فإن كل زيادة فى أرباح شركات السلاح الأمريكية تخلق المزيد من مقاتلى داعش إن كلمات الكاتب البريطانى تقر بان العنف يزيد العنف والحرب تشعل حروب، وبالتالى نحتاج إلى المعالجة الشاملة التى تحدثت عنها مصر وليس مجرد الانخراط فى عمليات عسكرية حتى لا ندمر عواصمنا العربية بأيدينا.