جاء الحادث الإرهابى الذى استشهد فيه 6 وأصيب 5 آخرين من جنود القوات المسلحة بشمال سيناء ظهر الأحد 19 أكتوبر الجارى، بمثابة تغير واضح فى السياسة التى تستخدمها الجماعات الإرهابية ضد مؤسسات الدولة المصرية، والتى بدأت عقب ثورة 30 يونيو المجيدة، هذا التطور استوجب ضرورة التعرف على تفاصيل الحادث والأسباب وراء هذا التغير فى أسلوب ذرع المتفجرات، وهل استطاعت هذه الجماعات المسلحة الانتقال من سيناء إلى الوادى والدلتا والصعيد؟.. تساؤلات يجيب عنها الخبراء فى السطور التالية. \ففى الساعة الواحدة ظهر الأحد 19/10/2014 وأثناء مرور العربات المكلفة بمهام التأمين بمنطقة السبيل على الطريق الدائرى بالعريش انفجرت عبوة ناسفة أسفرت عن استشهاد 6 أفراد وإصابة 5 آخرين من أطقم المركبات. وأكد المتحدث العسكرى للقوات المسلحة العميد محمد سمير أن مثل هذه الأعمال الإرهابية الجبانة لا تزيد أفراد الجيش إلا عزيمة وإصرارا على الاستمرار فى اقتلاع جذور الإرهاب ليعيش هذا الشعب العظيم فى أمان من شرور هؤلاء المجرمين. كانت مدرعتان للقوات المسلحة ولحظة مرورها على الطريق الدائرى فى طريقها إلى كمين تقاطع الطريق الدائرى مع الطريق الدولى القنطرة- العريش لتوزيع التعيينات على الحواجز الأمنية المتمركزة بالطريق الدائرى، قام أحد العناصر الإرهابية المسلحة بتفجير العبوات الناسفة عن بعد مستخدما أسلاكًا كانت موصلة بالعبوات الناسفة والطرف الآخر بيد العنصر الإرهابى على بعض 300 متر وكانت العبوة قد تم ذرعها أسفل الطريق وأثناء مرور المدرعتين تم تفجيرهما بتوصيل الأسلاك، مما أدى إلى إصابة أفراد المدرعتين إصابات بالغة. وعقب الانفجار مباشرة قام عدد من العناصر الإرهابية كانت تختبىء بجانب الطريق بإطلاق النار على المدرعتين وقعت اشتباكات عنيفة بين أفراد الجيش والعناصر الإرهابية. فيما أكد مصدر أمنى أن العبوات الناسفة التى تم استخدامها فى التفجير تزن حوالى 500 كجم من مادة TNT شديدة الانفجار وتم زرعها أسفل الطريق مرجحا أن يكون وراء تنفيذ العملية تنظيم بيت المقدس الإرهابى الذى نقل نشاطه من منطقة الشيخ زويد إلى محيط مدينة العريش حيث تم تنفيذ عملية إرهابية الخميس قبل الماضى بمنطقة المساعيد بعد أن تم زرع عبوتين ناسفتين فى طريق مصفحة للشرطة أسفرت عن استشهاد 3 وإصابة 8 آخرين من جنود الشرطة، مما يؤكد أن تنظيم أنصار بيت المقدس نقل نشاطه إلى ضواحى مدينة العريش لتنفيذ العمليات الإرهابية بعد أن قامت القوات المسلحة بتضييق الخناق عليهم بالمنطقة الشرقية برفح والشيخ زويد. وعقب الحادث قامت قوات الجيش الثانى الميدانى والقوات الجوية بتمشيط المنطقة بحثا عن العناصر الإرهابية. اللواء نصر سالم رئيس جهاز المخابرات والاستطلاع سابقا ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية أكد أن هذه العملية جاءت ردا على العمليات التى تقوم بها عناصر القوات المسلحة والأجهزة الأمنية فى سيناء ضد العناصر الإرهابية خاصة أن عمليات التطهير واقتلاع جذور الإرهاب من قبل الدولة، شهدت خلال الفترة الماضية نجاحا كبيرا فى القبض على عدد من العناصر الإرهابية، وكذلك تصفية عدد من قيادات تنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابى. وأضاف سالم أن الحادث الإرهابى الأخير يؤكد نجاح العمليات داخل سيناء من قبل القوات المسلحة والأجهزة الأمنية فى التضييق على العناصر الإرهابية هناك، كما أن أسلوب تنفيذ العملية يشير بأصابع الاتهام إلى عناصر من حماس خاصة أن مثل هذه العمليات هو ما تقوم به عناصر حركة حماس. مشيرا إلى أن مثل هذه العمليات تستوجب من الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة إعادة النظر فى خطوط سير الوحدات خاصة التى تعمل بشكل دورى مثل وحدات نقل التعيينات للقوات أو غيرها من الوحدات والعناصر الإدارية. وأوضح أن كمية الأسلحة والمتفجرات التى دخلت إلى سيناء خلال فترة الثورة وحكم الرئيس المعزول محمد مرسى مازالت هناك بقايا لها مع العناصر الإرهابية بسيناء. من جانبه أكد اللواء دكتور طلعت موسى مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا أن حادثة العريش الإرهابى هو محاولة من جانب العناصر الإرهابية لإثبات الوجود خاصة بعد قيام القوات المسلحة بقتل 30 عنصرا تكفيرا مؤخرا والقبض على أكثر من 33 آخرين بينهم عدد من قيادات التنظيم، مضيفا أن الأسلوب الذى تمت به زراعة العبوة الناسفة أمر متعارف عليه لدى الجماعات الإرهابية. ونفى اللواء طلعت موسى أن تكون بعض العناصر الإرهابية انتقلت خارج سيناء باتجاه الوادى والدلتا أو الصعيد، مؤكدا أن قوات الجيش بالتعاون مع الأجهزة الأمنية تحكم سيطرتها على مداخل ومخارج شبه جزيرة سيناء وهو ما يحول دون وصول أى عناصر من هذه الجماعات مثل أنصار بيت المقدس وغيرها إلى الوادى، ولكن التفجيرات أو العمليات الإرهابية التى تحدث ضد بعض مرافق الدولة جميعها تأتى نتيجة عبوات ناسفة بدائية ومحلية الصنع على عكس التفجيرات التى تقوم بها عناصر أنصار بيت المقدس فى سيناء. وأكد موسى أن ما يحدث فى سيناء من استهداف لعناصر القوات المسلحة والأمن هو نتيجة ضغط العمليات الأمنية على هذه الجماعات، خاصة أن تلك العناصر تتمترس فى المناطق المدنية وتحتمى فى المدنيين الأبرياء، وهو ما أطال أمد العمليات العسكرية هناك وجعل بعض العناصر الإرهابية تلك مازالت تلفظ أنفاسها حتى الآن.