فى بداية الإرسال التليفزيونى فى مصر طلبت قيادة ثورة يوليو من الإذاعة والتليفزيون باتباع عدة أشكال غنائية توجيهية فكان دويتو «الراجل دا حيجننى» عن عدم الإسراف فى الطعام كتبها الشاعر حسين السيد ولحنها الموسيقار محمد الموجى وأداها فؤاد المهندس مع صباح وحققت نجاحًا مبهرًا مما كرر طلب القيادة بعمل دويتو مماثل عن «الجلابية» لنفس مجموعة الفنانين وتقول كلماتها: ص الراجل دا حيجننى حيجننى... مش عايز ابدًا يفهمنى حيجننى بيصحينى ويمسينى بالجلابية... وساعات يتقمع ويفصل منها الطاقية ويروح الشغل كده بمنظر أنا مابحبوش... وجونلة طويلة ولها دايرة بتتسمى كلوش جبتله من غلبى ومن جيبى بنطلونين و3 قمصان... حاجة عليها القيمة يلبسها ويسهر بيها فى أى مكان ع اللى عمله فيهّ.. واللى قالو عليه: ف بتستعر من البلدى ولبس البلدى... ودا لبس عمامى وجوز خالتى وأبويا وجدى... عايزة تهزأنى يا أخى دا بُعدك ص يا غلبى أنا مش قصدى أنا عايز ده تبقى صورة جديدة لنهضة بلدى ص راح ضيع الماهية.. وجاب بالعند فيه.. صديرى وجلابية.. لساعة المغربية ولاقيته جاى نافش ريشه وبيقول: ف دى جوخ.. من وبرة جملى لون المشمش على بذرة خوخ ص هية هتتاكل يا خواتى.. وزاحم روحك بالقوى كدا ليه.. هما البنطلونين وثلاث قمصان.. أنا عايزة أعرف دول عيبهم إيه طب دايت بيبقى عليك منظر.. من المطرة لما بتمطر.. انت تشمر.. واللافى الصيف لما تشمر حواليه رجليك، ساعة تدخن ساعة تعمر.. ع اللى عمله فيه.. واللى قالوا عليه: ??? ص اللبس البلدى على عينى وعلى رأسى من فوق... لكن إحنا حياتنا محتاجة لبساطة وذوق ياحبيبى الدنيا اتغيرت.. يا عينى بلدنا اتنورت من مصر لبنها كان جدك وأبو جدى كمان... يروحوها فى عربية ببغلين وحصان دلوقتى بتركب نفاثة وتقول عطشان... قبل الكوبايه ما تشربها توصل أسوان الناس فى الشارع، فى المصنع شوف لابسين إيه 90% جلاليبهم ركنوها ليه حتى الفلاح فى الغيط شوف ابتدا يلبس إيه ربنا يهديك ف مش ممكن مش معقول ص تصدمنى يا رب فى عز الشهر ف إن شاء الله أنا هاتى بعد الشر والجلابية البيضاء أصبحت ظاهرة فى شوارع القاهرة وغيرها من عواصمالمحافظات، ولها كل الاحترام فهى رمز البقاع المقدسة والخليج بصفة عامة ولكنهما هناك دائمًا مكسوة بالاحترام والوفاء ومرتبطة بغطاء رأس جميل «عقال وغطرة» أما فى شوارعها فتقد الكثير وهى ملبس محلى لشباب الريف «الروشة منهم» تراها فوقه من أفندى فى فيلم «الأرض» ولم نرها فى حلقة «جلابية بارتى» مع سعاد وأحمد زكى، وكنت أتمنى ألا أرها على الداعية الشيخ خالد الجندى الذى ترك حقه فى ارتداء العمامة والكاكولا وفضلها فى برنامجه «روضة النعيم». وكثير من المصريين يربطون بين الجلابية البيضاء والمسجد من هؤلاء الإعلامى محمود سعد الذى يرتديها نظيفة مع بنطلون مكمل لها ويحضر للمسجد مع مجموعة أصدقاء بسيارته المرسيدس. بينما يرتدى صلاح السعدنى جلابية فلاحى وقورة متشبهًا بشقيقه الفلاح الفصيح والولد الشقى محمود السعدنى الله يرحمه. فى السنوات الأخيرة وكأن وابور زلط من فوق المصريين فسطحهم تمامًا وهذا المعنى من فكر الأستاذ هيكل فالثقافة الخاصة والعامة أصبحت فى خبر كان، والأخلاق ذهبت والشارع أصبح سيركًا تلعب فيه بعض البشر لعب الحيوانات، وقالوا كل ما يعجبك والبس ما يعجب الناس» لكنهم لا يفعلون ذلك إنما كل يقلد البيئة التى عاش فيها سنوات بحثًا عن الرزق حتى إن الشارع فى منظره البشرى والأثرى فهو غائب عن عيون جهاز التنسيق الحضارى، أخى المصرى قبل أن تفكر فى شراء جلباب جديد فكر فى النزول لمنطقة تجارية شعبية لتشترى بنطلونين و3 قمصان بنصف ثمن الجلابية وصدق صباح وفؤاد المهندس ولا تتسبب فى أن تكون شوارعنا سداح مداح والملابس فيها «جلابية بارتى».