مازالت المراكز الاستكشافية للعلوم التابعة لوزارة التربية والتعليم تمارس دورها المهم فى تنمية قدرات الطلاب بمختلف المراحل التعليمية سواء كانت هذه القدرات علمية أو فنية، كما تمارس دورا مهمًا أيضا فى تقديم التعليم الاستكشافى وهو التعليم المبنى على التعرف على قوانين الطبيعة من خلال الممارسة والبحث والاستنساخ والاقتناع والفهم، هذه المراكز التى أنشئت منذ عام 1998 ومازالت تقدم الخدمات التعليمية الاستكشافية لآلاف الطلبة، من مرحلة الروضة وحتى المرحلة الثانوية، وساهمت فى تنمية قدرات هائلة لدى الدارسين فيها، أفرزت عن إنتاج رائع لابتكارات الطلبة ومنها تصنيع نماذج للأجهزة العلمية من المخلفات وعلب الكرتون وإجراء تجارب علمية وإنتاج أفلام علمية وتاريخية، وغيرها. وأقام المركز الاستكشافى للعلوم بالإسكندرية (القصر) حفل ختام النشاط الصيفى وتم توزيع شهادات التقدير والجوائز على الطلبة المتميزين هذا العام. د.تامر النادى مستشار وزير التعليم للمراكز الاستكشافية قال إن المراكز الاستكشافية للعلوم بدأت نشاطها منذ عام 1996، ووصل عددها إلى 55 مركزا موزعة على جميع محافظات مصر، وقال إنها تهدف إلى تنمية القدرات الابتكارية لدى الطالب، وتكوين الشخصية العلمية والتفكير العلمى، ومزج التعليم بالمتعة والوصول إلى المعلومة بالاستنتاج، وترسيخ مبدأ التعلم المستمر مدى الحياة، ومزج المعرفة النظرية بالأسلوب التجريبى المعملى واعتماد وسيلة البحث عن المعرفة وامتلاك مفاتيحها لتخزين تفاصيلها فى العقل البشرى دون فهم أو إدراك. وأضاف أن هذه المراكز عبارة عن متنفس للطلبة خاصة فى فترة الإجازة الصيفية، فهناك الكثير من الطلبة لا يمارسون الرياضة ويميلون إلى العلوم أو دراسة التاريخ أو اللغات أو الكمبيوتر وهو ما توفره لهم المراكز ودون مقابل، مشيرًا إلى أن هناك اتجاها فى الوزارة لتطوير وتفعيل المراكز ودعمها بأجهزة جديدة، وتطوير البنية التحتية، وتدريب المدربين والمشرفين وتطوير البرامج وبعد أن تتم عملية التوسع الرأسى سنبدأ فى التوسع الأفقى بزيادة عدد المراكز. وتقول هويدا كامل مديرة متابعة المراكز بالوزارة إن رسالة المراكز هى أن يصبح التعليم الاستكشافى نمطا جديدا للتعليم بالاعتماد على حب المعرفة والبحث وربط المعرفة بالتطبيق، وإفساح المجال للموهبة والإبداع والابتكار، إلى جانب التعليم النظامى على مستوى المدرسة وربط المناهج الدراسية بالتطبيقات العلمية فى الحياة، وتضيف أن الوزارة تهتم اهتماما كبيرا بالمراكز وبدعمها نظرا للدور المهم الذى تلعبه تلك المدارس فى تنمية قدرات الطلبة واكتشاف الموهوبين. وتقول عزة أبو العز مديرة المركز الاستكشافى للعلوم بالإسكندرية إن المراكز الاستكشافية للعلوم بدأت نشاطها بالإسكندرية بإنشاء ثلاثة مراكز عام 2010، وبدأت بأربعة أنشطة أهمها المرسم والمخترع الصغير، وصل عدد الأنشطة إلى 13 نشاطًا ويضم كل نشاط حوالى100 طالب من سن 5 سنوات إلى 20 سنة، وأضافت أن الطلبة ينتمون إلى مدارس مختلفة فمنهم طلبة المدارس الحكومية من الأحياء الشعبية ومنهم طلبة من مدارس اللغات والمدارس التجريبية والمعاهد القومية، وهناك من أبناء المراكز من التحقوا بالجامعة ويأتون لمساعدتنا فى التدريب بالمركز،ويقوم كل طالب باختيار نشاط واحد للالتحاق به لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من الطلبة للاستفادة من خدمات المركز، والنشاط مستمر طوال العام فهناك برامج تطبق فى الفترة الصيفية وبرامج أثناء العام الدراسى وكلها بالمجان فلا يدفع الطلبة أية رسوم للاشتراك فى المركز، وأوضحت أن وزارة التعليم تقوم بدعم المراكز، دعما علميا وماديا ومعنويا كبيرا إيمانا منها بدور المراكز فى الارتقاء بمستوى الابتكار لدى الطلبة مؤكدة أن المراكز تقوم بدور كبير فى تبسيط العلوم وتقريبها الى الطفل وتعويد الطفل على الابداع والابتكار. وعن نشاط المركز قالت: هذا العام قمنا بحوالى 13 نشاطًا متنوعًا خلال الإجازة الصيفية منها براعم العلوم والبحث الصغير ونادى المخترع الصغير والمدرسة الاستكشافية والمرسم والحاسب الآلى وتعليم اللغة الانجليزية وتعليم الخط العربى وتعليم اللغة الاسبانية ومحاضرات التنمية البشرية، والقاعة الفرعونية، وقاعة الإسكندرية قديما وحديثا، والمكتبة، وقاعة العلماء وقاعة التاريخ الإسلامى وقاعة ال «I Q»، وقسم الاحتياجات الخاصة وقد استقبل هذا العام الصم والبكم حيث يمر الطلبة الملتحقون به على كل ورش العمل فى مختلف المجالات بالمركز بالإضافة إلى قيامنا بتدريب مدرسى العلوم وأخصائى الصحافة المدرسية ومدرسى الجيولوجيا، وتدريب الأخصائيين الاجتماعيين على الحاسب الآلى، كما أقمنا دورات للتنمية البشرية لأولياء أمور الطلبة، ودورات لمدرسى رياض الأطفال لتدريبهم على العلوم والجغرافيا والمسرح والتاريخ والكمبيوتر والمرسم. وأضافت فى فترة الدراسة يستقبل المركز زيارات من المدارس تقام خلالها ورش عمل فى مجال العلوم والتاريخ والمرسم حيث يقوم الطلبة بإحضار أدوات بسيطة معظمها من مخلفات المنازل ويقوم بعمل منتجات من هذه الأدوات ويعود بتلك المنتجات إلى مدرسته. بيت الزواحف وتقول هالة بطيشة مشرفة قسم براعم العلوم بمركز القصر إن القسم أنشىء للبراعم من سن خمس سنوات وحتى سبع سنوات، وكانت ورشة العمل الرئيسية فيه هذا العام هى بيت الزواحف حيث أقمنا نموذجًا لبيت زواحف من الورق على شكل كهف ووضع نماذج لتلك الزواحف ليتعرف عليها الطفل منذ المولد والنمو والتطور وتغيير الجلد والسلوك وكيفية التعامل مع الزواحف، وكنا نعرض لهم أفلامًا علمية مبسطة عن الزواحف، وتضيف أسماء أحمد مشرفة قسم البراعم أننا دربنا الأطفال على الأشغال اليدوية البسيطة وقبل بيت الزواحف أقمنا ورش عمل عن الرعد والبرق وسندوتشات المياه ليتعرفوا على كثافة المياه والسوائل وعرضنا لهم أفلامًا عن المجموعة الشمسية والفضاء ومحتويات البيضة، وأفلام علمية مبسطة عن الزواحف. وتقول آيات احمد مشرفة المدرسة الاستكشافية أن القسم من أكثر الأقسام التى تشهد إقبالا من الطلبة، وهو يقبل الطلبة من سن عشر سنوات، ويقيم ورش عمل تعتمد على أفكار الطلبة حيث يقومون بإجراء تجارب علمية والاستماع إلى محاضرات وعرض أفلام علمية تناسب أعمارهم، وقد تم من قبل تدريب الطلبة فيها على إعادة تدوير المخلفات المنزلية مثل الأحبال والأكواب والملاعق البلاستيكية وعلب المياه الغازية وكراتين البيض لصناعة بعض وسائل الإضاءة مثل النجف والأباجورات، ونماذج لأجهزة الجسم، وعلب متعددة الاستخدامات، كما تم تدريب الطلبة على تحليل قطرة ماء بواسطة شعاع الليزر، وتشريح لبعض البرمائيات مثل الضفدعة وبعض القشريات مثل الجمبرى والكابوريا، وتصنيع فلتر منقى للهواء، وعمل شرائح نباتية، ودراسة أثر الأمطار الحمضية على المبانى وحفظ وتحنيط بعض الكائنات الحية، وتصنيف بعض عينات من الصخور للتعرف على تركيب الأرض، والتعرف على مبادئ التنظيم الهندسى باستخدام المكرونة الاسباجيتى والصلصال، وتضيف سلوى غريب مشرفة المدرسة الاستكشافية أن الطلبة هذا العام أقاموا ورشة عمل الضوء ونفذوا أربعة مشروعات حيث قاموا بعمل أجهزة علمية بسيطة بديلة للأجهزة العلمية مثل تنفيذ جهاز للعرض من المخلفات وعلب الكرتون وقاموا بتركيب عدسات لها وعرضوا عليها شرائح. المقبرة الفرعونية ويقول ممدوح محمود نائب مدير المركز والمشرف على أقسام التاريخ: حرصنا فى القاعة الفرعونية على أن يعيش الطلبة فى التاريخ الفرعونى فأقام الطلبة نموذجًا للمقبرة المصرية القديمة (الفرعونية) ووضعوا فيها نموذجًا للمومياء والصرح والمعبودات القديمة ونماذج للبرديات الفرعونية والمسلة والخراطيش الخاصة بالملوك والتى يكتب عليها أسماء الملوك، كما قمنا بتدريس قواعد اللغة الهيروغليفية للطلبة من سن تسعه سنوات حتى سن 18 عاما، كما أقمنا قاعة الإسكندرية بين الماضى والحاضر والتى وضعنا فيها 54 لوحة تحكى تاريخ الإسكندرية منذ نشأتها على يد الاسكندر الأكبر وحتى الآن، كما ضمت القاعة أقدم خريطة للإسكندرية والموجودة فى كتاب المؤرخ محمود الفلكى، وضمت أيضا صورا للمناطق والمبانى القديمة والآثار الموجودة بالمدينة، وصورًا لتحديث المدينة، كما وضعنا الجوائز التى حصلت عليها المدينة. أما قاعة التاريخ الإسلامى فتضم ألبومًا من الحجم الكبير لسيرة الرسول ? باللغة العربية واللغة الانجليزية قامت بإعداده الطالبة نهلة عبد الجابر وهى طالبة بالمرحلة الثانوية. قاعة العلماء وتقول د.مروة مصطفى مشرفة المكتبة وقاعة العلماء إن المكتبة تستقبل الطلبة الذين يحبون القراءة والاطلاع، كما يقومون بعمل أبحاث وأفلام عن تاريخ العلماء، وكذلك عمل مجلات ثقافية ونماذج لشخصيات من كل مدينة، أما قاعة العلماء فتضم 96 لوحة للعلماء العرب والأجانب حيث تشمل صورهم ومعلومات وإنجازاتهم وأفكارهم وكل ما تركوه من تراث للبشرية، وتضيف أننا نأمل فى تحويل القاعة إلى قاعة صوتية حيث نحول المعلومات إلى نوع من الدراما بحيث يحكى العالم عن نفسه وأعماله وكتبه بصوت يشبه صوت العالم، مع ربط تلك الانجازات بالعصر الحديث، وقد بدأنا فى المشروع بالفعل. ويقول هانى سعيد مشرف قاعة الفيديو كونفرانس إن الطلبة يتواصلون مع المراكز الأخرى على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى عرض أفلام علمية لكافة البرامج والورش الموجودة بالمركز لتقوم بتبسيط البرامج بالمركز مثل أفلام عن نشأة الأرض والجبال والفضاء. ويقول مسعد زايد مشرف القاعة العلمية وقاعة المخترع الصغير إن القاعة تحتوى على حوالى 32 جهازا علميا متنوعا يتدرب عليها الطلبة من خلال التجربة خاصة أن التجربة تختلف عن الكتاب، وتضيف إيناس جابر مشرفة القاعة العلمية أن الطلبة يتدربون من خلال قاعات الجاذبية والضوء والطاقة والمغناطيسية والبيولوجى. وتقول شيرين لبيب مشرفة قسم الحاسب الآلى إن الطلبة يحصلون على كل الدورات التدريبية الخاصة بالحاسب الآلى مثل الأوفيس والفوتوشوب والمونتاج والفلاش وفى نهاية الدورة يقوم كل طالب بإعداد مشروع للتخرج،ويضيف محمد السيد مشرف قسم الحاسب الآلى أن القسم يقوم أيضا بتدريب أخصائيى الحاسب الآلى بالمدارس على كل البرامج التى يدربون الطلبة بالمدرسة عليها. إنجليزية وإسبانية وتقول منى محمد عبد العزيز مشرفة قسم اللغات إن القسم يقوم بتدريس اللغتين الانجليزية والإسبانية للطلبة فى مستويين ،ويتم فى البداية عقد اختبار تحديد مستوى للطلاب قبل الحاقهم بالدورات. ويقول احمد رفعت مشرف قسم ال «I Q» أن القسم يقوم بعمل نماذج من اختبارات الذكاء للطلاب كنوع من التنشيط للطلاب حيث نقوم بتقسيم الطلاب إلى مجموعات وفرق وإجراء مسابقات بينهم ليحدث تنافس وإثراء للمعلومات. أما قسم المرسم والذى تشرف عليه كل من رحاب فاروق وحنان أبو زيد وإيمان إبراهيم فقد قام بتدريب الطلبة على إشغال النحاس والزخرفة وقاموا بتنفيذ لوحات من النحاس وجداريات من الرخام والأحجار. أما قسم الخط العربى فيقوم بتعليم الطلبة الخط الكوفى وخط الثلث.