أطلق الشاب السكندرى وجيه اللقانى مبادرة بعنوان «سينما فى كل مكان» من خلال عرض أفلام السينما المستقلة فى المقاهى والكافيهات خاصة بالأحياء الشعبية ليشاهد الجميع السينما ويستمتعوا بها مجانا. وشهدت مصر خلال السنوات القليلة الماضية ظهور ما أطلق عليه بالسينما المستقلة خاصة بعد ظهور امكانيات الديجيتال فى التصوير، مما أتاح لكثير من الشباب أن يصور أفلامه بنفسه وبإمكانيات قليلة. واهتمت المهرجانات بهذه النوعية من السينما وتم تخصيص برامج سينمائية لها فى كل مهرجان، وخصصت لها الجوائز، إلا أنها ظلت بعيدة عن أعين المشاهد الذى من حقه أن يشاهد هذا النوع من الفن. ويقول وجيه اللقانى «تهدف المبادرة أن تكون حلقة وصل بين صناع الأفلام المستقلة والجمهور،من خلال التعريف بأفلام السينمائيين الشباب والسينما المستقلة، ونشرها للجمهور مجانا فى كل مكان، ومن أجل أن تصبح السينما المستقلة سينما جماهيرية». ويضيف «أنه يقوم بتوثيق آراء الجمهور فى الأعمال المختلفة التى يعرضها ويقدمها لمنتجى ومخرجى تلك الأفلام لمساعدتهم فى التعرف على آراء الجمهور غير النخبوى فى أعمالهم وتطويرها». بدأت الفكرة عندما حضر اللقانى عرضا لفيلم مستقل فى أحد الأماكن الثقافية التقليدية فى الإسكندرية، وكان الموجودون فى العرض 5 أفراد فقط كلهم عاملون فى الوسط الثقافى. يقول اللقانى «شعرت وقتها بالحزن ألا يرى هذا الفيلم إلا هؤلاء المتخصصون، وفكرت فى كيفية الوصول إلى قطاع أوسع من الجمهور، حتى وصلت إلى إمكانية استغلال المقاهى لعرض تلك الأفلام». وأضاف «وافق أصحاب المقاهى خاصة أن معظمهم لديه شاشات ضخمة مخصصة لمباريات كرة القدم، وحرصت ألا أعرض فى مواعيد المباريات». وحرص اللقانى، الحائز على جائزة أفضل ممثل دور ثان من مهرجان جمعية الفيلم للسينما المصرية 2011، أن يختار الفيلم المناسب لنوعية جمهوره، فالأطفال يشاهدون غالبا أفلام التحريك. وراعى أن تكون الأفلام المعروضة للصم والبكم غير مبنية على الصوت، كما يحصل على موافقة مكتوبة من صاحب العمل وشركة الإنتاج إذا استدعى الأمر احتراما لحقوق الملكية الفكرية. أطلق اللقانى فكرته منذ أكتوبر 2013 وعرض حتى الآن 40 ليلة عرض فى 17 مكانا مختلفا، مقاهى شعبية، جمعيات نوبية، نوادى شعبية، جمعيات تنمية مجتمع ومراكز صم وبكم. وعرض42 فيلما مابين روائى قصير ووثائقى طويل وقصير وأفلام تحريك، و28 فيلما ما بين قصير وتسجيلى ورسوم متحركة لعشرين مخرجاً. لاقت فكرة اللقانى ردود فعل هائلة، وأصبح هناك جدل دائم حول الفيلم بعد نهايته بين من أعجبهم الفيلم، ومن لم يعجبهم الفيلم، ومن فهموا المشكلة أو الفكرة التى يتناولها الفيلم فيشرحون لمن لم يفهموا.