قد لا يعرف كثيرون أن مصر شاركت بآلاف من جنودها فى الحرب العالمية الأولى، وفى ذكرى الحرب كل عام، تنظم معظم الدول التى شاركت فى الحرب احتفالية كبرى يتم فيها دعوة الملوك والأمراء والرؤساء من كل أنحاء العالم، ويتم رفع العلم المصرى فى معظم هذه الدول باستثناء بلجيكا التى ترفض رفع العلم المصرى جهلا بالدور المصرى المهم فى الحرب، رغم أن دولا مثل انجلتراوفرنسا وإيطاليا واليونان ترفع العلم المصرى تقديرا للجنود المصريين.إلا أن الدكتور أشرف صبرى الباحث فى التاريخ العسكرى استطاع أن يقنع ملك بلجيكا بتغيير موقف بلده، من خلال مراسلات عديدة للملك وللصحافة البلجيكية. فأرسل ملك بلجيكا دعوة رسمية للرئيس عبد الفتاح السيسى لحضور مراسم الاحتفال بذكرى الحرب العالمية الأولى والمقرر عقدها يوم 28 أكتوبر القادم فى مدينتى نيوبورت وايبر ببلجيكا. وهى احتفالية تهدف لتكريم جميع المشاركين فى الحرب من المدنيين والعسكريين، وتسليط الضوء على الدور الذى قام به الملك ألبرت الأول والملكة اليزابيث. وقال الدكتور أشرف صبرى ل أكتوبر: استطعت بمساعدة القوات المسلحة على مدار ثلاث سنوات تحقيق النجاح برفع علم مصر فى كل احتفالية تتم عن الحرب العالمية الأولى فى كل دول أوروبا إلا بلجيكا رفضت دون إبداء الأسباب. وأضاف أحزننى رفض بلجيكا كمصرى بسبب وجود شهداء من الجنود المصريين الذين حاربوا على الأرض البلجيكية، كما أن السلطان فؤاد الأول سلطان مصر وقتها أرسل أموالا (فى الفترة من 1918 إلى 1920) تقدر بثلاثة ملايين فرنك فرنسى لإنقاذ الشعب البلجيكى من الجوع ومرض السل، حتى أن ملكة بلجيكا وقتها أرسلت خطابات بخط يدها تشكر شعب مصر على إنقاذه للشعب البلجيكى. وكانت هذه أعلى قيمة تبرعات وصلت لبلجيكا حتى أن الملك ألبرت والملكة اليزابيث جاءوا زيارة لمصر بعد الحرب العالمية مباشرة لتقديم الشكر للشعب المصرى، وقاموا باستقلال القطار لأول مرة فى حياتهم، حيث إن مصر ثانى دولة فى العالم تدخل قطار السكة الحديد، وشعرا بالفخر بعد ركوبهم القطار وتمنوا أن تصل بلجيكا للتقدم الهائل الذى تعيش فيه مصر آنذاك. ويضيف د. أشرف صبرى «قمت بإرسال خطاب مسجل لملك بلجيكا أشرح له القضية، وبصفتى حفيد أحد شهداء هذه الحرب، فوالد جدى هو اللواء إبراهيم باشا صبرى من سلاح الفرسان وممن حاربوا فى الحرب العالمية الأولى ضمن 100 ألف جندى مصرى، موضحا فى خطابى أنه لا يمكن أن تكون الدولة التى تحفظ حقوق الإنسان هى التى تحرم المصريين حقوق تمجيد ذكرى أجدادنا الذين استشهدوا فى بلجيكا، كما حدث فى فرنسا وإيطاليا واليونان وإنجلترا، فلم يرد على خطابى أحد. وتعجب د. أشرف من عدم الاستجابة، إلا أن ذلك زاده إصرارا، وبعد شهرين قام بإرسال خطابه هذا مدعما بالوثائق للصحافة البلجيكية، وبعدها فوجئ باتصال له من الملحق الحربى المصرى فى بلجيكا يخبره بأن ملك بلجيكا قام بإرسال دعوة للرئيس المصرى بناء على مخاطباته التى اقتنع بها وبالوثائق المقدمة. وأضاف سعدت جدا برفع علم بلدى فى هذه الذكرى المهمة وكل ما أتمناه أن أكون مع الرئيس السيسى فى هذه الاحتفالية.