«مليونية للاصطفاف الوطنى» ... هكذا كان رد الشعب اليمنى على عجرفة واستحواذ الحوثيين ومحاولتهم فرض الوصاية على الشعب اليمنى والانفراد بالقرار السياسى .. ولم تكن مليونية الاصطفاف الوطنى ردا على الحوثيين فقط وإنما حملت أيضًا رسالة إلى القوى السياسية التى طالما انشغلت وتخاذلت وعجزت عن مواجهة الحوثيين مما هيأ لهم السيطرة على القرار السياسى فى البلاد. وأدى قرار الحكومة اليمنية رفع أسعار المواد النفطية إلى تجدد الأزمة بين الحكومة والحوثيين وكانت الأزمة تدور حول إلغاء قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية فى حين أوضح هادى ان القرار حتمى وضرورى واهون من إيقاف الدعم الذى تسبب فى ارتفاع سعر العملات الاجنبية مقابل الريال اليمنى مما سيؤثر بالسلب على المستوى المعيشى للمواطن اليمنى. وردا على عدم تنفيذ مطالبهم نظم الحوثيون مظاهرات فى العاصمة احتجاجا على عدم إقالة الحكومة و عدم التراجع عن رفع الدعم عن الوقود وتلبية لدعوة زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثى الذى دعا للاعتصام فى طريق المطار، وحلا لتلك الأزمة أرسل رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادى وفدًا رئاسيًا إلى الحوثيين للتفاوض و تقريب وجهات النظر ولكن الأزمة ازدادت تفاعلًا وتكاد تصل إلى حرب طاحنة بين أبناء الوطن. وردا على التصعيد الحوثى خرجت حشود جماهيرية وصفت بأنها الأضخم فى اليمن أعلنت تأييدها لهادى والاصطفاف الوطنى لصالح اليمن فى مليونية عرفت باسم مليونية الاصطفاف الوطنى، وقد اصدر هادى قرارًا برفع درجة الاستعداد القصوى للقوات المسلحة والأمن بكل أجهزته لمواجهه كافة الاحتمالات خاصة بعد تهديد الحوثى بإحراق صنعاء كما صرح انه لا يحق للحوثيين أن يكونوا أوصياء على الشعب اليمنى. وعلى الجانب الآخر صرح عضو المكتب السياسى فى جماعة الحوثي على العماد انه فوجئ بإعلان اللجنة الرئاسية انهيار المفاوضات رغم وجود تفاهمات حول بعض النقاط منها تشكيل حكومة. بينما رئيس العلاقات السياسية للحوثى حسين العزى، أكد أن اللجنة الحكومية وصلت إلينا بأياد. خالية من أى حلول منطقية أو معالجات موضوعية و أنها لم تكن مخولة بأي صلاحيات وان اللجنة ظلت على مدى أربعة أيام تقريباً تساوم. ويواجه الحوثيون دوليا موجة من الاستنكار و الرفض حيث أعلن د. نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية رفض الجامعة للعنف فى اليمن ودعا الاطراف إلى الاصطفاف لصالح اليمن وأكد على مساندة جامعة الدول العربية للجهود التى تبذلها الحكومة اليمنية من اجل الحفاظ على وحدة اليمن و سيادته كما أعلن سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية دعمهم لعملية الانتقال السلمى للسلطة. وفى ظل هذه الأوضاع المتدهورة يظل السؤال:هل ينجح اليمنيون فى إيقاف طبول الحرب التى باتت على أبواب صنعاء... ام ستنضم اليمن إلى قائمة العراق وليبيا؟