يواجه رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادى مشكلة تتعلق بالوقت، خاصة مع بدء العد التنازلى للمهلة الدستورية الخاصة بتشكيل الحكومة والتى تنتهى فى العاشر من سبتمبر، المشكلة الثانية تتعلق بالسقوف العالية لكل من الأكراد والعرب السنة والتدهور الأمنى الذى وصل لمرحلة من الخطورة لم يشهدها العراق منذ فترة طويلة. وأكد العبادى أنه لن ينتظر اللحظات الأخيرة فى مهلته الدستورية، استرضاء لبعض الكتل التى اعتادت على تقديم مطالبها فى وقت متأخر أو فى اللحظة الأخيرة، وبصراحة لن انتظر حتى اللحظة الأخيرة ولن أسمح أن أدفع إليها. فقد كان بإمكان التحالف الوطنى تشكيل حكومة، لكننا نزولًا عند رغبة المرجعية فى حكومة تشمل الجميع نسعى جميعًا إلى تشكيلها دون فرض مطالب. هناك الكثير من المطالب أتفق معها لكن الفترة الزمنية الباقية لا تسمح بحلها الآن، حاليًا يمكن الاتفاق على خريطة طريق لحل المشكلات، كونها متراكمة منذ سنوات، ليس الهدف الآن حل المشكلات بل تشكيل حكومة. وفى أول مؤتمر صحفى له بعد تكليفه بشكيل الحكومة أكد العبادى التزامه بحل المشاكل مع اقليم كردستان عبر الدستور، مشيرًا إلى «أننا نريد تشكيل حكومة تستوعب كل الطاقات وتكون فيها كل المكونات». وأوضح أن المفاوضات مع الكتل السياسية إيجابية وبناءة، وأن يكون الوزير عراقيًا بعيدًا عن مكونه وطائفته، ونحتاج خلال الفترة المقبلة تعزيز الثقة بين الكتل السياسية. ومن ناحية أخرى دعا العبادى إلى «حصر السلاح بيد الدولة» كما رحب التعاون بين قوات البيشمركة والجيش فى مواجهة تنظيم «داعش» الإرهابى. وقال العبادى إن «تسليح البيشمركة لا يشكل أى خطر، وإن التسليح تم بالتنسيق مع بغداد». ودعا كل الكتل السياسية إلى توحيد خطابها فى مواجهة الإرهاب. حرب داعش بعد أن أقرت الولاياتالمتحدة بأن تنظيم «داعش» هو أخطر مجموعة إرهابية واجهتها خلال السنوات الأخيرة، يتساءل المحللون عن الكيفية التى يمكن بها هزيمة «داعش». وفى مؤتمر صحفى جمع وزير الدفاع الأمريكى تشاك هاجل ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ديمبسى فى واشنطن الأسبوع الماضى، حذر هاجل من الاستخفاف بتهديد «داعش» معترفًا بأنه لا يمكن تحقيق نصر كاسح عليه عبر الضربات الجوية فقط. وأكد الجنرال ديمبسى بأنه لا يمكن دحر «داعش» دون القضاء عليها فى سوريا، وحذر من أن السعى لإقامة خلافة إسلامية على مناطق شاسعة يمكن أن يحدث تغييرًا جذريًا فى الشرق الأوسط، وقال إن التنظيم لديه رؤية استراتيجية أقرب إلى نهاية العالم سيتحتم فى نهاية المطاف هزمها، وأكد أن الغارات الجوية الأمريكية على مواقعه فى العراق أدت إلى وقف اندفاعه لكنها ليست كافية لهزيمته. وأوضح أنه يجب الهجوم على جانبى الحدود -بين العراقوسوريا- وهذا غير موجود بشكل أساسى فى المرحلة الحالية، وسيكون ممكنًا لدى تشكيل تحالف قادر على الانتصار على «داعش»، إنها معركة طويلة جدًا لا يمكن أن تنتصر فيها الولاياتالمتحدة وحدها بدون دعم إقليمى من جهة ودعم العشرين مليون سنى المهمشين الذين يقيمون بين دمشقوبغداد. وتأكيدًا لنفس المعنى أعلن عبد الرزاق الشمرى الناطق الإعلامى باسم «ثوار العشائر فى العراق» أن مواجهة «داعش» لابد منها ولكنها مؤجلة لحين استعادة العشائر حقوقها فى الدولة العراقية. وقال الشمرى إن العشائر لن تواجه «داعش» ما لم يتحصل على ضمانات دولية باستعادة حقوقها ومنحها حقها الدستورى فى الأقاليم وإعادة التوازن فى جميع مؤسسات الدولة وفقًا لحجمها الحقيقى. فالعشائر السنية فى محافظات نينوى وديالى والأنبار وصلاح الدين أغلبية، لكنها تشعر بالتهميش من قبل السلطة. ومنذ تكليف العبادى تشكيل الحكومة الجديدة لم تكف واشنطن عن دعوته إلى الاستجابة لمطلب الأقليات كافة، وبخاصة السنة من خلال منحهم صلاحيات أوسع فى أقاليمهم ومن خلال تقاسم عائدات النفط معهم، ليقوموا بدورهم فى مقاومة «داعش». فيدرالية بايدن أعلن نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن والمسئول عن الملف العراق فى إدارة الرئيس أوباما أن الولاياتالمتحدة تدعم النظام الفيدرالى فى العراق. ويوضح بايدن أن إقامة نظام فيدرالى فعال بموجب الدستور العراقى، من شأنه أن يسمح بتقاسم عادل للعائدات بين كل الأقاليم بالدولة، وإقامة هياكل أمنية متمركزة محليًا، وذلك من أجل حماية السكان فى المدن، وعدم ترك الساحة خالية أمام «داعش» بالإضافة إلى حماية ووحدة الأراضى العراقية. وستكون الولاياتالمتحدة مستعدة لتقديم التدريب وغيره من أشكال المساعدة بموجب الاتفاق الاستراتيجى الأمنى المبرم مع العراق للمساعدة فى إنجاح مثل هذا النموذج. ردود الفعل الصادرة عن الكتل السياسية تجاه دعوة بايدن جاءت مؤيدة للدعوة رغم اختلاف توجهات هذه الكتل السياسية. قيادى فى كتلة «متحدون» السنية أكد أن الفيدرالية أصبحت هى الحل الذى لا حل سواه بسبب أزمة الثقة، فالفيدرالية التى نطالب بها تحت العرب السنة لا علاقة لها بدعوة بايدن أو غيره، بل هى باتت واقع حال لابد أن نعترف به، كما أنها باتت العناء لعدم تقسيم العراق. من جانبه دعا الحزب «الديمقراطى الكردستانى» بزعامة مسعود بارزانى إلى اعتماد نظام «الكونفيدرالية» فى العراق وتشكيل ثلاثة أقاليم مستقلة كردية وسنية وشيعية من أجل «حل جذرى لأزمات البلاد». رجل إيران الجديد حسين همدانى هو رجل إيران الجديد الذى تسلم مسئولية إدارة الملف العراقى خلفًا للفريق قاسم سليمانى قائد فيلق القدسى فى الحرس الثورى الإيرانى. نقل الملف العراقى من قبل المرشد الأعلى الإيرانى على خامنئى من سليمانى إلى همدانى ترجع إلى فشل سليمانى فى إبقاء المالكى فى السلطة. سليمانى كان يريد الملف العراقى منذ 2003 ويعد مهندس التدخل الإيرانى بقوة فى الشأن العراقى، ونجح فى تغيير دفة الأمور لمصلحة إيران. ويعد حسين همدانى من مؤسسى الحرس الثورى عام 1980، تمت ترقيته إلى قائد حرس طهران بعد قمعه احتجاجات شعبية. وأرسل إلى سوريا عام 2011 من أجل الإشراف على الدفاع عن العاصمة دمشق، همدانى زار العراق عدة مرات واتسمت جميع زياراته بسرية كاملة.