خلاف عنيف نشب بين وزير الثقافة جابر عصفور وأمين المجلس الأعلى للثقافة سعيد توفيق، قبل إعلان الجوائز بيومين، لكنه وصل إلى ذروته صبيحة إعلان الجوائز، إذ صرح توفيق لوسائل الإعلام المختلفة بأنه تقدم باستقالته ولن يحضر اجتماع التصويت على منح جوائز الدولة، وبعث بنص استقالته للعديد من المواقع الإخبارية والإلكترونية. فى الوقت الذى أكدت فيه مصادر مطلعة أن جابر عصفور قد "أقال" توفيق فى مكالمة تليفونية ليلة إعلان الجوائز (مساء الأحد)، وهو ما أثار غضب توفيق بشدة ودفعه لنشر استقالة مكتوبة ومسببة، عبر فيها عن أسفه. من جانبه تجاهل عصفور الأمر تماما، واستهل الاجتماع، بالوقوف دقيقة حدادًا على أرواح شهداء الوطن، وناب فى الحضور عن أمين المجلس الأعلى للثقافة المستقيل الدكتور فوزى فهمى، رئيس أكاديمية الفنون الأسبق، طبقا للائحة المنظمة بشأن اجتماعات التصويت على جوائز الدولة. وكان أمين المجلس الأعلى للثقافة المستقيل من منصبه اعتراضا على تغيير لائحة التصويت على الجوائز، قد زعم أن جابر عصفور تدخل فى اختيار الفائزين واختار أسماء غير موجودة من الأساس فى قوائم الترشح. وهو زعم أكد كثيرون أنه "غير دقيق قانونيا"، خاصة أن تقارير الفحص والأسماء المرشحة وصلت لأعضاء المجلس قبل تولى جابر عصفور الوزارة، وما طلبه عصفور قبل توليه المنصب بصفته عضوا بالمجلس لشخصه وليس لصفة، طلب إعمال اللائحة وعرض أسماء المرشحين كلهم على المجلس، ومن ضمنها اسمه باعتباره كان مرشحا لجائزة النيل فى الآداب، فى حين رغب توفيق فى عرض الأسماء بعد ترتيب فرصهم وفق أولويات اللجنة، وهذا أمر غير ملزم. الأمر ذاته أكده أحد أعضاء لجان فحص الأعمال المقدمة، فضل عدم ذكر اسمه، قائلا "إن لجنة الفحص التى شكلها الدكتور سعيد توفيق قد رشحت للجائزة اسمى صلاح فضل وفاروق شوشة، فيما استبعدت أسماء أخرى منها إدوار الخراط وجابر عصفور وآخرين"، مضيفا أن هذ اللجان التى شكلها توفيق "غير قانونية". أعضاء الأعلى للثقافة بدأوا التصويت أولا على جوائز التفوق، فرع الفنون أولاً، من خلال ثلاث جولات، على أن يتم استبعاد المرشح الحاصل على أقل من خمسة أصوات بكل جولة، وفاز فى نهاية التصويت المخرج مجدى أحمد على، وحجبت الجائزة الثانية. وقام أعضاء المجلس بالتصويت بعد ذلك بالتصويت على جائزة التفوق فرع الآداب، حيث تم التصويت على ثلاث مراحل، بالطريقة ذاتها. بدا واضحاً من الآراء والمقترحات التى طرحها عدد من الأعضاء حول موقف المثقفين من الظروف الحالية والعلاقة بين المثقف والمؤسسة الرسمية ودور المثقفين خلال المرحلة القادمة، الاختلاف الشديد حول مفهوم المشروع الثقافى، فيما صرح وزير الثقافة وبوضوح أن المرحلة القادمة هى مرحلة تنفيذ السياسات الثقافية الكبيرة المنوطة بها الوزارة من خلال المثقفين بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم لأنها حجر الأساس فى المنظومة الثقافية التى سنعمل على تغييرها وكذلك الوزارات المعنية بالشأن الثقافى. بينما أعلن الأديب الكبير بهاء طاهر بوضوح شديد ضرورة الإصرار على الحرية المطلقة لكل التيارات السياسية والفكرية فى المجتمع، على أن يكون هناك تطبيق شديد الحزم للقانون فى مواجهة الخارجين عليه. نقل أكثر من شاهد عيان ممن حضروا الاجتماع أن أحمد عمر هاشم طلب من الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى قبل بدء الجلسة دعمه وتأييده فى عملية التصويت لصالحه قائلاً له: «أنا وقفت جنبك السنة اللى فاتت. بلاش تنسانى السنة دى» بمنطق اللى قدم السبت ضرورى يلاقى الأحد!!.