بدأت وزارة التموين فى تطبيق نظام جديد للدعم على بطاقة التموين تطمح من خلاله لوقف تلاعب البقالين وشركات التوريد فى المخصصات التموينية، ويتضمن النظام الجديد منح الحرية لصاحب البطاقة فى شراء كافة احتياجاته من خلال مبلغ شهرى فى حساب كل عميل بحيث تحصل كل أسرة على الدعم بصورة عادلة وهو ما أطلق عليه «فيزا كارت الغلابة».. ويشمل النظام الجديد وجود زيت وسكر وسمن وأرز ولحوم ضمن 20 سلعة بدعم شهرى 15 جنيهًا لكل مواطن.. «أكتوبر» تناقش القضية مع عدد من خبراء الاقتصاد ومسئول وزارة التموين. حول آلية الدعم الجديد من خلال بطاقة التموين يقول محمود دياب المتحدث الرسمى باسم وزارة التموين والتجارة الداخلية، إن الفئات التى سيتم استبعادها من البطاقات التموينية هى كل شخص مر على وفاته أكثر من ثلاثة أشهر أو المهاجرين إلى الخارج أو المواطنين الذين يحصلون على صرف المقررات التموينية بطرق مزدوجة من خلال الصرف المكرر بأكثر من بطاقة حال الفصل الاجتماعى لاستخراج بطاقة مستقلة ويبقى فى بطاقة الأسرة المركبة لافتا إلى أن هذه الطرق الثلاث للاستبعاد تأتى حفاظا على وصول الدعم إلى مستحقيه وحمايته من الإهدار بالحصول عليه بغير وجه حق.. ويشير دياب إلى أن جملة المستفيدين من البطاقات التموينية التى تصل أعدادها إلى 18 مليونا و200 ألف بطاقة يبلغ 70 مليون فرد كانوا يصرفون 89 ألف طن من الزيت التموينى و112 ألف طن من الأرز و122 ألف طن من السكر شهريا قبل منظومة السلع التموينية الجديدة التى يتم تطبيقها من الشهر الجارى ب20 سلعة مضافة إلى البطاقات التموينية، بعد تحديد دعم نقدى للفرد 15 جنيها شهريا على البطاقة بحيث تصبح 22 جنيها خلال شهر رمضان فقط من بينها اللحوم والدواجن، لإعطاء المواطن الحرية فى اختيار ما يرغب فى شرائه من السلع دون إجباره على السلع التموينية الثلاث التى تشمل الزيت والسكر والأرز، بعدما انصرف المواطنون عن شراء بعضها لكونها متدنية الجودة. ويوضح أن وزارة التموين سعت إلى توسيع دائرة المستفيدين من الدعم بإضافة مواليد أول يناير 2006 حتى 31 ديسمبر 2011 والسماح بالتقدم لاستخراج البطاقات التموينية لهم حتى 31 ديسمبر 2014 بعد أن كان قرار مهلة المد ينتهى فى 30 يونيو الماضى. ونفى دياب استبعاد أو حرمان فئات بعينها من البطاقات التموينية سواء كانت من الصحفيين أو المهندسين أو الأطباء. وكانت وزارة التموين قد أعلنت الشروط الجديدة لاستخراج البطاقة التموينية، للحصول على السلع المضافة حديثًا للبطاقة. وحددت الشروط الجديدة لاستخراج البطاقات التموينية، والتى تخول لصاحبها الحصول على السلع التموينية بالأسعار المنخفضة، الفئات التى يحق لها الحصول على السلع التموينية بالسعر المدعم. وشملت هذه الفئات: المستحقين لمعاشات الضمان الاجتماعى والسادات ومبارك، الأرامل والمطلقات والمرأة المعيلة، أصحاب الأمراض المزمنة وذوى الاحتياجات الخاصة، القصر الذين ليس لهم عائل أو دخل ثابت لوفاة والديه، العمالة الموسمية المؤقتة، والعاملين بالزراعة، والباعة الجائلين، وعمال التراحيل، والسائقين، والمهنيين، والحرفيين، وذوى الأعمال الحرة، وأصحاب الدخول الضئيلة، والمتعطلين ومن فى حكمهم، والحاصلين على مؤهلات دراسية ومازالوا دون عمل بموجب بحث اجتماعى ودخل شهرى بحد أقصى 800 جنيه شهريا، وأرباب المعاشات العاملين بالحكومة وقطاع الأعمال العام أو القطاع الخاص، بحد أقصى 1200 جنيه شهريا، والعاملين بالحكومة أو قطاع الأعمال العام أو القطاع الخاص، المؤمن عليهم بحد أقصى 1500 جنيه شهريا، وأصحاب الأمراض الحرجة وذوى الاحتياجات الخاصة، دون التقيد بالحد الأقصى للدخول وقوائم الانتظار. قرار خاطئ فى حين ينتقد نادر نور الدين الخبير بكلية الزراعة جامعة القاهرة النظام الجديد مؤكدا أن الفرد كان يصرف على بطاقة التموين السكر والزيت والأرز وهى سلع أساسية للفقراء ولا غنى عنها أبدا ولا يمكن استبدالها بغيرها، ولم يتجاوز سعر أى منها 2 جنيه للكيلوجرام أو للتر ولكن قرار وزير التموين سيؤدى إلى إلغاء هذه السلع الرخيصة ويعرضها بسعرها فى الأسواق الحرة بل بأعلى من سعرها ويخصص لكل فرد 15 جنيها للدعم ليختار من بين 20 سلعة ويوضح أن كيلو الأرز للدرجة الثالثة يصبح سعره 4 جنيهات بينما سعره فى الأسواق بين 2.5 و 3 جنيهات والسكر على البطاقة 5.25 جنيه بينما سعره فى الأسواق 4.25جنيه وبالمثل اللحوم والدواجن ويتساءل هل يصح للفقير مثلا أن يستبدل جميع مايصرفه من أرز وزيت وسكر لشراء فرخة مجمدة واحدة بسعر 15 جنيها يأكلها فى يوم ثم يعيش باقى الشهر بلا تموين؟! أو يدفع للدولة مبالغ فوق الدعم المخصص للفرد لشراء كيلو لحمة بل وتفرض عليه أن يسدد 2جنيه على كل بطاقة كمخصص للبقال التموينى ومابين ربع جنيه وجنيه ربح البقال التموينى عن كل سلعة، لذا الدعم بوضعه الحالى يوفر 22جنيها للفرد فرق أسعار خفضها وزير التموين إلى 15 باستثناء شهر رمضان حتى يثبت للدولة أنه وفر 30% من دعم السلع الغذائية وجعلها بالسعر الحر. ويؤكد وليد الشيخ نقيب بقالين التموين أن النظام الجديد لبطاقات التموين لصرف اللحوم والدواجن و20سلعة إضافية على بطاقات التموين خفض الدعم المخصص لأصحاب البطاقات بسبب ارتفاع أسعار السلع التموينية، لافتا إلى أن الفرد المقيد على البطاقة سيحصل على 15 جنيها دعما شهريا، فى الوقت الذى يرتفع فيه سعر السلع فى النظام الجديد مقارنة بالنظام القديم. ويوضح الشيخ أن أصحاب البطاقات التموينية كانوا يحصلون على سلع بشكل أساسى وبقيمة ثابتة فى الأسعار طوال الوقت بغض النظر عن ارتفاع أو انخفاض السلع المثيلة لها فى الأسواق الأخرى، وأن الأسرة المكونة من 4 أفراد كانت تحصل على سلع مدعمة لا تتجاوز 42 جنيها، فى حين أن الأسرة ستدفع فى النظام الجديد أكثر من 66 جنيها عن هذه السلع، مما يؤكد أن أسعار السلع التموينية تم زيادتها. أكد الدكتور محمد حسن الخبير الاقتصادى أن هذه المنظومة جيدة ومتقدمة ولكن فى مصر سوف تواجهها عقبات كثيرة. وأشار إلى أن البطاقات الذكية يصعب على المواطن المصرى التعامل معها لأن المواطن المصرى ليس لديه المعرفة الكاملة بهذه التكنولوجيا، وأضاف أن أسعار الدعم المقررة الآن ستجعل الأسعار الموجودة خارج منظومة التموين تنافسها مما يؤدى لارتفاع الأسعار. وأوضح أنه لا يمكن الحكم على المنظومة من خلال السلع الجديدة التى أضيفت لها «السلع الأساسية» لأنها هى التى تهم المواطن الفقير أكثر من المضافة والطلب عليها كبير جدا وأساسى، كما أن تطبيق وضع الخبز على البطاقات سوف يكون صعبا لأن الخبز سلعة مستمرة ولابد من وجود فرن فى كل منطقة يعمل دائما لكى يقوم المواطن بشراء الخبز فى أى وقت وستظهر الصعوبات عند التطبيق المنظومة فى جميع المحافظات وفى النهاية لا يمكن الحكم على النظام الجديد إلا بعد تطبيقه. الاختيار الأنسب وأكد الدكتور خالد حنفى وزير التموين أن النظام الجديد لتوزيع السلع التموينية يسمح للمواطن أن يختار بقيمة الدعم ما يناسب احتياجاته كل شهر من خلال توفير 20 سلعة غذائية وغير غذائية بأسعار مدعمة وتشمل السمن والسكر والبقوليات واللحوم والدواجن والمنظفات الصناعية، ويضيف أن البطاقات التموينية تبلغ حوالى 18 مليون بطاقة يستفيد منها 69مليون مواطن، مؤكدا أن النظام الجديد هدفه المواطن البسيط ووصول الدعم لمن يستحقه .مشيرا إلى أن كل ما أشيع عن إلغاء الدعم غير صحيح خاصة وأن النظام الجديد يمنع تلاعب بالحصص التموينية من جانب الموزعين أو البقالين حيث يصل الدعم للمواطن البسيط فى صورة دعم نقدى يحصل عليه كل فرد ليقوم بشراء ما يحتاجه من ال20 سلعة المدعومة. والتقت «أكتوبر» عددا من المواطنين لاستطلاع رأيهم فى منظومة الدعم وبطاقة التموين. تقول زينب عبد النبى إن المنظومة الجديدة للتموين جيدة جدا لأن هذه البطاقة أصبحت تلبى كل احتياجات الأسرة ورحمتنا من أزمة الخبز والوقوف فى الطوابير وسرقة أصحاب الأفران، كما أن هذه المنظومة أعطت الحق فى استبدال السلع فمثال على ذلك أن لى حصة خبز على البطاقة حوالى 370رغيفًا فى الشهر فأستهلك مايكفينى وبإمكانى استبدال باقى الحصة فى نفس الشهر بأى سلعة أخرى فهى منظومة جيدة. تقول أمينة أحمد إن المنظومة الجديدة ستساعد البقالين على البيع بالسوق السوداء فالسكر سعره 4,25 جنيه فسعره أغلى من خارج التموين فيتركه المواطن ويستغله البقال لحسابه وقالت «ياريت يرجع التموين زى ما كان لأن الزيادات دى زى قلتها» كما أن فكرة البطاقات الذكية هذه لم نعتد عليها.