الوقت : 7 يوليو2014 ، المكان : قطاع غزة ، الحدث : دماء الأبرياء من الشعب الفلسطينى من أبناء القطاع تغرق الشوارع ودمار شامل للمنازل والبنية التحتية. كان العالم يحبس أنفاسه انتظارا لمباراة كأس العالم، فى الدور قبل النهائى بين ألمانيا والبرازيل .. كانت أغلب المنازل فى المنطقة العربية تعيد توجيه الأطباق اللاقطة الخاصة بها نحو القمر الإسرائيلى عاموس ، لمتابعة المباراة . ومع استعداد الفرق المشاركة فى المباراة، كانت صافرات الانذار تنطلق فى شوارع غزة، معلنة غياب العالم عن متابعة المجازر الإسرائيلية ضد الفلسطينيين العزل، لانشغالهم بكرة القدم . أجهزة الريموت فى أيدى ساكنى المنطقة العربية تبحث عن القنوات المفتوحة الإسرائيلية التى تذيع المباراة، فى الوقت الذى كانت الطائرات الإسرائيلية تطلق قذائفها باحثة عن الفلسطينيين لقتلهم، وتتواصل فى قطاع غزة عملية الجرف الصامد" التى أطلقها الجيش الإسرائيلى، مساء يوم 7 يوليو الجارى ، حيث أسفرت عن استشهاد 194 فلسطينياً وإصابة أكثر من 1400 آخرين فى سلسلة غارات جوية استهدفت مناطق متفرقة من القطاع، وذلك بحسب مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الشئون الانسانية فى الاراضى المحتلة " اوتشا " ، فضلاً عن تدمير 560 وحدة سكنية بشكل كلى، وتضرر 12800 وحدة أخرى بشكل جزئى، منها 460 وحدة "غير صالحة للسكن"، وفق إحصائية أولية لوزارة الأشغال العامة فى الحكومة الفلسطينية. وبحسب المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان (منظمة حقوق إنسان أوروبية شرق أوسطية، مركزها جنيف بسويسرا)، فإنّ القوات "الإسرائيلية" تهاجم قطاع غزة كل 3 دقائق. المبادرة المصرية وجاءت المبادرة المصرية لتؤكد الدور المهم الذى تقوم به مصر من اجل القضية الفلسطينبة و انطلاقاً من المسئولية التاريخية لمصر... وإيماناً منها بأهمية تحقيق السلام فى المنطقة وحرصاً على أرواح الأبرياء وحقنا للدماء، دعت مصر كل من إسرائيل والفصائل الفلسطينية إلى وقف فورى لإطلاق النار، نظراً لأن تصعيد المواقف والعنف والعنف المضاد وما سيسفر عنه من ضحايا لن يكون فى صالح أى من الطرفين ومن هذا المنطلق يلتزم الطرفان خلال فترة وقف إطلاق النار بالآتى: أ- تقوم إسرائيل بوقف جميع الأعمال العدائية (Hostilities) على قطاع غزة برًا وبحراً وجواً، مع التأكيد على عدم تنفيذ أى عمليات اجتياح برى لقطاع غزة أو استهداف المدنيين. ب- تقوم كافة الفصائل الفلسطينية فى قطاع غزة بإيقاف جميع الأعمال العدائية (Hostilities) من قطاع غزة تجاه إسرائيل جواً، وبحراً، وبراً، وتحت الأرض مع التأكيد على إيقاف إطلاق الصواريخ بمختلف أنواعها والهجمات على الحدود أو استهداف المدنيين. ج- فتح المعابر وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية فى ضوء استقرار الأوضاع الأمنية على الأرض. د- أما باقى القضايا بما فى ذلك موضوع الأمن سيتم بحثها مع الطرفين. وكان أسلوب تنفيذ المبادرة كالآتى: أ- تحددت سعت 0600 يوم 15 /7/2014 (طبقاً للتوقيت العالمي) لبدء تنفيذ تفاهمات التهدئة بين الطرفين، على أن يتم إيقاف إطلاق النار خلال 12 ساعة من إعلان المبادرة المصرية وقبول الطرفين بها دون شروط مسبقة. ب- يتم استقبال وفود رفيعة المستوى من الحكومة الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية فى القاهرة خلال 48 ساعة منذ بدء تنفيذ المبادرة لاستكمال مباحثات تثبيت وقف إطلاق النار واستكمال إجراءات بناء الثقة بين الطرفين، على أن تتم المباحثات مع الطرفين كل على حدة (طبقاً لتفاهمات تثبيت التهدئة بالقاهرة عام 2012). ج- يلتزم الطرفان بعدم القيام بأى أعمال من شأنها التأثير بالسلب على تنفيذ التفاهمات، وتحصل مصر على ضمانات من الطرفين بالالتزام بما يتم الاتفاق عليه، ومتابعة تنفيذها ومراجعة أى من الطرفين حال القيام بأى أعمال تعرقل استقرارها. وعقب اطلاق المبادرة المصرية أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى وقف إطلاق النار من جانبه بناء على التعليمات الصادرة من القيادة السياسية الإسرائيلية، مؤكدا أنه سيظل مستعدا لأى احتمالات وسيرد على أى إطلاق نار من قبل المقاومة الفلسطينية. وقال المتحدث بإسم جيش الاحتلال أفخاى أدرعى على حسابه على موقع "فيس بوك" : متابعةً للتعليمات الصادرة عن المستوى السياسى يعلق جيش الدفاع نيرانه ويحافظ على حالة من الجاهزية والاستعداد فى القطاعات الدفاعية والهجومية. قوات جيش الدفاع تراقب نشاطات حماس وعلى الاستعداد لمواجهة أى سيناريو. اذا اطلقت حماس النار ستواجه الرد." فى الوقت ذاته رفضت حماس وحركة الجهاد الاسلامى المبادرة المصرية للوقف الفورى لاطلاق النار ، وهو ما اثار العديد من علامات الاستفهام حول موقف تلك التنظيمات وحركات المقاومة . كما قامت مصر بفتح معبر رفح امام المصابين وفتحت مستشفيات العريشوالقاهرة ومنطقة القناة لاستقبال الفلسطينيين من ابناء القطاع المصابين جراء الهجمة الإسرائيلية البربرية ، كما ارسلت العديد من شاحنات المؤن والدواء إلى قطاع غزة . وبعد أسبوع من فتح أبواب جهنم على رؤوس الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، واستخدام أحدث الأسلحة والقنابل المحرمة وغير المحرمة بحق شعب أعزل، يتمخض الحراك الدولى عن بيان لمجلس الأمن، يدعو فيه الفلسطينيين والإسرائيليين إلى وقف إطلاق النار، مساويا بين الجلاد والضحية، ومحملا الطرفين مسئولية تصاعد العنف! متجاهلا أن جيش الاحتلال صب فى عدوانه على غزة آلاف الصواريخ وقذائف القتل المتطورة، التواطؤ الدولى، والذى تتصدره الولاياتالمتحدة، مع القاتل الإسرائيلى، استكثر أن يتضمن بيان مجلس الأمن إدانة صريحة للعدوان الإسرائيلى على غزة، وتشكيل لجنة تحقيق دولية فى الجرائم التى ترتكب فى القطاع، فاكتفى ببيان هزيل، بل ومتواطئ مع الاحتلال الإسرائيلى .