جاء إعلان تنظيم «داعش» الإرهابى قيام الخلافة الإسلامية فى العراق والشام وتنصيب خليفة للمسلمين ومبايعة «أبو بكر البغدادي» ليطرح العديد من الأسئلة حول مدى أهمية هذه الخطوة ,و لماذا تم اختيار هذا التوقيت بالذات للإعلان عن الخلافة الإسلامية ومن يدعم هذا التنظيم الإرهابى وهل داعش مجرد أداة لتنفيذ أجندات أجنبية . فى البداية يؤكد السفير بسام العمادى - سفير سوريا السابق فى السويد والمعارض السورى - أن ما نشرمن قبل تنظيم «داعش» الإرهابى حول قيام الخلافة الإسلامية فى العراق والشام وتنصيب خليفة للمسلمين ومبايعة عبدالله إبراهيم «أبوبكر البغدادى» ليس جديدا فهى الورقة الأخيرة التى لجأ إليها الغرب لإعداد خلافة يقوم عليها مرتزقة خوارج مرتدون يعملون مع CIA وذلك بهدف بث الفوضى فى المنطقة العربية موضحًا أن داعش ورئيس الوزراء العراقى نورى المالكى وحزب الله كلهم أدوات لتنفيذ المشروع العالمى الذى يستهدف إعادة تقسيم المنطقة العربية خاصة دول الخليج. وأضاف أن هذا المشروع ينفذ من خلال تحالف روسى أمريكى إيرانى وذلك لإعادة تقسيم المنطقة العربية والاستيلاء على منابع الطاقة وإعادة توزيعها خاصة أن المجتمع الغربى لم يعد فى حاجة للحكام العرب عقب ثورات الربيع العربى، مؤكدًا أن المجتمع الدولى غير معنى بما يحدث فى المنطقة العربية بقدر اهتمامه بكيفية تنفيذ «المخطط الأسود». وقال المعارض السورى إننا لا نستطيع أن نتوقع ما سيحدث غدا نظرًا لأن وضع المنطقة العربية بشكل عام وسورياوالعراق بشكل خاص شديد الصعوبة. ومن جانبه حذر د. جميل صافية – المحلل السياسى اللبنانى – من تداعيات تصدير الجماعات الإرهابية «الموجودة فى سوريا» إلى لبنان خاصة أنه تم الكشف عن خلية إرهابية فى مدينة بعلبك تتألف من 5 أشخاص كانت تعد لعمل إرهابى كبير فى لبنان وتضم هذه الخلية شخصين سوريين وثلاثة لبنانيين. وقال إنه منذ تحول الأزمة السورية إلى نزاع عسكرى دموى ظهرت التداعيات سريعا على لبنان المنقسم بين مؤيدين للنظام ومتحمسين للمعارضة وخاصة بعد انخراط حزب الله اللبنانى مع النظام السورى ضد المعارضة السورية، ولذلك لابد من إنهاء الأزمة السورية لعودة الأمن والاستقرار فى لبنان. لافتا إلى أن تفجيرات «داعش» التى ارتكبت فى لبنان هى صنيعة المخابرات الأمريكية والإيرانية لاقتحام لبنان مثلما تفعل فى العراق وتنفيذا لأجنداتهم لإعادة تقسيم المنطقة العربية بداية من سورياوالعراق واليمن وليبيا، مطالبًا بضرورة كسر الصمت العربى لمواجهة هذه المخاطر التى تهدد أمن وسلامة المنطقة العربية. ويذكر أن أبو بكر البغدادى الذى تم تنصيبه خليفة للمسلمين كان معتقلاً فى قاعدة أمريكية بالعراق لمدة أربع سنوات، وهو لم يكن محتجزا مع المعتقلين الأكثر تطرفا والأكثر خطورة، بل كان واحدا من بين 26 ألف سجين يقبعون فى مخيم اعتقال “بوكا”. عرف عنه شراسته فى القتال وتمتعه بحس القيادة ولذلك كان البغدادى من المؤسسين لداعش الذى تولى قيادة التنظيم فى أبريل سنة 2010، مشيرًا أن أبوبكر البغدادى أعلن ولائه بشكل مباشر لزعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن ومن المتعارف عليه أن تنظيم القاعدة هو صنيعة المخابرات الأمريكية لتنفيذ أجندات أمريكية فى منطقة الشرق الأوسط. وأوضح أن أبو بكر البغدادى تتلمذ على يدى الأردنى “أبو مصعب الزرقاوى” فى الجامعة الإسلامية فى العراق كما تولى قيادة الدولة الإسلامية فى العراق عام 2010 «التنظيم الجهادى” الذى انبثق من رحم القاعدة التى كان يرأسها “الزرقاوى” وخلال عامى 2013 : 2014 زادت انتقادات قيادات القاعدة لتنظيم داعش بعد مقتل أبى خالد السورى أواخر فبراير سنة 2014 الذى اتهمت فيه داعش رغم تبرؤها منه واتسعت الهوة بينها وبين القيادة المركزية للقاعدة. ومن جهته أكد د. محمد صادق إسماعيل –رئيس المركز العربى للدراسات الاستراتيجية - أن التداعيات الخطيرة التى تحدث فى العراق من جراء سيطرة تنظيم «داعش» على مناطق واسعة فى العراق أثمرت عن فرصة ذهبية للأكراد بإنشاء الدولة الكردية. وقال إن سيناريو التقسيم فى العراق يسير فى خطى سريعة دون تراجع، مؤكدًا أن وتيرة الأحداث تتسارع خاصة فى ظل سياسة المالكى رئيس الوزراء العراقى التى ستضع العراق فى نفق مظلم، موضحًا أن المالكى يدعم تنظيم داعش للمطالبة بتدخل الولاياتالمتحدةالأمريكية من جديد فى العراق. وشدد المحلل السياسى على ضرورة التدخل السريع للمجتمع الغربى والعربى لإنقاذ المنطقة العربية من السيناريو الأمريكى الإيرانى «لإعادة تقسيم المنطقة العربية» من خلال بث الفوضى الأمنية والسياسية وصولا إلى فرض سيناريو التقسيم والتى بدأت بليبيا وسورياوالعراق وتتجه الآن نحو لبنان.. مستنكرا التفجيرات التى تقوم بها داعش فى لبنان والتى تهدد أمن وسلامة الدولة.