يعود الخوف والذعر من جديد ليهدد حياة المصريين بعد ظهورحالات إصابة بالملاريا بين الأهالى بقرية العدوة بإدفو محافظة أسوان والقرى المحيطة، والتى تسببها بعوضة الجامبيا أو الأنوفيليس التى تستوطن فى السودان وأفريقيا وتنتشر بالمستنقعات، وسجل أول ظهور للمرض فى منتصف مايو الماضى، بقرية العدوة شرق مركز ادفو، وبعدها قريتا الشيخ عبد السلام والرديسية وجميعها قرى متاخمة تقع شرق النيل، فيما رفعت وزارة الصحة درجة الاستعداد القصوى بالمستشفيات فى البداية قال الدكتور علاء فرغلى أستاذ الكبد والأمراض المتوطنة أن لملاريا مرض يسببه طفيلى يدعى المتصورة وينتقل ذلك الطفيلى إلى جسم الإنسان عن طريق لدغات البعوض الحامل له ثم يشرع فى التكاثر فى الكبد ويغزو الكرات الحمراء . وأوضح فرغلى أن من أعراض الملاريا الحمى والصداع والتقيؤ وتظهر تلك الأعراض عادة، بعد مضى 10 أيام إلى 15 يوماعلى التعرض للدغ البعوض ويمكن للملاريا اذا لم تعالج ان تهدد حياة المصاب بها بسرعة من خلال عرقلة عملية تزويد الأعضاء الحيوية بالدم وقد اكتسب الطفيل المسبب للملاريا فى كثير من أنحاء العالم القدرة على مقاومة عدد من الأدوية المضادة له. وأضاف من التدخلات المهمة لمكافحة الملاريا التعجيل بتوفير العلاج الناجع المتمثل فى المعالجات التوليفية التى تحتوى على مادة الأرتيميسينين وحث الفئات المختطرة على استخدام الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات والرش داخل المبانى باستخدام مبيد للحشرات من أجل مكافحة الحشرات النواقل. وأكدت منظمة الصحة العالمية أن الملاريا مرض يمكن الوقاية منه وعلاجه ويتمثل الهدف الأول من العلاج فى ضمان التخلص السريع والتام من طفيل «المتصورة» فى دم المريض لمنع تقدم الملاريا غير المصحوبة بمضاعفات إلى المرض الوخيم أو الوفاة ومنع العدوى المزمنة التى تؤدى إلى فقر الدم الناجم عن الملاريا ومن منظور الصحة العمومية يستهدف العلاج الحد من انتقال العدوى إلى الآخرين عن طريق تقليص مستودع العدوى ومنع ظهور مقاومة أدوية الملاريا وانتشارها وينبغى للمرضى المشتبه فى إصابتهم بالملاريا أن يخضعوا للتشخيص الذى يؤكد وجود الطفيل قبل تعاطى العلاج وذلك باستخدام الوسائل المجهرية أو الاختبار السريع لتشخيص الملاريا وينبغى ألا يقدم العلاج بالاستناد إلى أسس سريرية سوى فى حال عدم توافر اختبار التشخيص على الفور وفى غضون ساعتين من حضور المريض لتلقى العلاج فالعلاج السريع خلال 24 ساعة من بدء الحمى باستخدام دواء مضاد للملاريا فعال ومأمون يعد ضروريا لتجنب المضاعفات التى تهدد الحياة. مسح طبى ومن جانبه أكد الدكتور محمد عزمى وكيل وزارة الصحة بأسوان أن فرق المكافحة تقوم حاليا بأعمال مسح طبى ووقائى شاملة للمناطق المجاورة كما تقوم بأعمال الرش والتقصى الحشرى لليرقات والبعوض بالتنسيق مع إدارات الجامبيا والأمراض المتوطنة والملاريا وتضم كل فرقة مكافحة طبيبا وملاحظا وعمالا وفنيين. ومن ناحيته أكد الدكتور عادل عدوى وزير الصحة والسكان أن الوزارة اتخذت كافة الإجراءات للحد من انتشار مرض الملاريا والسيطرة عليه مشيرا إلى قيامه بالاتصال والتنسيق مع مدير المكتب الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية لإمداد الوزارة بمجموعه من الكواشف السريعة التى تستطيع كشف هذا المرض بدقه فى وقت قصير وزيادة الرصيد الدوائى المستخدم فى علاج المرض وأشار الوزير إلى خروج اثنين من المصابين بعد تلقيهم العلاج وتحسن حالتهم فيما يتبقى 11 حالة تتلقى العلاج حاليا بمستشفى حميات ادفو وقال عدوى ان الوزارة اتخذت عددًا من الإجراءات الوقائية للتعامل مع المرض مشيرا إلى إرسال فريق وقائى من الوزارة لمعاونة الفريق الوقائى بمديرية الشئون الصحية بأسوان لتطبيق إجراءات التقصى الوبائى لسكان قرية العدوة التى ظهر بها الحالات المصابة حيث يتم مناظرتهم وأخذ عينات دم منهم لفحصهم مرض الملاريا. ? وأضاف أنه تم حتى الآن مناظرة وفحص 1200 شخص من القرية وأخذ عينات دم وعمل تثقيف صحى لهم كإجراء وقائى ويقوم أيضا الفريق الوقائى باتخاذ إجراءات جمع البعوض وتصنيفه وفحصه ضمن إجراءات التقصى الحشرى هذا بالإضافة إلى رش أماكن تواجد اليرقات وكذلك رش للبعوض فى القرية وجارى متابعة الموقف الوبائى. وفيما يتعلق بالإجراءات العلاجية التى اتخذتها الوزارة للتعامل مع الحالات المصابة بمرض الملاريا أكد أنه تم رفع درجة الاستعداد بجميع مستشفيات محافظة أسوان وتم تجهيزها ووضع خطة علاجية لاستقبال أى حالات مصابة بالمرض كما تم توزيع تعريف الحالة المصابة بمرض الملاريا بهدف تنشيط الترصد للمرض والاكتشاف المبكر له والتأكيد على تطبيق بروتوكول العلاج لمريض الملاريا وقال أنه أصدر تعليمات مشدده للفريق الصحى بالمستشفيات بمحافظة أسوان بتقديم كافة سبل الرعاية الصحية للحالات المصابه بمرض الملاريا. كما تم تشكيل فريق من الأطباء والمهندسين وفنيين المعمل للإقامة فى مركز إدفو لمتابعة الوضع الصحى هناك ومتابعة الحالات الاكلينيكية للمرضى وتقديم الخدمات العلاجية لهم وتوفير الأدوية اللازمة لجميع الحالات. وأضاف كما تم إنشاء معمل بمستشفى حميات إدفو لفحص الحالات إضافة إلى إنشاء معمل آخر بإدارة إدفو الصحية لفحص وتصنيف حشرى للبعوض فى الوقت نفسه تقوم مديرية الشئون الصحية بالمحافظة بعملية التثقيف الصحى لأهالى القرية عن المرض وكيفية الوقاية منه. أعراض المرض وأشار إلى أن أعراض الملاريا الحميدة تتمثل فى ارتفاع درجة حرارة الجسم وحالة من القشعريرة والرعشة بينما تسبب الملاريا الخبيثة فى فشل أحد أجهزة الجسم ككل أو الكبد مؤكدا أنه حتى الآن لا توجد أى إصابات بها فى مصر. وأكد الوزير على أهمية الاعتناء بالنظافة ورش المبيدات الحشرية للتخلص من البعوض لضمان عدم نقله للمرض. مؤكدا أن وباء الملاريا أمر طارئ وليس مرضا مستوطنا حيث أن أول حالتين تم اكتشافهما للإصابة بالمرض لمواطنين غير مصريين عبر الحدود.