العاصمة الإدارية تطرح 16 وحدة تجارية بالإيجار في الحي الحكومي    طائرات الاحتلال تقصف منزلًا لعائلة "داود" في حي الزيتون جنوب شرقي غزة    طاقم تحكيم مباراة الإسماعيلي والداخلية في الدوري المصري    صفقة سوبر على أعتاب الأهلي.. مدرب نهضة بركان السابق يكشف التفاصيل    ميدو يوضح رأيه في اعتراض الزمالك على حكام نهائي الكونفدرالية    نقابة الموسيقيين تنعي كريم عبد العزيز في وفاة والدته    6 طرق لعلاج احتباس الغازات في البطن بدون دواء    أحمد موسى: محدش يقدر يعتدي على أمننا.. ومصر لن تفرط في أي منطقة    مندوب الجامعة العربية بالأمم المتحدة: 4 دول من أمريكا الجنوبية اعترفت خلال الأسبوع الأخير بدولة فلسطين    «الرئاسة الفلسطينية»: نرفض الوجود الأمريكي في الجانب الفلسطيني من معبر رفح    رئيس هيئة المحطات النووية يهدي لوزير الكهرباء هدية رمزية من العملات التذكارية    عيار 21 الآن بعد الزيادة.. أسعار الذهب بالمصنعية اليوم الخميس 9 مايو بالصاغة (آخر تحديث)    توفر مليار دولار سنويًا.. الحكومة تكشف أهمية العمل بجدول تخفيف الأحمال (فيديو)    الزمالك يشكر وزيري الطيران والرياضة على تسهيل سفر البعثة إلى المغرب    قبل نهائي الكونفدرالية.. نجم الزمالك يسافر إلى اليونان للاتفاق مع فريقه الجديد    محمد فضل: جوزيه جوميز رفض تدريب الأهلي    ميدو: اعتراض الزمالك على وجود حكام تونسيين في نهائي الكونفدرالية ذكي للغاية    فينيسيوس: الجماهير لا يمكنهم تحمل المزيد من تلك السيناريوهات.. ولم يكن لدينا شك بالفوز    نماذج امتحانات الثانوية العامة 2024 بصيغة «PDF» لجميع المواد وضوابط اللجان    إنتل تتوقع تراجع إيراداتها خلال الربع الثاني    موعد إجازة عيد الأضحى 2024 في السعودية: تخطيط لاستمتاع بأوقات العطلة    ارتفاع ضحايا حادث «صحراوي المنيا».. مصرع شخص وإصابة 13 آخرين    العظمى بالقاهرة 36 درجة مئوية.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الخميس 9 مايو 2024    "الفجر" تنشر التقرير الطبي للطالبة "كارولين" ضحية تشويه جسدها داخل مدرسة في فيصل    سواق وعنده 4 أطفال.. شقيق أحمد ضحية حادث عصام صاصا يكشف التفاصيل    تعرف على سعر الفراخ البيضاء والبيض بالأسواق اليوم الخميس 9 مايو 2024    نبيل الحلفاوي يكشف سبب ابتعاد نجله عن التمثيل (تفاصيل)    برج الأسد.. حظك اليوم الخميس 9 مايو: مارس التمارين الرياضية    من يرفضنا عايز يعيش في الظلام، يوسف زيدان يعلق على أزمة مؤسسة "تكوين" والأزهر    محمود قاسم ل«البوابة نيوز»: السرب حدث فني تاريخي تناول قضية هامة    خبير اقتصادي: صندوق النقد الدولي يشجع الدعم المادي وليس العيني    استشاري مناعة يقدم نصيحة للوقاية من الأعراض الجانبية للقاح استرازينكا    وزير الصحة التونسي يثمن الجهود الإفريقية لمكافحة الأمراض المعدية    محافظ الإسكندرية يشيد بدور الصحافة القومية في التصدي للشائعات المغرضة    وكيل الخطة والموازنة بمجلس النواب: طالبنا الحكومة بعدم فرض أي ضرائب جديدة    ننشر أسماء ضحايا حادث انقلاب ميكروباص بصحراوي المنيا    تحالف الأحزاب المصرية يجدد دعمه لمواقف القيادة السياسة بشأن القضية الفلسطينية    وزير الخارجية العراقي: العراق حريص على حماية وتطوير العلاقات مع الدول الأخرى على أساس المصالح المشتركة    "لا نريد وسيطاً".. فتح: نطالب بانسحاب إسرائيل من معبر رفح|فيديو    رئيس لجنة الثقافة: الموقف المصرى من غزة متسق تماما مع الرؤية الشعبية    حسام الخولي ل«الحياة اليوم»: نتنياهو يدافع عن مصالحه الشخصية    «زووم إفريقيا» في حلقة خاصة من قلب جامبيا على قناة CBC.. اليوم    عبد المجيد عبد الله يبدأ أولى حفلاته الثلاثة في الكويت.. الليلة    مستشهدا بواقعة على صفحة الأهلي.. إبراهيم عيسى: لم نتخلص من التسلف والتخلف الفكري    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لنا في كل أمر يسراً وفي كل رزق بركة    دعاء الليلة الأولى من ذي القعدة الآن لمن أصابه كرب.. ب5 كلمات تنتهي معاناتك    بالصور.. «تضامن الدقهلية» تُطلق المرحلة الثانية من مبادرة «وطن بلا إعاقة»    التحالف الوطنى يقدم خدمات بأكثر من 16 مليار جنيه خلال عامين    رئيس جامعة القناة يشهد المؤتمر السنوي للبحوث الطلابية لكلية طب «الإسماعيلية الجديدة الأهلية»    متحدث الصحة يعلق على سحب لقاحات أسترازينيكا من جميع أنحاء العالم.. فيديو    الكشف على 1209 أشخاص في قافلة طبية ضمن «حياة كريمة» بكفر الشيخ    أيهما أفضل حج الفريضة أم رعاية الأم المريضة؟.. «الإفتاء» توضح    رئيس«كفر الشيخ» يستقبل لجنة تعيين أعضاء تدريس الإيطالية بكلية الألسن    أول أيام شهر ذي القعدة غدا.. و«الإفتاء» تحسم جدل صيامه    بالفيديو.. هل تدريج الشعر حرام؟ أمين الفتوى يكشف مفاجأة    حزب العدل: مستمرون في تجميد عضويتنا بالحركة المدنية.. ولم نحضر اجتماع اليوم    موعد وعدد أيام إجازة عيد الأضحى 2024    «اسمع واتكلم» لشباب الجامعات يناقش «الهوية في عصر الذكاء الاصطناعي»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخبراء يرفعون توصياتهم للرئيس القادم.. 5 ضمانات للخروج من نفق البطالة المظلم
نشر في أكتوبر يوم 25 - 05 - 2014

البطالة هى وقود ثورات الربيع العربى على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، حيث عصفت بنظام مبارك الذى كان يعد من أكثر الأنظمة العربية قوة واستقرارًا، كما تعد الممر السحرى الذى تتسلل خلاله المخططات الهادفة لتغيير منظومة القوى فى المنطقة لصالح قوى اقتصادية عالمية ترغب قى الهيمنة على مقدرات الشرق الأوسط، كما أنها الإعصار الذى يمكن أن يطيح بأى نظام سياسى قادم فى دول الربيع العربى ما لم يتم إدراك الخطر والعمل على وضع حلول جذرية تلبى تطلعات الشارع، انطلاقا من ذلك تطرح «أكتوبر» القضية بمختلف أبعادها للنقاش للوقوف على أهم المقترحات والحلول التى يطرحها الشارع والخبراء ونحن على أعتاب نظام جديد يعلق عليه الوطن آماله وأحلامه. ونبدأ برؤية الشباب لكيفية الخروج من نفق البطالة المظلم بداية يقترح إبراهيم حسين خريج كلية الهندسة والذى يعانى من ويلات البطالة ضرورة تصفية الأجواء بين الدول العربية من خلال عقد اتفاقيات للتشغيل والاستعانة بالعمالة العربية وتقليل الاعتماد على العمالة الوافدة من جنوب شرق آسيا.
بينما يرى عادل حافظ خريج كلية الحقوق أن مواجهة البطالة لا تكمن فقط فى توفير فرص العمل بينما تكمن فى صياغة تشريعات عادلة تضمن حصول العاملين على مستحقاتهم موضحًا أنه كثيرا ما تخلى عن العمل بسبب إحساسه بغياب المساواة وعدم وجود ما يضمن حصوله على حقوقه ومستحقاته من لوائح وقوانين.
بينما يرى محسن عثمان خريج كلية الزراعة أنه من الضرورى الاستفادة من قوة الشباب فى تعمير سيناء من خلال إقامة مشروعات للإصلاح الزراعى فى سيناء تأخذ فى الاعتبار الاستفادة من الشباب على أن يكونوا شركاء فى المشروعات.
بينما يقترح حسام الدين مصطفى خريج كلية التجارة ضرورة تيسير حصول الشباب على قروض صغيرة وميسرة من الممكن أن تساهم فى إقامة مشروعات صغيرة ومتوسطة تسهم فى حل مشكلة البطالة.
ويقترح سعيد على «غير متعلم» ضرورة الاستفادة من المهن العشوائية غير المنظمة والتى يهيمن عليها قلة ممن يتصفون بالبلطجة مثل السيطرة على محطات سيارات الأتوبيسات وسيارات الميكروباص حيث يتقاضى هؤلاء مبالغ مالية مقابل الحفاظ على النظام وتأمين المحطات.
وبعيدًا عن الشباب يقترح جعفر السيد 60 سنة قيام الحكومة بإقامة أنواع متعددة من المزارع تشمل مزرع الدواجن والأسماك وحتى الأبقار بحيث تسمح هذه المزارع بتوفير الكثير من فرص عمل للشباب تحت إشراف الدولة.
بينما يرى فتحى نصار 45 سنة ضرورة تنظيم الحكومة لبعض الأنشطة الاقتصادية الموجودة فى الشارع والتى تعانى من العشوائية مثل التوك توك وجمع القمامة وتنظيم حركة السيارات فى الشوارع الجانبية، موضحًا أن مثل هذه الأنشطة من الممكن أن تستوعب العديد من الشباب المتعطل حال تنظيمها.
محاربة الفساد والمحسوبية
من جانبه أكد د. صلاح جودة الخبير الاقتصادى ضرورة إنشاء محافظات جديدة للخروج من نفق البطالة موضحًا أن حلايب وشلاتين، وشرق العوينات، ووادى النطرون، والعلمين أهم المحافظات التى من الممكن إنشاؤها لخدمة الاقتصاد الوطنى وذلك لما تتمتع به تلك المناطق من اتساع رقعة الأراضى الزراعية علاوة على توافر المياه اللازمة للزراعة وأنه على سبيل المثال تحمل منطقة شرق العوينات مخزون مياه جوفية يكفى 135 عاما فى مجال الزراعة.
وبخلاف ذلك أوصى بضرورة الاهتمام بالتوسع فى مجال إنشاء الصناعات الصغيرة والمتوسطة مؤكدًا أنها توفر أيدى عاملة أكثر مقارنة بالصناعات الكبيرة.
ومن ناحية أخرى أكد ضرورة القضاء على الفساد والمحسوبية والواسطة والتى عانت منها مصر على مدار السنوات الماضية، كما طالب بضرورة إعادة تطوير وتغيير مفهوم العمل الحكومى، وتقبل العمل الخاص، وإعادة تنظيم وقت العمل وميكنة القطاع الحكومى من خلال الأرشفة الإلكترونية بما يخدم منظومة العمل علاوة على إعادة التوظيف بما يخدم المجتمع وقطاع العمل. كما أكد جودة على ضرورة وضع أجور مناسبة للعاملين، وكذلك وضع حد أقصى للسلع بما يتناسب مع الأجور.
عودة البنوك
إنعاش الاقتصاد المصرى ومن ثم الخروج من الأزمات الاقتصادية المتلاحقة التى تعانيها مصر والتى تتصدرها مشكلة البطالة يستلزم ضرورة أن تفيق البنوك من غفلتها وأن تعود إلى دورها الحقيقى فى التنمية ليس فقط فى تمويل المشروعات بل وإيجادها ذلك ما أكده فتحى ياسين الخبير المصرفى البارز ورئيس بنك التجاريين سابقا والذى يعد شاهد عيان على العديد من المراحل التاريخية للقطاع المصرفى فى مصر والعالم العربى، موضحًا أن فرض ضرائب على أذون الخزانة والسندات يعد صحوة للبنوك التى انخرطت فى استثمار سيولتها فى هذه الأدوات وتناست تمويل المشروعات التى تهم الاقتصاد القومى وتساهم بشكل حقيقى وفعال فى مواجهة البطالة ودفع عجلة التنمية الاقتصادية.
وأضاف أن الدور الذى يجب أن تلعبه البنوك هو زيادة الإنتاج خلال الوفاء بالتزاماتها الحقيقية فى تمويل المشروعات الإنتاجية ليس ذلك فقط بل وإيجاد مشروع فى حد ذاته وتبنيه حتى ميلاده ونموه ثم من الممكن أن يتم بيعه فى وقت لاحق مؤكدًا أن المشروعات التى يحتاجها الاقتصاد القومى لا يمكن أن يحددها إلا البنوك وكما قادت البنوك التنمية فى نهاية حقبة الثمانينيات ينبغى أن تعى أن هذا الدور قد حان الآن، مشيرًا إلى أن فشل بعض المشروعات فى هذه الفترة لا يعنى أن جميع المشروعات باءت بالفشل فهناك مشروعات ضخمة مازالت باقية ويكفى أن نتذكر شركات ضخمة مثل السويس للأسمنت وغيرها من المشروعات الضخمة التى أسهمت فى تجديد شرايين الاقتصاد المصرى.
ومن ناحية أخرى انتقد أداء البنوك المصرية فيما يتعلق بتوظيف فوائض السيولة، موضحًا أن البنوك فى مصر جعلت الكوريدور هدفا وغاية وأخرجته عن مفهومه وهدفه والذى لا ينبغى بأى حال من الأحوال أن يتجاوز كونه إحدى الأدوات المستخدمة فى امتصاص فوائض السيولة لدى البنوك لفترة مؤقتة ولكن لا يمكن أن يفى بمفرده بهذه المهمة بل ينبغى تنويع محفظة الاستثمار تطبيقا للمثل القائل «لا تضع البيض فى سلة واحدة».
كما انتقد توجه البنوك نحو الاستثمار فى أذون الخزانة والسندات قائلاً إنها تعتبر هذه القنوات قبلة لها فى توظيف السيولة لديها إلا أن قرار فرض ضرائب على أذون الخزانة والسندات يعد «قرصه ودن» للبنوك حتى «تفيق» وتعود إلى دورها التنموى من خلال زيادة الإنتاج وتمويل مشروعات تعمل فى إيجاد نمو حقيقى فى الاقتصاد القومى.
كما انتقد أيضا توجه البنوك نحو التجزئة المصرفية التى بدأت وتنامت بسرعة كبيرة أكبر من استيعاب الشارع المصرى موضحًا أننا لسنا شعبا مرفها لدرجة أن نتبنى التجزئة المصرفية بمفهومها الحالى، فنحن ما زلنا شعبا استهلاكيا وبحاجة إلى الإنتاج الذى للأسف تناسته الكثير من البنوك الأمر الذى أسهم فى ميلاد ما يسمى «التضخم الركودى» وهو تضخم الأسعار المصحوب بارتفاع معدلات البطالة ولا يمكن التخلص من ذلك إلا بإنتاج لزيادة المعروض وزيادة فرص العمل فالتجزئة المصرفية بمفردها الآن تساعد فى إيجاد التضخم لأنها تجعل المجتمع أكثر استهلاكا فالبنوك بدأت تفكر فى وسائل أخرى لتوظيف السيولة فكان البديل هو هذه النوعية من القروض الاستهلاكية وهى وسيلة متبعة فى العديد من بلدان العالم، ولكن الوضع فى مصر مختلف عن تلك البلدان التى وصلت إلى مرحلة الرفاهية، ولديها اقتصاد قوى، حيث يجب على البنوك أن تتجه إلى الاستثمار فى الموارد الحقيقية، وأن توظف أموالها فيما يفيد الاقتصاد المصرى النامى، سواء فى الصناعة أم الزراعة أم التجارة، لأن هذه القطاعات هى أساس تقديم أى اقتصاد وطنى، ولا توجه أموالها إلى قروض استهلاكية وليست إنتاجية تعمل على ارتفاع التضخم وتغذى الطموحات الزائدة لدى المواطنين وتحول المجتمع إلى استهلاكى.
دعم المشروعات
ومن جانبها أوضحت د. يمن الحماقى، أستاذ الاقتصاد جامعة عين شمس، أن البطالة من أهم المشكلات التى تواجه مصر حاليا، حيث يتزايد المعدل بصورة كبيرة لتتجاوز نسبة 13% من قوة العمل، مشيرة إلى أن المشكلة تتزايد لدى خريجى الكليات النظرية حيث تمثل النسبة الأكبر فى ارتفاع المعدلات.
وأكدت أن الاهتمام بالمشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر ورعايتها يجب أن يتصدر آليات الدولة لمواجهة البطالة، ودعت إلى تشجيع إنشاء المشروعات الصغيرة فى مجال الصناعات المغذية وأيضا تكوين تحالفات بين المصدرين الصناعيين والذين تتوافر لديهم طلبات تصديرية تفوق طاقتهم الإنتاجية بحيث تتولى تلك المشروعات تنفيذ تلك الطلبات حسب المواصفات القياسية المتفق عليها.
وتعقيبًا على آليات مواجهة الفقر ومن ثم التصدى لقضية البطالة فى برنامجى مرشحى الرئاسة، أكدت أن مكافحة الفقر لابد أن تمثل أولوية فى البرنامج الانتخابى لكل مرشح، للتزايد الكبير فى نسب الفقر، الذى كان له تداعياته على الاستقرار والأمن القومى، مشيرة إلى أن الفارق بين البرنامجين يكون فى رؤية كل منهما وآلياته لمكافحة الفقر.
وأشادت د. يمن الحماقى باتجاه برامج المرشحين لخطط استغلال الطاقة الجديدة والمتجددة، خاصة أن مصر لديها الإمكانيات الهائلة للاستثمار فى تلك الطاقة، مؤكدة أن القضية الأهم هى صياغة أسلوب عملى قابل تنفيذ بفاعلية مع وجود آليات التطبيق، وأشارت إلى أن نجاح استخدام الطاقة بصفة عامة يكمن فى كيفية استغلالها.
وأضافت: تحتاج البرامج الانتخابية للوصول إلى أفضل توليفة لاستغلال الطاقة.. توليفة استخدام المصادر التى تحقق أعلى عائد بأقل تكلفة وهذا هو الفكر الاقتصادى الذى نحتاج إليه، مشددة على أن حلول القضاء على البطالة موجودة وسهلة، عبر استغلال الأموال التى فى البنوك، وخطط للتجمعات الصناعية التى يمكن تصدير منتجاتها للخارج على سبيل المثال، لافتة إلى أن الأمر يرتكز على الإرادة السياسية لتحقيق ذلك.
ولفتت فى هذا السياق إلى ضرورة وجود ما أسمته «الرقابة الشعبية»، والتى تتمثل فى المجالس المحلية بالمحافظات، عن طريق اختيار من لديهم القدرة على تقييم ما يحدث على أرض الواقع، والاقتراب من مشاكل المواطنين لتوصيلها لصناع القرار، فضلًا عن دور الإعلام الذى أصبح يتجه إلى إلقاء الضوء على مشاكل الناس ونقلها للمسئولين.
ومن جانبه أكد د. أيمن محمد إبراهيم الخبير الاقتصادى والمصرفى ضرورة إشراك القطاع الخاص فى تنفيذ المشروع القومية الكبرى فى إطار من التشريعات والقوانين التى تضمن انضباط القطاع الخاص فيما يتعلق بتوفير عدد محدد من فرص العمل وضمان حقوق العاملين ويقترح أن يتمثل دور القطاع الخاص فى المساهمة فى التمويل مقابل الاستفادة من أرباح المشروع لمدى زمنى يتم الاتفاق عليه ثم تؤول ملكية المشروع للدولة بعد انتهاء هذه المدة، وفى هذا السياق يقترح إشراك القطاع الخاص فى مشروعات مد خطوط جديدة لمترو الأنفاق.
ويقترح أيضا ضرورة الاستفادة من طاقات الشباب المتعطل فى تنفيذ مشروعات جديدة للطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية، مشيرًا إلى أنه يمكن إقامة مثل هذه المشروعات بتكلفة منخفضة على تتولى الحكومة عملية التنظيم وشراء الطاقة من الشباب مقابل مبالغ مؤكدًا أن مثل هذه المشروعات من الممكن أن تساهم فى مواجهة البطالة وفى ذات الوقت الإسهام فى حل مشكلة عجز الطاقة.
بينما يقترح د. يسرى طاحون أستاذ الاقتصاد جامعة طنطا ضرورة الاستفادة من الأراضى الزراعية الملاصقة للطرق الصحراوية على امتداد أنحاء الجمهورية على أن يتم بيع تلك الأراضى للشباب خلال مزادات علنية وهو ما يساهم فى مواجهة مشكلة البطالة خلال توظيف تلك الأراضى من جانب الشباب فى أغراض متعددة على مصادر تمويل جديدة للدولة.
إصلاح الخلل الفادح
بينما ترجع د. ماجدة قنديل المدير التنفيذى السابق للمركز المصرى للدراسات الاقتصادية ارتفاع معدلات البطالة فى مصر إلى الخلل الفادح الناجم عن الدعم الكبير الموجه للقطاع الخاص دون الحصول على مقابل لصالح الدولة لذلك كان الاقتصاد ينمو دون زيادة معدلات التوظيف، علاوة على انتشار ظاهرة الاحتكارات فى السوق المحلية التى تعد أحد أكبر المشكلات الاقتصادية التى خلفتها الأنظمة السياسية على مدار العقود الأخيرة، حيث نمت تلك الاحتكارات وترعرعت بعلم الحكومة مما أفرز وجود كيانات اقتصادية كبيرة تلتهم الحصة الأكبر من السوق وتسد الطريق أمام المنشآت الصغيرة والمتوسطة رغم أنها الأكثر استيعابا للبطالة فى المجتمع‏ مما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة، مضيفة أن اندلاع الربيع العربى زاد من معدلات البطالة نظرًا للانعكاسات الاقتصادية المصاحبة للتوترات السياسية وغياب الانضباط عن الشارع.
وبخلاف ما سبق أكدت قنديل أن الأوضاع الاقتصادية المتأزمة فى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى تزيد من معدلات البطالة فى مصر والمنطقة بأسرها.
وللخروج من نفق البطالة أكدت د. ماجدة قنديل ضرورة إصلاح الخلل الذى يشوب منظومة دعم القطاع الخاص سواء من خلال خفض الضرائب أو المساهمة فى التأمينات الاجتماعية مقابل عدد معين من فرص العمل‏، محذرة من استمرار غياب الرؤية الواضحة لكيفية عودة القطاع الخاص للإنتاج مؤكدةً أن ذلك من شأنه استمرار ارتفاع معدلات البطالة.
وناشدت بضرورة سد الفجوة بين الطلب والعرض فى سوق العمل فى مصر وضرورة إعطاء المزيد من الحوافز للقطاع الخاص وخاصة المشروعات المتوسطة والصغيرة مثل الحوافز الضريبية لزيادة عدد فرص العمل. وطالبت بمنح مزيد من القروض للقطاع الخاص وزيادة التنافسية لمصر عبر زيادة التشغيل وجودة التعليم الذى أخفق فى تخريج خريجين بكفاءات ومهارات مطلوبة والاهتمام بالتعليم الفنى وصقل الخريجين بالمهارات.
وشددت على ضرورة زيادة حوافز مشاركة المرأة فى سوق العمل وبناء القدرات الاقتصادية والتعاون مع القطاع الخاص ومع الجامعات خاصة فى مجال بحوث الابتكار.
كما طالبت بالتنفيذ السريع لقوانين التأمين الاجتماعى وزيادة وعى العاملين وإيجاد مزيد من المرونة بين أصحاب العمل والعمال وتوضيح قواعد فصل العمال خاصة بالنسبة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة باعتبارها الفرصة الفاعلة لزيادة التشغيل على المدى القصير والمتوسط.
تقسيم سوق العمل
على خلفية ما كشفته نتائج المسوح والدراسات الميدانية التى أجريت على سوق العمل فى مصر من تحسن أوضاع العمال فى القطاع العام نتيجة لحصولهم على العديد من المزايا التى أثمرتها الاحتجاجات الفئوية فى ضوء تداعيات الثورة، فى مقابل المردود السلبى على العمالة فى القطاع الخاص منذ اندلاع أحداث 25 يناير حيث بلغت نسبة من فقدوا أعمالهم حوالى 1,5% غالبيتهم من العاملين بالقطاع الخاص، حذر راجى أسعد الأستاذ بجامعة مينسوتا والباحث بمنتدى البحوث الاقتصادية من تقسيم سوق العمل إلى قطاع عام وقطاع خاص مؤكدًا أن ذلك يؤدى إلى زيادة الفجوة وزيادة معدلات البطالة والعزوف عن العمل بالقطاع الخاص وهو ما يؤدى إلى حدوث خلل كبير بالنظام، كما أنه لا يتفق مع اقتصاد السوق. وللحد من تلك المخاطر أكد ضرورة وضع منظومة فاعلة من اللوائح والقوانين تضمن قدر المستطاع المساواة بين العاملين فى القطاعين العام والخاص.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.