بدأت ردود الأفعال فى الشارع الفلسطينى تتوالى ما بين متفائل ومتشائم من تحقيق المصالحة، وإنهاء الانقسام، وطى السنوات السبع التى عانت غزة من ويلاتها سواء على الصعيد السياسى والاقتصادى والاجتماعى. « أكتوبر» التقت بعدد من الفلسطينيين إذ يرى أبو عدى العبيد أن اتفاق المصالحة لا يمثل سوى كذبة على الشعب الفلسطيني، لافتا إلى إنه: ليس هناك نوايا صادقة من طرفى الصراع «مبيناً أن اتفاق مكة برعاية السعودية لم ينه الانقسام، رغم أن الطرفين أديا العمرة وطافا حول الكعبة، وأقسما اليمين هناك لاستعادة وحدة شطرى الوطن». من جهته، يشكك ماهر أبو دلال، وهو أحد الذين عذبوا على أيدى أجهزة حماس بعد السيطرة على قطاع غزة، وخصوصاً ما يسمى ب «جهاز الأمن الداخلى» فى صدق النوايا والإرادة لحركتى فتح وحماس، متسائلاً: «كيف يمكن أن تتم المصالحة وهناك من عذب وقتل وبترت ساقه و ضرب وكفر تارة»، مبينًا أن هذا الاتفاق فى مهب الريح، ولن يصمد، واصفًا الحمساويين بأنهم «ليس لهم أمان». أبو رامى نصر، البالغ من العمر 48 عامًا يقول: « الاتفاق فى صالح حماس، وجاء فى هذا التوقيت لإخراجها من أزمتها التى تعانيها فى قطاع غزة، من إغلاق الأنفاق الشريان الحيوى لها» مضيفًا أن حماس تعانى من صرف رواتب موظفيها راتبًا كاملًا، علاوة على تشديد الحصار على الحركة وقياداتها المتنفذين والمستفيدين من الانقسام. وأضاف أن الظروف إذا تحسنت ولعبت فى صالح حماس، فإن الحركة ستتهرب من اتفاقية المصالحة واستحقاقاتها، مرجعاً ذلك إلى أن الحركة لا تفكر فى الشعب الفلسطينى بل تحكم حكمًا تنظيميًا ليس إلا، وتتعامل مع المواطنين على أنهم «اللى مش معاى ضدي». أما وسام جودة فأعربت عن مخاوفها وإحباطها من تطبيق اتفاق المصالحة، ووصفه بأنه «اتفاق هش»، وأوضح أسباب ذلك إلى أن هناك عدة اتفاقيات أبرمت بين فتح وحماس من مكة وصنعاء إلى مصر وصولاً إلى إعلان الدوحة الأخير تعطلت ولم تنفذ بنودها، مستغربة من إبرام اتفاق المصالحة لتنفيذ بنود الاتفاقيات السابقة بين ليلة وضحاها دون إيضاح بنود ما توصل إليه الطرفان لإنهاء الانقسام نهائيًا، وهذا يدعو إلى التشكيك فى النوايا حسب تعبيرها. وأوضحت أن ثمة عوامل دفعت طرفى النزاع إلى الإعلان عن إنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الوطنية، تمثلت فى سقوط الإخوان المسلمين فى مصر، وخسارة حماس حلفائها الإيرانى والسورى وحزب الله، وتوقف المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي، إلى جانب التغير الدولى والإقليمي، والضغط الشعبى دفع بالحركتين إلى الجلوس على طاولة واحدة، والإعلان عن إتمام المصالحة، والاتفاق على الدخول فى تنفيذ بنود اتفاق القاهرةوالدوحة، منوهة إلى أنه إذا ما أزيلت أحد هذه العوامل فإن أحد طرفى النزاع سيتنصل من كل شئ، ويبقى الحال على ما هو عليه. فيما يرى إيهاب الغصين، المتحدث باسم حكومة حماس فى قطاع غزة، أن المصالحة هذه المرة جدية، لأن استراتيجية حماس هى إنهاء الانقسام وإلى الأبد، موضحًا أن الانقسام أضر بالقضية الفلسطينية برمتها، مشددًا على الوحدة الوطنية لمواجهة مخططات إسرائيل التهويدية والزحف الاستعماري، وحماية الأقصى من خطر محتم، داعيًا الشعب الفلسطينى فى غزة إلى التفاؤل ونبذ التشاؤم.