الحب في اللَّه من الإيمان، بل أفضل صور الإيمان، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:- (من أحب للَّه، وأبغض للَّه، وأعطى للَّه، ومنع للَّه، فقد استكمل الإيمان)، ولكي تتذوق حلاوة الإيمان فاتصف بواحدة من هذه الصفات التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم:- (ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ)، ولا يتضح هذا الحب إلا في حب المساكين. ولكن من هو المسكين الذي يجب أن تحبه والذي وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم- أمَّ المؤمنين عائشةبهم فقال لها:- (يا عائشة أحبِّي المساكين، وقرّبيهم، فإن اللَّه يقربك يوم القيامة)، ودعا ربَّه أن يرزقه حبَّهم قائلا:- (اللهمَّ أحيِني مسكينًا، وأمِتْنيمسكينًا، واحشُرْني في زمرة المساكين وأوصى أصحابه بحبهم؟فالمسكين كما عرفه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:- ((ليس المسكين بهذا الطوَّاف الذي يطوفُ على الناس فترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان)، قالوا:- فما المسكين يا رسول الله؟ قال:- (الذي لا يجدُ غنى يُغنيه ولا يُفطن له، فيتصدق عليه ولا يسأل الناس شيئًا). فهل بحثنا عن المساكين واحببناهم لنذوق حلاوة الإيمان أم عرفناهم وتركناهم؟ فكل واحد منا يعرف المساكين في عائلته وفي شارعه وفي حيه، وندعو الله ان يبصرنا بفعل الخيرات ومنها حب المساكين.