بالإضافة إلى قناة الجزيرة المعروفة بعدائها الشديد لمصر.. أصبحت القوات المسلحة المصرية محل هجوم وانتقاد لاثنين من الشخصيات العامة بسبب إعلانها عن جهاز اكتشاف وعلاج الإيدز وفيروس «سى». الاثنان هما الدكتور عصام حجى المستشار العلمى لرئيس الجمهورية والدكتور باسم يوسف الفنان الساخر. الدكتور عصام حجى - وهو ليس طبيبًا إنما عالِم فضاء - أعلن وهو فى أمريكا أن الجهاز يمثل فضيحة لمصر بكل المقاييس.. أما الدكتور باسم يوسف - وهو طبيب ابتعد عن الطب منذ عدة سنوات - فقد جعل من الجهاز فقرة كوميدية فى برنامجه الساخر «البرنامج».. وأما قناة الجزيرة فهى لا تتوقف - تلميحا وتصريحا - عن السخرية من الجهاز والقائمين عليه والقوات المسلحة المصرية كلها. لابد أن هناك أسبابًا! بالنسبة لقناة الجزيرة الأسباب معروفة ومفضوحة.. فالقناة كما يعرف الجميع جزء من المؤامرة على مصر. والهدف الوحيد الذى من أجله تبث القناة برامجها هو إسقاط مصر.. ومن ثم فمن الطبيعى والمنطقى أن تصبح مصر وتصبح قواتها المسلحة فى مرمى نيران القناة ومذيعيها.. لكن هل من الطبيعى والمنطقى أن يفعل ذلك الدكتور عصام حجى والدكتور باسم يوسف؟! الدكتور عصام حجى وُلد فى ليبيا ونشأ وترعرع فى تونس ثم عاد للقاهرة وحصل على شهادته الجامعية من كلية العلوم وبعدها بسنوات قليلة سافر إلى باريس ومنها إلى أمريكا حيث انضم للعمل بوكالة ناسا للفضاء وأصبح مواطنًا أمريكيًا.. ولا ينسى الدكتور عصام أن جامعة القاهرة قامت بفصله عام 2004 لأسباب إدارية. هل لأنه وُلد وعاش خارج مصر لا تهمه مسألة الانتماء لمصر فيقوم بمهاجمة المشروع المصرى وهو خارج مصر؟!. هل لا يزال متأثرًا بمسألة فصله من الجامعة المصرية؟!. وهل يمكن أن يكون لتواجده فى أمريكا التى تسعى بكل ما تملك من مخططات وإمكانات لنشر الفوضى فى مصر وإسقاطها؟. هل يمكن أن يكون لذلك تأثيره على الدكتور عصام حجى؟! ثم إن الدكتور عصام حجى وإن كان عالمًا فى وكالة ناسا إلا أنه بعيد تمامًا عن المجال الطبى.. وليس منطقيًا أن يجزم بأن المشروع المصرى فاشل وفضيحة على حد تعبيره إلا إذا كانت هناك أسباب خفية! وفى كل الأحوال فإن هجوم الدكتور عصام حجى على «اكتشاف» القوات المسلحة وعلى القوات المسلحة غير مبرر.. إلا إذا كان يقف فى نفس الصف الذى يقف فيه وطنه الذى ينتمى إليه ويعيش فيه ويعمل.. أمريكا! هل هو نفس السبب بالنسبة للدكتور الثانى.. باسم يوسف؟! ??? تخرج الدكتور باسم يوسف فى كلية طب جامعة القاهرة وسافر بعدها للعمل فى أوروبا وأمريكا.. وأصبح واضحًا أن هناك علاقات قوية تربط بينه وبين عدد من الشخصيات الأمريكية. ولأسباب غير واضحة هجر الدكتور باسم يوسف ميدان الطب تمامًا واختار العمل فى مجال الكوميديا.. وعلى امتداد الفترة التى تولى فيها الإخوان حكم مصر ظل باسم يوسف من خلال برنامجه الساخر «البرنامج» ينتقد الإخوان وخاصة الرئيس المعزول محمد مرسى.. وبعد سقوط الإخوان سافر باسم يوسف إلى أمريكا لعدة شهور عاد بعدها لاستئناف تقديم برنامجه.. لكنه فاجأ الجميع بتحوله من الهجوم على الإخوان إلى الهجوم على الجيش المصرى وعلى وزير الدفاع المشير السيسى وهو ما أدى إلى تراجع حاد فى شعبيته. ماذا كان يفعل الدكتور باسم يوسف فى أمريكا؟.. ولماذا تحول من الهجوم على الإخوان إلى مهاجمة الجيش المصرى؟.. ولماذا يهاجم الاختراع المصرى بهذه الحدة؟. الدكتور باسم يوسف لم يكتف بالهجوم على الجهاز المصرى والقائمين عليه خلال برنامجه الساخر. ولكنه كتب أيضًا مقالا لاذعًا عنوانه «علاج الإيدز.. ثلاثية الجهل والبجاحة وقلة القيمة». هل لأنه (كان) طبيبًا يملك المعرفة التى تؤهله للحكم على الجهاز المصرى لعلاج الإيدز وفيروس «سى»؟! ??? نسمع شهادات من أطباء وعلماء عن الجهاز فتزداد الشكوك فى الأسباب التى من أجلها يهاجم الاثنان باسم يوسف وعصام حجى الجهاز المصرى والقوات المسلحة المصرية. نسمع من الدكتور محمود الشريف وهو عالم مصرى كبير فى مجال النانوتكنولوجى ومقيم فى أمريكا.. نسمع منه شهادة يقول فيها بالحرف الواحد إن نظرية تطبيق جهاز القوات المسلحة لعلاج فيروس «سى» سليمة مائة فى المائة. ونسمع من الدكتور عادل العدوى وزير الصحة كلامًا يقول إن هناك موافقة كاملة على جهاز التشخيص وعلاج الإيدز وفيروس «سى» وأنه أثبت فعالية وأن هناك فريق عمل بحثى متكامل وأساتذة من كلية الطب والقوات المسلحة اشتركت فى العمل به. ونسمع شهادة الدكتورة سالى عمارة استشارى أمراض الكبد التى تقول إن الجهاز أثبت فعالية فى شفاء العديد من المرضى. ونسمع شهادة مريض كان مصابًا بفيروس «سى» ولكنه شُفى تمامًا.. وهو الطبيب هشام محمد الخولى الذى يؤكد أنه شفى بدون أى أعراض جانبية. ثم تعالوا نسأل أنفسنا: لماذا يغامر الجيش بالإعلان عن جهاز على غير أساس علمى؟.. هل يبحث الجيش عن شعبية يفتقدها؟.. غير صحيح فالناس تحب الجيش وتؤيده وتقف خلف قائده المشير السيسى.. سواء اخترع الجهاز أو لم يخترعه. وعندما يؤكد المشير السيسى نفسه أنه يعلم كل تفاصيل اختراع الجهاز ويتابعه منذ عام 1996 فهل يغامر المشير بسمعته وسمعة الجيش الذى ينتمى إليه من أجل اختراع مشكوك فى صحته؟! ??? ترى ماذا كان سيقول الدكتور عصام حجى والدكتور باسم يوسف.. لو أنهما عاشا أيام حرب أكتوبر وسمعا قبل الحرب أن الجيش المصرى سيهد خط بارليف بخراطيم المياه؟! مجرد سؤال!