قفزات جديدة في سعر الدولار والعملات اليوم 14 يونيو أمام الجنيه    أسعار الخضراوات اليوم 14 يونيو في سوق العبور    وزيرة التخطيط تتابع خطوات إنشاء الصندوق السيادي لقطاع الصناعة    وكيل تموين الأقصر يتابع حملات الرقابة على الأسواق    الإسكان: بدء التجارب النهائية لتشغيل محطة الرميلة 4 شرق مطروح لتحلية مياه البحر    حزب الله: استهدفنا تجمعا لجنود الاحتلال فى خلة وردة بالأسلحة الصاروخية    المجر: «الناتو» يعمل على إنشاء 3 قواعد عسكرية ضخمة لإمداد أوكرانيا بالأسلحة    تشكيل ألمانيا المتوقع أمام أسكتلندا.. هافرتيز يقود الهجوم    الأرصاد: درجات الحرارة تشهد مزيد من الارتفاعات اليوم.. ما زلنا في الذروة    32 ألف كادر طبى لخدمة الحجاج.. ومخيمات عازلة للضوء والحرارة    إصابة شخصين إثر انقلاب دراجة بخارية بالمنيا (أسماء)    محافظ الجيزة يتابع الاستعدادات النهائية لاستقبال العيد    أهل الكهف يحقق 465 ألف جنيه في يومين عرض    يوم التروية.. أفضل الأعمال المستحبة والأدعية المستجابة    "يوم التروية".. سبب التسمية وأهم الأعمال والمناسك فيه.. «الإفتاء» توضح    الحجاج يرتدون ملابس الإحرام اليوم.. والبعثة الرسمية: حجاجنا بخير    «غرفة أزمات مركزية».. خطة وزارة الصحة لتأمين احتفالات عيد الأضحى وعودة الحجاج    إجراء مهم من «هيئة الدواء» للتعامل مع نواقص الأدوية خلال عيد الأضحى    الليلة.. انطلاق يورو 2024 بمواجهة ألمانيا واسكتلندا    «لن نراعيه»| رئيس وكالة مكافحة المنشطات يُفجر مفاجأة جديدة بشأن أزمة رمضان صبحي    الجيش الروسى يعلن إسقاط 87 طائرة مسيرة أوكرانية خلال 24 ساعة    الجيش الأمريكى يعلن تدمير قاربى دورية وزورق مسير تابعة للحوثيين    أسعار اللحوم الضاني اليوم الجمعة 14-6-2024 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    قيادي بحماس ل سي إن إن: نحتاج إلى موقف واضح من إسرائيل للقبول بوقف لإطلاق النار    «صحة البحر الأحمر» تنهي استعداداتها لاستقبال عيد الأضحى المبارك    عزيز الشافعي يحتفل بتصدر أغنية الطعامة التريند    تباين أداء مؤشرات الأسهم اليابانية في الجلسة الصباحية    عيد الأضحى 2024| ما حكم التبرع بثمن الأضحية للمريض المحتاج    صلاح عبد الله: أحمد آدم كان يريد أن يصبح مطرباً    سعر الريال السعودي اليوم الجمعة 14 يونيو 2024 مقابل الجنيه المصري بالتزامن مع إجازة البنوك    هاني شنودة يُعلق على أزمة صفع عمرو دياب لمعجب.. ماذا قال؟    ترامب: علاقاتى مع بوتين كانت جيدة    مصطفى فتحي يكشف حقيقة بكائه في مباراة سموحة وبيراميدز    للمسافرين.. تعرف على مواعيد القطارات خلال عيد الأضحى    إنبي: نحقق مكاسب مالية كبيرة من بيع اللاعبين.. وسنصعد ناشئين جدد هذا الموسم    اليوم الجمعة التروية 2024.. فضل دعاء ثامن أيام ذي الحجة وفضل العمل الصالح فيه    تنسيق مدارس البترول 2024 بعد مرحلة الإعدادية (الشروط والأماكن)    حزب الله يبث لقطات من استهدافه مصنع بلاسان للصناعات العسكرية شمال إسرائيل    باستعلام وتنزيل PDF.. اعرف نتائج الثالث المتوسط 2024    حاتم صلاح: فكرة عصابة الماكس جذبتني منذ اللحظة الأولى    سموحة يرد على أنباء التعاقد مع ثنائي الأهلي    «زد يسهل طريق الاحتراف».. ميسي: «رحلت عن الأهلي لعدم المشاركة»    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 14 يونيو: انتبه لخطواتك    ضبط مريض نفسى يتعدى على المارة ببنى سويف    الحركة الوطنية يفتتح ثلاث مقرات جديدة في الشرقية ويعقد مؤتمر جماهيري    هشام قاسم و«المصري اليوم»    إصابة 11 شخصا بعقر كلب ضال بمطروح    حبس المتهم بحيازة جرانوف و6 بنادق في نصر النوبة بأسوان 4 أيام    جامعة الدلتا تشارك في ورشة عمل حول مناهضة العنف ضد المرأة    تحرك نووي أمريكي خلف الأسطول الروسي.. هل تقع الكارثة؟    بعد استشهاد العالم "ناصر صابر" .. ناعون: لا رحمة أو مروءة بإبقائه مشلولا بسجنه وإهماله طبيا    يورو 2024| أصغر اللاعبين سنًا في بطولة الأمم الأوروبية.. «يامال» 16 عامًا يتصدر الترتيب    مودرن فيوتشر يكشف حقيقة انتقال جوناثان نجويم للأهلي    مصطفى بكري يكشف موعد إعلان الحكومة الجديدة.. ومفاجآت المجموعة الاقتصادية    مستقبلي كان هيضيع واتفضحت في الجرايد، علي الحجار يروي أسوأ أزمة واجهها بسبب سميحة أيوب (فيديو)    وكيل صحة الإسماعيلية تهنئ العاملين بديوان عام المديرية بحلول عيد الأضحى المبارك    دواء جديد لإعادة نمو الأسنان تلقائيًا.. ما موعد طرحه في الأسواق؟ (فيديو)    حدث بالفن| مؤلف يتعاقد على "سفاح التجمع" وفنان يحذر من هذا التطبيق وأول ظهور لشيرين بعد الخطوبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عروس المتوسط .. تغرق
نشر في أكتوبر يوم 02 - 03 - 2014

(الله يرحم أيامك يا محجوب!) جملة أصبحنا نسمعها ليل نهار من اهالى الإسكندرية بعد حالة التدهور التى تشهدها المحافظة فى أعقاب ثورة 25 يناير وحتى الآن والتى حولت عروس البحر المتوسط إلى عجوز متهالكة أوشكت على الاحتضار، فالإسكندرية شهدت فى عهد محافظها الأسبق اللواء محمد عبد السلام المحجوب أروع أيامها، فبمجرد تعيينه محافظا لها عام 1997 بدأ القيام بجولات بجميع أحياء الإسكندرية من شرقها إلى غربها للتعرف على مشكلاتها على الطبيعة، بعدها، بدأ العمل للتطوير، وكان التطوير قد بدأ بعد تخطيط قامت به هيئة استشارية تضم صفوة من أهل الخبرة من أبناء الإسكندرية وأساتذة جامعتها العريقة والذين يعتبرون الأكثر دراية بمشاكل المدينة وتم تنفيذ مشروعات عملاقة بالفعل أسهمت فى تحول كامل لشكل المدينة الساحرة. أما الآن فتشهد حالة من التدهور الحادة أصابت جميع مرافق المدينة وتحول التدهور إلى انهيار بعد ثورة 25 يناير فى ظل حالة من الانفلات الأمنى واللامبالاة من المسئولين الذين إما لا يستطيعون استيعاب حجم المشكلات التى تواجه المدينة، أو يعجزون عن اتخاذ قرار أو يرفضون اتخاذ القرار خوفا من المساءلة وقد بدأت المشكلات فى التراكم حتى تحولت العشوائيات إلى كوارث وانهارت الطرق بل نظرًا للاختناقات المرورية، أما فى الشتاء فتتراكم المياه وتتحول الشوارع والطرق إلى برك نتيجة الأمطار التى لا يتم تصريفها إلا بعد حضور سيارات الشفط، وأسفل البرك مصائد للمارة والسيارات فمعظم شوارع الإسكندرية لم تشهد عمليات رصف منذ ما يزيد على ثلاث سنوات حتى تحولت إلى حفر قاتلة للسيارات، وأصبح من المألوف رؤية إطار سيارة وقد انزلق داخل بالوعة صرف مفتوحة ومختفية تحت بركة من مياه الصرف الصحى أو مياه الأمطار، والمشهد يتحول إلى كارثة على الطرق السريعة ومداخلها وخاصة فى مناطق غرب الإسكندرية التى تضم ميناءى الإسكندرية والدخيلة أكبر موانئ مصر ولهذا قصة أخرى.
أما البناء المخالف فهو كارثة أخرى أصابت الإسكندرية والتى تضم اكبر عدد للمبانى المخالفة بمحافظات مصر لدرجة أن بعض الإحصاءات قدرت عدد حالات المخالفات فى البناء بحوالى 60 ألف حالة إذ يتم البناء بدون مراعاة لأية قواعد للإنشاءات ما يهدد بكوارث انهيار العقارات المخالفة فوق رؤوس سكانها، وهو ما حدث بالفعل مرات متعددة وسبب انهيارا لشبكة الصرف الصحى فغرقت مناطق كثيرة فى الإسكندرية فى برك الصرف الصحى وخاصة فى العجمى والمعمورة وأبو قير والسيوف وغيرها.
أما القمامة فحدث ولا حرج فتلالها تملأ شوارع المدينة بالأحياء الراقية قبل الفقيرة والعشوائية، والأدهى أنها تحرق فى الشوارع لتلوث الهواء وعجز المسئولين بالمحافظة عن التعامل بالأسلوب الأمثل مع المشكلة بالشكل المناسب رغم وجود مشروع متكامل للتعامل مع القمامة وتصنيعها بدلا من التخلص منها، هذا المشروع الذى أعده منذ سنوات أستاذ بكلية الهندسة وهو د. أحمد حسام شاهين وعرضه على ثلاثة محافظين آخرهم اللواء عادل لبيب وقت كان محافظا للإسكندرية ولكن للأسف لم يستجب أحد ومازال المسئولون يدورون فى حلقة مفرغة.
أما الباعة الجائلون فقد تحولوا إلى صداع فى رأس السكندريين، فشوارع المدينة الرئيسية كلها تحولت إلى سوق عشوائية كبيرة للباعة الجائلين الذين لم يكتفوا باحتلال الأرصفة بل احتلوا أيضا الشوارع المخصصة للسيارات حتى الشوارع الرئيسية الكبرى لمحطة الرمل والمنشية وغيرها، ولا يقتصر الأمر على وسط البلد فقط بل معظم شوارع المدينة الرئيسية تحولت إلى أسواق للباعة الجائلين، والمشكلة تزداد حدة فى منطقة العجمى.
وتعد أزمة المواصلات مشكلة أخرى كبيرة تواجه أهل الإسكندرية فوسائل المواصلات العامة تم تقليل عددها بشكل كبير دون سبب واضح ما فتح الباب لمافيا الميكروباص، ليقيموا مواقف عشوائية فى كل مكان بوسط المدينة، وبأجرة يحددونها.
والأخطر هو انتشار نوع من سيارات الميكروباص الصغيرة 7 راكب هذه السيارات مرخصة ملاكى وليست أجرة ويقودها صبية صغار السن يقودون برعونة وسرعة كبيرة والخطورة فى الجرائم التى ترتكب بهذه السيارات من خطف وسرقة وسطو على الركاب دون رقيب من أحد، أما السير عكس الاتجاه فحدث ولا حرج، فقد أصبح هو الأساس فى الشوارع الرئيسية من سائقى الميكروباص وهو ماسبب مشكلة مرورية خانقة وليس لها حل، ونصل إلى مشكلات الميادين من ميدان محطة مصر الشهير وهو أول ما يقابل القادم إلى الإسكندرية بالقطار والذى قام اللواء المحجوب بإعادة تخطيطه وتطويره ليصبح تحفة تحول الآن إلى كارثة أخرى ومثال للعشوائية والقذارة والبلطجة وكل شىء سيئ، لدرجة أن هناك من أنشأ عششا بالحديقة التى تتوسط الميدان وأقام فيها بل زاد على ذلك أن قام بتربية الطيور فى الحديقة! وعاد الباعة الجائلون لاحتلال كل أرصفة وشوارع الميدان، وباعة سوق باب عمر باشا المجاور للميدان خرجوا للوقوف فى الميدان واحتلاله.
المشكلة الأكثر حدة فى الإسكندرية هى مشكلة أحياء غرب وخاصة غرب والعجمى فمشاكلها نتاج تراكمات سنوات طويلة، وأهالى هذه الأحياء أصبحوا يشعرون بأنهم مغضوب عليهم من كل المسئولين الذين تركوا تلك الأحياء للإهمال، فبداية من المواصلات والتى تعد العذاب الأكبر فهذه المناطق لا يربطها بوسط المدينة ترام ولا قطار مثل أحياء شرق المدينة ولا يجد سكانها الا المواصلات العامة التى أوشكت على الاختفاء بعد تقليص عدد سيارات المينى باص والأتوبيس بدرجة كبيرة جدًا دون سبب واضح، وأصبح السكان ضحية دائمة لجشع سائقى الميكروباص دون الكارثة الأخرى هى الطرق بهذه الأحياء، فبعد الخروج من حى المنشية الشهير بوسط المدينة بأمتار قليلة فى الاتجاه إلى أحياء غرب المدينة لا يوجد شارع واحد بدون حفر ومطبات كفيلة بتحطيم أى سيارة، والذى يربط وسط المدينة بغربها طريقان اثنان فقط الأول هو المار من وسط المناطق السكنية والذى يمر بأحياء مينا البصل والقبارى والورديان والمكس والدخيلة وصولا إلى العجمى وهذا الطريق انهار منذ سنوات وأصبح الدخول والخروج من وإلى المنشية عملية تعذيب يومية للطلبة والموظفين الذين تضطرهم الظروف إلى التحرك يوميا فى هذا الطريق، والمسافة التى كانت تقطع فى ثلث ساعة أو نصف ساعة أصبحت تقطع فى ساعتين، وما زاد الطين بله وجود ميناء الإسكندرية وميناء الدخيلة فى منتصف الطريق وكانا سببا رئيسيا فى انهيار الطريق، أما الطريق الآخر فهو الطريق الساحلى الدولى وهذا الطريق كان حلا لمشكلة كبيرة جدًا فى المدينة ولكن وللأسف ترك للإهمال بعد الثورة، وتمت سرقة لمبات أعمدة الإنارة والمحولات الخاصة بها وتحول إلى طريق الموت وأصبح السير فيه ليلا مجازفة كبرى أما السير فيه نهارا فهو عملية تعذيب أخرى، فالطريق توقفت كل عمليات الصيانة به بعد الثورة أيضا أدى إلى هبوط أجزاء كبيرة فى كل مطالع ومنازل الكبارى الموجودة على الطريق بالإسكندرية، مما أدى إلى حدوث كم كبير من الحفر التى حدثت بعرض الطريق فى أجزاء كبيرة منه، إضافة إلى تحول جوانب الطريق خاصة فى محور التعمير إلى مقالب للقمامة.
الميناء وتدمير شوارع غرب المدينة
أما ميناء الإسكندرية فيتسبب منذ عدة أعوام فى اختناقات مرورية شديدة فى منطقتى القبارى والورديان بالإسكندرية وهى المناطق التى توجد فيها أبواب الميناء المخصصة لخروج سيارات النقل الثقيل والتى تسير بعد خروجها من الميناء وسط مناطق سكنية مزدحمة وشوارع ضيقة فى ذات الوقت، بل إنها غالبا ما تسير عكس الاتجاه نظرا لضيق الشوارع فى تلك المناطق ما تسبب فى وقوع حوادث متعددة، بالإضافة إلى تدمير الطرق بشكل مستمر نظرا لأن تلك الطرق غير مؤهلة لتحمل هذه الأوزان، والمشكلة أن هيئة ميناء الإسكندرية قامت بتنفيذ مشروع تطوير ضخم داخل الميناء ثم ألقت بمشاكلها إلى خارج أسوار الميناء من خلال فتح أبواب لخروج سيارات النقل داخل الكتلة السكنية وهو ما تسبب فى تلك المشكلة حتى إن شوارع الأحياء المحيطة بالميناء تحولت كلها إلى مواقف لسيارات النقل الثقيل وهو ما يزيد من حدة المشكلة المرورية، وهذه المشكلة كانت موجودة منذ عدة سنوات ولكن تم التوصل إلى حل لها عن طريق إنشاء كوبرى علوى بطول 2485 مترًا وبتكلفة حوالى 90 مليون جنيه لينقل حركة النقل الثقيل من داخل الميناء إلى الطريق الساحلى الدولى مباشرة دون المرور داخل المناطق السكنية وبالفعل دخل الكوبرى إلى الخدمة عام 2001 بعد أن استغرق إنشاؤه أكثر من ثلاث سنوات ولكن وكما يقول المثل الشعبى أن الفرحة ما تمت فبعد سبع سنوات فقط من دخول الكوبرى إلى الخدمة خرج منها مرة أخرى بعد حدوث انهيار جزء من جسم الكوبرى بعد تمدد أحد الفواصل الخاصة بالكوبرى ثم حدوث كسر ضخم فى الفاصل أدى إلى ظهور الحديد وكتل الاسمنت من جسم الكوبرى دون أن يحاول مسئول إصلاحه كان الإجراء هو إغلاق الكوبرى فى الاتجاه الخارج من الميناء إلى الطريق الدولى مع بقاء الاتجاه الآخر الداخل إلى الميناء مفتوحا وبعدها سقطت كتلة خرسانية ضخمة من الجسم كان من الممكن أن تسبب خسائر جسيمة فى الأرواح والسيارات التى تمر تحت الكوبرى ولكن الله سلم، ورغم ذلك أيضا لم يتحرك أحد وجعل المسئولون بمحافظة الإسكندرية إذنًا من طين والأخرى من عجين وتركوا الوضع يزداد سوءا فقد قامت هيئة ميناء الإسكندرية بعد إغلاق الكوبرى بفتح أبواب للميناء تقع داخل الكتلة السكنية بمنطقتى القبارى والورديان لخروج سيارات النقل منها بدلا من الكوبرى الأمر الذى تسبب فى تفاقم الحوادث.
وعندما تمت مطالبة رئيس هيئة الميناء السابق بإصلاح الكوبرى قال إن هيئة الميناء تختص بما هو داخل الميناء فقط ولا تستطيع إنفاق أية مبالغ خارج أسوار الميناء لأن الجهاز المركزى للمحاسبات يحاسبها على كل مليم يتم انفاقه، أما اللواء عادل ياسين رئيس هيئة ميناء الإسكندرية الحالى فكانت له وجهة نظر مختلفة فيما يخص الكبارى التى تحمل حركة النقل إلى خارج الميناء، فقال إن الميناء هى المستفيد الأكبر من سيولة حركة النقل الخارجة والداخلة إلى الميناء، لذلك قررت هيئة الميناء المساهمة فى إصلاح كوبرى باب 27 وكان المقرر أن تقسَّم تكلفة الإصلاح بين محافظة الإسكندرية ووزارة التعمير وهيئة الميناء ولكن نظرا لعدم وجود ميزانية كافية بالمحافظة قررت هيئة الميناء تحمل نسبة مساهمة المحافظة، بالإضافة إلى مساهمة الميناء وبدأت بالفعل منذ حوالى سنة فى إصلاح الكوبرى ولكن أثناء الإصلاح تبين أن الميزانية لا تكفى الإصلاحات فقررنا إعادة طرح العملية فى مناقصة جديدة ونحن فى انتظار انتهاء الإجراءات حتى نستكمل العمل.
ولكن يبدو أن الإجراءات لن تنتهى فالعمل متوقف منذ شهور وحتى الآن!
ميناء الدخيلة
أما ميناء الدخيلة وهو الامتداد الطبيعى لميناء الإسكندرية والذى بدا تشغيله منذ عام 1986 فقد تسبب بعد إنشائه فى جملة من المشاكل المستعصية أولها أن الميناء أنشئ بدون وجود شبكة من الطرق التى تخدم حركة النقل الداخل والخارج من الميناء بل لا يوجد الا طريق واحد فقط يربط بين الميناء وبين أحياء الإسكندرية الأخرى وهو نفسه الطريق الذى يربط الميناء بالطريق الساحلى الدولى والطريق الصحراوى أيضا وهو نفس الطريق الذى تسير علية جميع السيارات المتجهة إلى منطقة العجمى سواء سيارات خاصة أو أجرة أو نقل عام وهو طريق غير مؤهل لا من ناحية اتساعه ولا من ناحية طريقة رصفه لمرور سيارات النقل الثقيل علية بأحمالها الضخمة وهو ما ترتب عليه حدوث تدمير للطريق بشكل مستمر ووجود حفر ضخمة بعرض الطريق تتحول فى فترة الشتاء إلى مستنقعات من المياه تزيد من تدمير الطريق ليتحول إلى مصيدة للسيارات والمارة ويصبح المرور فيه نوع من التعذيب للقاطنين بحى العجمى وخاصة عند منطقة مثلث الشركات بالمكس والتى تعد المدخل الرئيسى للطريق الدولى الساحلى للخارج من الميناء ومن حى العجمى كلة والذى تسببت حركة النقل الثقيل فيه إلى حدوث كسور ضخمة وحفر عميقة بعرض الطريق لم يصلح فيها الرصف ولا المعالجة فلا يمر شهر على اصلاح الطريق الا وينكسر مرة أخرى لأن الرصف يتم فى كل مرة بنفس الأسلوب الذى لا يلائم حركة النقل الثقيل، وهو ما يؤدى إلى حوادث انقلاب سيارات النقل فى تلك المنطقة كل عدة أيام بحمولاتها وما يترتب علية أضرار مدمرة لأية سيارات يشاء سوء حظها أن تجاور السيارة التى انقلبت وما يترتب عليه أيضا من إغلاق كامل للطريق وتعطيل حركة المرور لفترة قد تصل إلى أربعة أو خمس ساعات وهو ما أصبح شيئا مألوفا خاصة مع ضيق الطريق فى تلك المنطقة،وللأسف ان الطريق ومنذ مايزيد على ثلاث سنوات لم تتم فيه أية عمليات للرصف، ومن الغريب أن شركات البترول الموجودة بالمنطقة قد تطوعت منذ نحو عام برصف الطريق وحددت الميزانية المطلوبة بالفعل ووفرتها منذ حوالى سنة ولكن للأسف انه لم يكن هناك رغبة فى العمل من الأساس عند المسئولين الذين لا يشعرون بعذاب الناس فى تلك المنطقة، والأكثر من ذلك أنه تم كشط طبقة الأسفلت من الطريق تمهيدا لرصفه كما قيل، منذ يناير 2013 ثم ترك الطريق وقال المسئولون وقتها أن الرصف سيتم بعد آخر نوة، وانتهت النوات بعد أن تحول الطريق طوال الشتاء إلى بركة من مياه الصرف الصحى تخفى تحتها مالا يسر لكل من يحاول عبور الطريق سواء على قدميه أو فى سيارة، فكم من سيارات وقعت عجلاتها فى بالوعات صرف مختفية تحت المياه، وكسر ما كسر بالسيارة وكأن حفر الطريق التى طالما تسببت فى انقلاب السيارات كانت غير كافية لينتبه المسئولون إلى الكارثة، الغريب ان موسم النوات انتهى وانتهى بعده فصل الصيف بأكمله ودخلنا فى فصل الشتاء الذى أوشك أن ينتهى والطريق لم يرصف حتى الآن، بل تحول إلى كارثة، مسافة لا تزيد على 400 متر هى المسافة بين مدخل الطريق عند منطقة وادى القمر وحتى الوصول إلى الطريق الدولى نفسه، هذه المسافة تقطعها السيارات فى حوالى نصف الساعة فى الصباح وتصل تلك الفترة فى بعض الأيام إلى ساعة ونصف الساعة دون مبالغة، بل إن هذا الطريق نفسه يتوقف ويصاب بالشلل التام كل عدة ايام وقد تصل فترة توقف الطريق إلى ثلاث ساعات! أى منطق يقول ذلك؟
هذه المشكلة كانت على وشك الحل أثناء إنشاء الطريق الساحلى الدولى فقد كان من المخطط (ضمن تصميم الطريق) أن يتم إنشاء كوبرى يعبر فوق منطقة ملاحات المكس ويصل بين محور التعمير وهو أحد محاور الطريق الساحلى الدولى و بين باب 1 بميناء الدخيلة مباشرة ليكون طريق مرور سيارات النقل الداخلة والخارجة من الميناء لينقل الحركة إلى الطريق الدولى والطريقين الصحراوى والزراعى دون المرور بالمناطق السكنية إلا أن هذا الكوبرى تحديدا لم يكتمل رغم وجوده فى مخطط إنشاء الطريق الدولى ورغم أهميته الفائقة لخدمة ميناء الدخيلة ولا يعرف أحد على وجه التحديد سبب توقف العمل بالكوبرى فهناك من يقول إن الميزانية لم تكف وهناك من يقول إن هناك اعتراضات من شركة الحديد والصلب الشهيرة التى تقع فى مواجهة الميناء نظرًا لأن الكوبرى من المفترض أن يمر فوق الشركة وهو ما اعترض عليه المسئولون بالشركة وتوقف المشروع رغم أن هناك كوبرى آخر وهو أحد روافد الطريق الدولى أيضا يمر فوق شركة للصناعات البترولية ولم يعترض أحد ورغم أنه يمكن ببساطة أيضا تغيير مسار الكوبرى الذى سيصل إلى ميناء الدخيلة لكى يتم تلافى المرور فوق شركة الحديد والصلب ولكن لاحياة لمن تنادى.
العجمى المغضوب عليه
أما حى العجمى والذى يبدأ من حى المكس مرورا بأحياء الدخيلة والبيطاش والهانوفيل وأبو يوسف وحتى الكيلو 21، والذى كان فى الماضى من أجمل وأهدأ أحياء الإسكندرية وكان المصيف الرئيسى للمدينة وكان يتميز بوجود الفيللات الفاخرة لفنانين المشهورين والسياسيين، هذا الحى وللأسف أصبح مغضوبا عليه بشكل دائم فلا أحد يهتم بمشاكله، فتحول إلى مقلب كبير للقمامة التى تراكمت فى تلال بكل شوارعه، هذا بخلاف المشاكل الأخرى التى يعانى منها خاصة مياه الصرف الصحى التى تغرق شوارعه بعد جنون البناء المخالف والذى يتم جهارا نهارا تحت أعين مسئولى الحى دون أية محاولة منهم للتحرك، وهو ما سبب عبئا على شبكة الصرف المتهالكة من الأساس، هذا بخلاف الكوارث المتوقع حدوثها من أبراج بنيت بدون أساسات وبدون اى قواعد صحيحة للبناء، فالبيوت القديمة يتم هدمها وبناء أبراج مكانها فى أيام دون مراعاة لاى قواعد للبناء وهو ماتعانيه الإسكندرية بأكملها.
ويشير المهندس ياسر سيف إلى ميدان المنشية وما حدث فيه فيقول إن هذا الميدان الذى تمت به عملية تطوير رائعة فى فترة اللواء محمد عبد السلام المحجوب ضمن ميادين كثيرة جدا من المدينة تم تطويرها وتم اختيار المدينة بسبب هذا التطوير كعاصمة للمدن العربية وكأجمل مدينة عربية وتم تكريم د. هشام سعودى الذى قام بمشروع التطوير، ويضيف أن اللواء طارق المهدى وللأسف حول هذه الميادين التى كرمت بها الإسكندرية إلى منطقة أكشاك وخاصة ميدان المنشية وميدان محطة مصر وتحولت الإسكندرية من أجمل مدينة عربية إلى (مدينة الأكشاك)!
أما المرور بالإسكندرية فقد أصبح كارثة أخرى، فنحن نقطع المسافة بين القاهرة والإسكندرية فى ساعتين على الأكثر، ثم نحتاج إلى ثلاث ساعات للوصول إلى وسط المدينة، فجميع مداخل الإسكندرية مغلقة وتحولت شوارعها إلى جراج كبير.
ويقول: لو نظرنا إلى اهتمامات المحافظ أمام كل هذه الكوارث لوجدناه لا يهتم إلا بالمهرجانات التى لا تعتبر ترفا بالنسبة لمدينة تمر بهذه الظروف الكارثية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.