فى مناسبة تعامد الشمس على الملك رمسيس أقيم مهرجان أسوان للثقافة والفنون وتضمن 8 عروض لفرقة فنون شعبية مصرية.. ومثلها لفرق أجنبية. ومنذ أيام حضر وزير الثقافة الدكتور محمد صابر عرب عرضا لفيلم «نجم يدور» الذى يوثق ويؤرخ للغناء الشعبى والتنورة والغناء الصوفى، الفيلم يهدف للحفاظ على الهوية المصرية خاصة أن إسرائيل تسعى لاستخدام الثقافة كسلاح فى المجالات السياسية والاقتصادية لإخراج العرب من دائرة التعامل فى ساحتيهما. وبدأت هذه الحرب عندما ادعت أن هرم خوفو إسرائيلى، وأن الموسيقى العربية يهودية وأن الرقص فن شرق أوسطى!! وتحوم إسرائيل حول الفن الشعبى المصرى خاصة الموجود فى شمال سيناء وتنوى الانقضاض عليه فى الوقت المناسب علمًا بأنه ليس لليهود موسيقى واضحة ولا فن شعبى له ملامح. الفن الشعبى تعبير بالصوت أو الجسد ويعكس صورا لحياتنا وعاداتنا وقيمنا التى نعيش عليها منذ قرون. بدأت مصر تهتم بالفن الشعبى الحركى منذ ثورة 1919 والتمهيد لها ونتج عن ذلك ظهور رؤية وطنية وفنية لواقع الإبداعين الشعبى والثقافى وتجسدت حركة ثقافية تهتم بهذا التراث. ودعمت ثورة يوليه 1952 هذا الاتجاه فأنشأت مصلحة الفنون برئاسة يحيى حقى وكانت باكورة إنتاجها أوبريت «ياليل يا عين» الذى تم عرضه 1956 ولم يستمر طويلا لوقوع العدوان الثلاثى على مصر، الأوبريت يعتبر تأريخا لميلاد الاتجاه المصرى نحو جمع التراث الشعبى. فقد اشتمل على لوحات غنائية راقصة منها «اللعب بالعصا» و«فوانيس رمضان» و«عرايس المولد» وقد شجع نجاح الأوبريت على إعادة الفكرة فى العام التالى ليبدأ الدور العظيم لفنان السامر زكريا الحجاوى فى مجال الفن الشعبى المصرى وكان يشغل منصب وكيل المسرح الشعبى فى مصلحة الفنون حيث قام بجولات فى مصر بحرى وقبلى ورصد أشكال الإبداع فيها وجمع فن المداحين والرواه والسير الشعبية واكتشف فى هذه الجولات أصواتًا شعبية منها محمد طه وخضره محمد خضر وفاطمة على وعائشة حسن ومحمد رشدى وأبو دراع. فى العيد الخامس للثورة قدم الحجاوى تايلوهات اسكندرانية منها «الرقص بالسكاكين» و«اللعب بالعصا» ومن الصعيد قدم «المزمار» و«التحطيب»، ونجح المهرجان فتم عرضه فى المحافظات ليتذكر المصريون هذا الفن الذى سبق أن شاهدوه على جدران معابد الفراعنة فى شكل رسوم لعازفى السمسيه والأرغول والناى واللعب بالعصا بمصاحبة المزمارَّ كون الحجاوى فرقة شعبية انضمت فيما بعد إلى فرق الثقافة الجماهيرية، أنشأ سليمان جميل الفرقة القومية للموسيقى الشعبية لتقدم المخزون التراثى غير المدون الذى يتم نقله من جيل لآخر. استفز نجاح أوبريت «ياليل ياعين» الفنان محمود رضا فقرر إنشاء «فرقة رضا» مع شقيقه على رضا فكانت مركزًا ومعهدًا ومدرسة جمعت التراث وقدمته وخلفَّت أجيالا من المهتمين بهذا الفن القومى العظيم الذى تشاهده وتسمعه وكأنك ترقص حبا فى بلدك وثقافتها أنشئت هذه الفرقة عام 1959 من 16 عضوا ثم انضمت إلى فرق وزارة الثقافة عام 1961 وزاد عدد أعضائها إلى 50 عضوا و60 عازفًا بقيادة الموسيقار على إسماعيل. نزل محمود رضا إلى البيئة الشعبية المصرية رصد حركة فنونها واختلاف الزى والاكسسوار والأدوات المساعدة وصور كل ذلك بالكاميرا وسجل الأصوات وكان حريصًا على إضافية رؤيته الخاصة على الحركات الأصلية للرقصة البيئية وسجل عام 1968 تجربته الطويلة فى كتاب صدر عن دار المعارف بعنوان «فى معبد الرقص» حققت فرقة رضا شهرة عالمية بعد أن شاركت فى معظم المؤتمرات الدولية والمهرجانات العالمية وقدمت عروضها أمام عدد من ملوك ورؤساء الدول وقامت الفرقة ببطولة 3 أفلام هى «أجازة نصف السنة» 1962 و«غرام فى الكرنك» 1967 وقام محمود رضا ببطولة فيلم «حرامى الورقة» أمام نجلاء فتحى 1970. أما شريط الصوت المصاحب لرقصات فرقة رضا فله مذاق خاص شعبى وجميل بقيادة الموسيقار على إسماعيل صاحب معظم المعالجات الموسيقية والألحان للتايلوهات التى قدمتها وشارك بالغناء فيها محمد العزبى ومن بعده المطرب الباسم الراقص عمر فتحى ثم محمد رؤوف ثم عادل فايد. ابتعد محمود رضا ومن بعده الراقصة الأولى لها ومصممة أزيائها فريدة فهمى عن الفرقة وتولى إدارتها تلاميذ رضا وظهرت أسماء مدربين منهم، حمادة حسام الدين، دينا السيد، حسن السبكى/ الجداوى رمضان، عاطف فرح، فاروق مصطفى، ديانا كالينتى، هشام صالح، سامى صديق. أما الإشراف الموسيقى فتولاه بعد رحيل على إسماعيل أحمد ماهر عرابى ثم منير الوسيمى ثم حسيب فؤاد. كوَّن محمود رضا فرقة خاصة تحمل اسمه وقدمت عروضها فى الحفلات العامة وفى الأغانى المصورة تليفزيونيًا ثم عاد مشرفا على عروض الفرقة الحكومية لكنه لم يستمر طويلًا. كانت الدولة قد أنشأت عام 1960 الفرقة القومية للفنون الشعبية التى تقدم غناءً شعبيًا حركيًا أيضًا تسمعه فى المعبد.