ماذا تريد قطر..؟ هناك أمر غير مفهوم فى علاقة قطر بالدول العربية يدفعنا للتساؤل عن الدور القطرى الذى لعبته منذ سنوات فى تونس ثم فى ليبيا، واليمن، وفى مصر، وفى سوريا، وفى السعودية، ثم فى البحرين، وأخيرًا فى الإمارات. نحن نتساءل ماذا تريد قطر وما الذى تفعله، وإلى أين تريد أن تصل؟. هل باعت قطر تاريخها وجغرافيتها لحساب المشروع الصهيو - أمريكى فى المنطقة، فقد تحولت إلى رأس الحربة لهذا المشروع البغيض، وهذا ما يبدو واضحًا بالأدلة والبراهين. إن لعبة توظيف المعارضين والإرهابيين واستخدامهم فى الضغط على بعض الدول عبر قناة قطرية حقيرة لا تلتزم الصدق أو الموضوعية، وترك رجل مخرف مثل القرضاوى يطلق سمومه من فوق منبر مسجد قطرى وعلى الهواء مباشرة من التليفزيون القطرى ضد مصر والإمارات ساعيًا إلى نشر الفتنة والتحريض، هذا القرضاوى الذى يريد عالمًا عربيًا وفق هواه ووفق تصورات تنظيمه الدولى الإرهابى. هذه اللعبة التى تمارسها قطر أصبحت من الألعاب السياسية الفاشلة، فلم يعد من السهل خداع الآخر أو تغيير قناعاته من خلال ادعاءات زائفة بشأن احتكار الحقيقة وحصرية الخبر. هذه اللعبة ستكلف قطر الكثير، وأول الخاسرين هو الشعب القطرى الذى سيدفع شاء أم أبى فاتورة نظامه غير المسئول، والذى أصبح أداة لتحقيق المشروع الصهيو - أمريكى فى الشرق الأوسط. فقد أصبحت دويلة قطر بسلاحها المالى مأوى لأمثال القرضاوى وللإرهابيين من أمثال عاصم عبد الماجد وغيرهما، تنطلق منها المؤامرات لتخريب مصر كما فعلت فى سوريا. وقد هددت مصر باتخاذ إجراءات تصعيدية تجاه قطر مالم تسفر الإجراءات الدبلوماسية عن وقف للتصريحات الاستفزازية. وأكد المتحدث باسم الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطى أن أزمة قطر ليست بينها وبين مصر فقط، ولكنها تتسع لتضم العالم العربى كله، وأنه على قطر أن تحدد موقعها من المصالح العربية المشتركة، وماذا تريد من الدول العربية؟. وقد استدعت الخارجية الثلاثاء الماضى القائم بأعمال السفير القطرى فى القاهرة، وسلمته رسالة احتجاج رسمية ضد التصريحات الاستفزازية التى خرجت عن القرضاوى يوم الأحد الماضى. وأوضح السفير عبد العاطى أن تصريحات خالد العطية وزير الخارجية القطرى والتى أكد خلالها على التزام بلاده بالثوابت العربية وإرادة الشعب المصرى هى مجرد أقوال لم تقترن بأى أفعال ملموسة على أرض الواقع، وشدد السفير عبدالعاطى على ضرورة إعلان قطر لموقفها بشكل صريح تجاه قضايا مصرية هامة، فهناك مطلوبون من الإنتربول المصرى والعربى هاربون ويقيمون فى قطر ويجب مثولهم أمام النيابة والقضاء المصرى للتحقيق معهم. وأكد السفير عبد العاطى أن السفير المصرى بقطر موجود بالقاهرة، وأنه لأول مرة فى تاريخ الدبلوماسية المصرية يتم استدعاء سفير دولة عربية مرتين خلال فترة قليلة. لكن يبدو أن الجهود الدبلوماسية وحدها لن تكفى لإيقاف النظام القطرى عن تجاوزاته. فبدلًا من أن تحتوى قطر الموقف وتمنع القرضاوى من بث سمومه، تصر على الالتفاف والمراوغة عندما قال وزير خارجيتها: إن القرضاوى لا يمثل السياسة الخارجية لقطر، وإنه لا يمثل إلا نفسه.. وهذا كلام لم يعد ينطلى على طفل صغير.. نحن قادرون على أن نمارس نفس السلوك ضد قطر عبر صحفنا وفضائياتنا ووسائل أخرى عديدة، فالشعب المصرى قادر على أن يربى النظام القطرى عميل وصنيعة الصهيونية الأمريكية، فنظام الشيخ تميم ووالده الشيخ حمد قد حولا قطر إلى دولة مارقة متحالفة مع الإرهاب، تقف وحدها خارج أى إجماع خليجى أو عربى، تنتظر أوامرها المباشرة من تل أبيب أولًا وواشنطن ثانيًا.. أفيق يا شعب قطر، فنظامك يدفعك نحو الهاوية.