وجه د. محمد صابر عرب وزير الثقافة رسالة إلى العالم مفادها أن جماعة الإخوان الإرهابية لم تستهدف الأمن فقط وإنما التراث الحضارى والذاكرة الإنسانية عن طريق تدمير مسرح المنصورة القومى فى تفجيرات مديرية الأمن بالدقهلية. مشددًا على أن الشعب والجيش والشرطة سيتصدون بقوة للإرهاب الذى يسعى إلى خراب مصر. جاء ذلك خلال تفقد وزير الثقافة واللواء عمر الشوادفى محافظ الدقهلية ويرافقه الشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة ود. محمد أبو الخير رئيس قطاع الإنتاج الثقافى والفنان فتوح أحمد رئيس البيت الفنى للمسرح وهشام فرج وكيل وزارة الثقافة للأمن ومحمد عبد الحافظ ناصف رئيس إقليم شرق الدلتا، لمسرح المنصورة، للوقوف على حجم الضرر الذى لحقه جراء التفجير الإرهابى الذى وقع بجواره وأثر على مبنى المسرح ومبنى مديرية أمن الدقهلية وعدد من المبانى المجاورة وتضرر قاعات الأفراح والأبراج السكنية المقابلة لنهر النيل ومقهى اندريا وكنيسة الأرمن كاثوليك ومسجد الصالح أيوب، وتسبب فى استشهاد وإصابة العديد من رجال الشرطة والمدنيين، بدأت الجولة بتفقد المسرح أعقبها زيارة الوزير ومرافقيه للمصابين فى مستشفى السلام الدولى ومستشفى الطوارئ حيث اطمئنوا على حالة المصابين واستمعوا إلى شهادات المصابين حول الحادث، وكذلك زيارة إلى قصر ثقافة المنصورة. أعقب ذلك مؤتمر صحفى فى مبنى محافظة الدقهلية بحضور صابر والشوادفى وفى بداية المؤتمر شكر الأطباء بالمنصورة الذين هرعوا إلى المستشفيات بدون تكليف ليقوموا بدورهم فى إنقاذ المصابين واستشهد أكثر من 16 شخصًا بين مجندين ومدنيين داعيا لهم بالشهادة والرحمة ، كما أكد عرب ضرورة ترك الدولة للقيام بدورها ولا يجب أن يقوم المجتمع بنفسه بالقصاص وإعضاء القانون ومؤسسات الدولة من شرطة ونيابة وقضاء أدوراهم ليقتصوا من الذين سلبوا حقوق الآخرين وروعوا المواطنين،مناشدًا المواطنين بالهدوء لأنه لن يفلت أحد من العقاب. وأضاف صابر أن المسرح القومى بالمنصورة من أقدم المؤسسات الثقافية فى مصر حيث شيد مع دار الأوبرا المصرية عام 1869 ثم خضع لأعمال الترميم فى 1902، مؤكدا أن وزارة الثقافة فى الآونة الأخيرة كانت بصدد الانتهاء من مشاريع كبيرة هى المسرح القومى فى العتبة ومسرح طنطاوالمنصورة ومسرح الأنفوشى فى الإسكندرية، وبالتواصل مع مسئولى وزارة التخطيط طلبوا البدء فى مشروعين وهما المسرح القومى بالعتبة ومسرح طنطا مع تأجيل الأنفوشى والمنصورة للموازنة الجديدة، وكانت هناك بعض الإشغالات فى مسرح المنصورة القومى من وجود بعض الإدارات الحكومية وبنك فى بعض مبانيه وكان المحافظ يحاول إخراج هذه المؤسسات من مبنى المسرح والإبقاء على الصرح الثقافى ليؤدى دوره المنوط به ولكن وقع هذا الحدث الإرهابى، والمبنى الآن تعرض لتصدع فى بعض جوانبه الأمر الذى يستوجب التدخل السريع والمباشر وبدء عمليات الترميم، مضيفًا أن هذا المسرح غنت عليه أم كلثوم وعرض عليه جورج أبيض مسرحياته، وكان أحد المنارات الكبيرة فى الدلتا، فلابد أن نحترم التاريخ والحقائق التاريخية فهذه الدولة كانت تؤسس لشيوع الفن والثقافة فى المجتمع المصرى وإنشائها لهذه المؤسسات يدل على اهتمامها بالثقافة والوعى، مؤكدا أننا نسعى للمسرح لكى يقدم عليه عروض اوبرالية وموسيقية وعروض فرق الشباب متمنيا أن تكون اعادة هذا المبنى بداية لحركة فنية مسرحية تشكليلية كبيرة فى كل الدلتا، فالمنصورة بلد لها تاريخ وذاكرة فنية وثقافية كبيرة فمنها أم كلثوم والسنباطى وبديع خيرى وكل القمم الكبيرة وما تزال الدقهلية ولادة وقادرة على أن تنجب أمثال هؤلاء الفنانين والمثقفين، مطالبًا الجميع بالذهاب إلى الاستفتاء على الدستور، وأكد عرب ضرورة أن يقوم التليفزيون المصرى بنقل أنشطة وزارة الثقافة من خلال شاشة القناة الثقافية للتواصل مع المجتمع، مشيرًا إلى التعاون مع محافظة الدقهلية لإقامة الندوات والحفلات الغنائية وغيرها من البرامج الثقافية، مضيفا أن أزمة مصر الحقيقية تكمن فى الثقافة والوعى والتعليم ومن السهل أن تبنى قصرا ولكن من الصعب أن تجد من يديره، لذلك لا توجد تنمية فى سيناء بدون أن توجد تنمية ثقافية والتواصل مع المجتمع، واعترف الوزير أن الدولة خلال ال40 عاما الماضية قصرت فى أمور كثيرة أهمها التعليم والثقافة إذ لا يمكن الفصل بينهما.