على طريقة اجتماع المتعوس و«خايب الرجا».. اجتمع فى العاصمة الماليزية «كوالا لمبور» الدكتور أيمن نور رئيس حزب غد الثورة والمقيم حاليا فى لبنان وأعضاء تحالف دعم الإخوان. الهدف من هذا الاجتماع الغريب هو تدشين حملة عنوانها «لا» لرفض دستور الانقلاب على حد تعبير الاثنين «المتاعيس وخايب الرجا»!.. أما أهم نتائج الاجتماع فهى التنسيق مع عدة جهات وجبهات فى مصر مثل مجموعة شباب ضد الانقلاب وشباب حزب مصر القوية وشباب تحالف دعم الإخوان لتنظيم أكبر عدد ممكن من التظاهرات الرافضة للدستور خلال الأيام المقبلة. ولم يتجاهل الاجتماع دراسة احتمال فشل «المتاعيس»!. و كان السؤال الذى طرحه المجتمعون هو: ماذا نفعل لو فشلت هذه التظاهرات الرافضة للدستور؟.. ماذا نفعل لو أننا فشلنا فى الحشد للتصويت ب «لا»؟.. واتفق الاثنان.. المتاعيس وخايب الرجا على الخطة البديلة.. أن يتم الخروج بعدد كبير من المظاهرات على مدار يومى 14 و15 يناير القادمين - يومى الاستفتاء - لإثارة الذعر بين الناخبين وإرهابهم لإجبار أكبر عدد من الناخبين على عدم الإدلاء بأصواتهم.. وبالطبع فإن طلاب الجامعات سيكون لهم الدور الأكبر فى قيادة الأحداث. ولم يكن المجتمعون فى حاجة إلى التصريح بأن إثارة ذعر الناخبين وإرهابهم يومى الاستفتاء لن يكون بمظاهرات سلمية، إنما بمظاهرات عنيفة ستلجأ حتما لاستخدام أدوات العنف!. ما الذى جمع المتاعيس مع خايب الرجا؟!.. ما الذى جمع أعضاء تحالف دعم الإخوان الذى يضم ما تبقى من قيادات الإخوان خارج السجون وعدد من أعضاء التنظيم الدولى للإخوان مع الدكتور أيمن نور؟! *** |أظننا نذكر أن الدكتور أيمن نور اختار بنفسه أن يعتزل الحياة السياسية ويبتعد عن المشهد السياسى بأكمله يوم 3 يوليو الماضى.. يوم عزل الرئيس السابق محمد مرسى. أظننا نذكر أيضًا أن أيمن نور كانت تربطه علاقة حميمة ووطيدة بجماعة الإخوان المسلمين وهو ما كان مثار انتقادات واسعة وجهت إليه. الحقيقة أيضًا أن اجتماع أيمن نور بأعضاء تحالف دعم الإخوان فى كوالا لمبور لم يكن أول اجتماع بين أيمن نور والإخوان. إنما سبقته عدة اجتماعات سرية لم يتمكن هو ولم تتمكن الجماعة من الحفاظ على سريتها. كل ذلك يقودنا إلى نتيجة واضحة وضوح الشمس وهى أن مستقبل أيمن نور السياسى انتهى تماما ولم تعد أمامه أية فرصة إلا أن يكون ضمن تحالف جماعة الإخوان المسلمين. هذا هو سبب احتياج أيمن نور الآن لجماعة الإخوان المسلمين وسر تحركه ناحيتهم واجتماعه معهم.. لكن لماذا يحرص الإخوان على أيمن نور؟.. لماذا يسعون إليه ويحاولون اجتذابه بقوة إلى صفوفهم رغم سقوطه شعبيا وابتعاده عن المشهد السياسى؟!.. إذا عرف السبب بطل العجب كما يقولون.. والسبب أن الولاياتالمتحدة وضعت تصورا لعودة الإخوان للمشهد السياسى فى مصر بشرط ألا يكون الرئيس من جماعة الإخوان لاستحالة قبول ذلك شعبيا.. والحل أن يأتى رئيس من خارج الجماعة وفى نفس الوقت يكون من المرضى عنه أمريكيا.. وأنسب شخص تجتمع فيه هذه الصفات هو أيمن نور.. وأنه لم يتخل حتى الآن عن حلم الرئاسة الذى تصور أنه اقترب من تحقيقه أيام مبارك!. هذا هو سر اجتماع المتاعيس وخايب الرجا!.. هذا هو سر تحالف الإخوان وأيمن نور.. والآن نعود إلى خطتهم.. خطة تفجير الدستور الجديد الذى يعلمون أن إقراره من الشعب يبعدهم كثيرا عن حلم العودة للمشهد السياسى!. *** اتفق الإخوان وأيمن نور فى «كوالا لمبور» على الحشد ب «لا» لرفض الدستور.. وفى حالة فشلهم فى الحشد فإن خطتهم البديلة هى تفجير الاستفتاء عن طريق مظاهرات عنيفة ترهب الناخبين وتدفعهم إلى عدم الذهاب إلى صناديق الاستفتاء!. ويبدو أن الإخوان أدركوا بالفعل أنهم غير قادرين على الحشد وأنهم سيخسرون أى رهان على رفض الشعب للدستور.. ولذلك اتجهوا إلى الخيار الثانى. كان الخيار أمام الإخوان واحدًا من اثنين.. إما الذهاب إلى صناديق الاقتراع والتصويت ب «لا».. وإما مقاطعة الاستفتاء.. وكان الاتفاق فى كوالا لمبور أن ينتظر الإخوان حتى يحين موعد الاستفتاء.. فإذا تأكدوا من فشلهم لجأوا للخطة البديلة مقاطعة الاستفتاء وتفجيره.. وأغلب الظن أن الإخوان لن يدخلوا فى مغامرة الحشد ب «لا». إنما سيلجأون لخطة المقاطعة والتفجير. نفهم ذلك من بيان حزب الحرية والعدالة الذى دعا فيه مؤيديه إلى مقاطعة الاستفتاء على الدستور بدعوى أن وثيقة الدستور صنعتها قلة تريد أن «تقدم أحدهم لسدة الحكم».. وجاء فى البيان أيضًا أن النظام الحالى عمد إلى تشويه دستور 2012 الذى وافق عليه الشعب بأغلبية الثلثين ويدفع المصريين فى ظل ظروف استثنائية وانفلات أمنى إلى التوقيع على الوثيقة ليتنازلوا بموجبها عن حقهم وحق أجيالهم اللاحقة فى الاختيار الحُر عن سيادتهم على أرضهم. ونفهم أكثر من تصريح محمد أبو سمرة الأمين العام للحزب الإسلامى التابع لتنظيم الجهاد والذى قال إن الاتحاد الأوروبى يضغط بشدة على تحالف دعم الشرعية الذى أسسته جماعة الإخوان المسلمين وبعض القوى والأحزاب الإسلامية للمشاركة فى الاستفتاء على مسودة الدستور والتصويت ب «لا» لإسقاط الانقلاب بصورة رسمية بدلا من المقاطعة.. إلا أن أحزاب التحالف رفضت. كل ذلك ليس له إلا معنى واحدًا أن الإخوان وإخوان الإخوان أصبحوا مدركين لفشلهم فى التأثير على الشعب للتصويت ب «لا».. والحل الوحيد هو إفشال الاستفتاء وتفجيره!. *** كل المؤشرات تؤكد أن الشعب المصرى أصبح أكثر تصميمًا على خوض معركة الاستفتاء على الدستور لإسقاط الإخوان نهائيًا.. وهذا هو مالا يقدر على إدراكه وتصوره واستيعابه الإخوان وأيمن نور وغيرهم من المتآمرين!.