فى إطار محاربة الغزو الصينى للسوق المصرى بالعديد من المنتجات ابتكر مجموعة من الفنانين والحرفيين المصريين فكرة لترويجها بالمعارض والاحتفالات و الدعاوى التسويقية المختلفة حيث كونوا مجموعة «بلدى» من 9 فنون تتخذ من الطبيعة والعمل اليدوى تحديًا فى نقطة انطلاق وتحدى إثبات هوية المنتج المصرى والرفع من قيمته الفنية و المادية «أكتوبر» التقت بهم وجودهم فى بيت السنارى الأثرى لهم ضمن احتفالية تعيد إحياء التراث المصرى . فى البداية تقول هناء يوسف المسئولة الإعلامية وفنانة الجلد الطبيعى عن (بلدى) إن المعرض يهدف إلى إحياء فنون التراث المصرى والحرف اليدوية المصرية الأصلية والحرف البيئية، ومشاركة المجتمع فى خلق جيل واعٍ مثقف يحترم الأعمال اليدوية، والتعريف بالصناعة المصرية الحرفية ومدى جدواها وما تحمله من شكل جمالى حيث يشارك فى المعرض تسعة فنانين للحرف اليدوية البيئية مثل الفنانة رشا حسنين «مصممة حلى» التى تحدثت عن أشغالها انها كلها من مواد طبيعية أهمها النحاس والأحجار الكريمة، وكذلك النحات أيمن فرغلى، المتخصص فى النحت على الحجر، والذى لم يمنعه الكرسى المتحرك من الإبداع وتشكيل لوحات إبداعية، والفنان عزت حامد البارع فى فن إعادة تدوير الخردة إلى قطع فنية تستخدم للديكور حيث يقول عنها إنها قطع فنية يطلبها زبائنه وتصنع من أى شىء حيث إن كل أشكال الخردة والبواقى من بلاستيك ومعدن العاب أطفال وأسلاك وغيره يمكن استغلاله وتطويعه فى إنتاج قطع جديدة، والفنان أحمد محسن صانع الخيامية، والفنان عبد المجيد شعراوى صانع المراكب الخشب وفنان الرسم على بيض النعام برسم الزيت مكونا لوحات فنية بديعة، والفنان سعيد للحفر على الزجاج، والفنانة هدى لفن الكروشية وأخيرا هيثم صلاح فنان خشب البامبو الذى تحدث عن نموذج لخشب البامبو واستخداماته المتعددة والاقتصادية المختلفة، مشيراً إلى أن نبات البامبو يتميز بصلابته واستخدامه فى صناعة الكراسى التقليدية التى غالبا ما يتم استيرادها من الخارج. ويضيف هيثم صلاح مصمم البامبو أن البامبو صالح للكثير من الاستخدامات غير المعتادة، حيث يصنع منه وحدات الإضاءة والأباليك والستائر وقطع الديكور والإكسسوار الحريمى، وكذلك قطع الأثاث والباركيه، كما يبتكر منها أشكال مختلفة من الفواحات والشموع العطرية والصوانى وتلك التصاميم والاستخدامات غير معروفة حيث اعتاد الجمهور أن يستخدم البامبو فى صناعة الكراسى التقليدية لذلك لا يزال ينحصر المقبلون على البامبو فى فئة معينة. مضيفا أنه لا أحد يستوعب كيف يمكن استخدام البامبو فى صناعة ستائر مثلا وهو شكل بسيط من الاستخدام يمكن تشكيله من حلقات مقطعة من البامبو أو قطع منحوته منه لذلك نحرص على الاشتراك فى المعارض وللتعريف بالبامبو المصرى مائة بالمائة لأول مرة فى مصر بعد أن كان يصدر لنا من الصين ودول أفريقيا جاهزا والذى يتمتع بمميزات مختلفة عن أى خامة أخرى تستخدم فى الديكور والإكسسوار والأثاث وتعطيه شكلا متفردًا و أنيقًا يفتخر به صاحبه و يغير من طابع أى مكان يوضع فيه هذا بخلاف ميزة الصيانة والضمان لأول مرة فى عالم الديكور والأثاث. ويضيف هيثم أن الورش المصرية تقوم الآن بعمل قطع فنية فريدة جميعا تصنع يدويًا ولا يتم تكراراها مرتين فكل قطعة لها تصميم خاص يقوم عليها فنانون محترفون فى التشكيل والابتكار، كما يسمح للعملاء بطلب تصميماتهم الخاصة لأى قطعة وبأى استخدام قد يصل لصناعة غرف كاملة من البامبو، لذلك نتعامل كثيرا بالتعاقد مع شركات ديكور بطلبات متميزة ديكورات وأثاث فريد ولا يقتصر الأمر على ذلك حيث أن لتلك القطع فترة ضمان وصيانة متاحة فى أى وقت لا عادة الدهان أو المعالجة أو الإصلاح فهى ليست كالخشب الذى يسهل على أى نجار أن يقوم بإصلاحه لتوافر الخشب وسهولة التعامل معه، فكل قطعة يتم تشكيلها أو نحتها أو حفرها تمر أو لا بعدة مراحل شاقة من العمل فبداية تأتى أعواد البامبو طويلة جدا قد تصل ل 7 أمتار تتم معالجتها كيميائيا برشها و تسخينها لحمايتها من التسوس و التأثر بالعوامل المحيطة ثم تأتى خطوة التقطيع والتشكيل بناء على التصميمات المعدة مسبقا، لذلك وبعد أن تترك للفنانين للرسم والنحت الذى يتم بحذر شديد، لأن خامة البامبو تحتاج لذكاء فى التعامل أثناء تقطيعها والحفر عليها فإلى جانب أنها حادة على أيدى الفنان ومؤذية فهى مجوفة وسهلة التكسير والتحطيم باستخدامها مع آلات القطع بعد ذلك تأتى مراحل السنفرة والدهان المختلف لحمايته من التأثر بالمياه وتلوينه أو رشه بالدهان. أما عن قطع الأثاث فيقول هيثم إنه من الصعب إنتاج قطع كاملة من البامبو لأنها تكلف بذلك مبالغ كبيرة إنما يتم الاعتماد مبدئياً على الخشب ثم تطعيمه و تزيينه بالبامبو. أما اللوح الباركيه خاصة فتتم بالكامل من البامبو وهى لها فؤائد كبيرة لصحة الإنسان بخلاف الحماية من الرطوبة وقتل الجراثيم بسبب علاجها الكيميائى فهى تمتص الطاقة السالبة فى مكانها كما تتمتع ألواح البامبو بصلابة توصف بفولاذ الخشب، لأن كثافته أعلى من كثافة الخشب العادى بكل أنواعه.