وأخيرا .. وبعد أن استمر حديث التغيير لشهور أعلن الرئيس عمر البشير الأحد الماضى التشكيل الحكومى الجديد، التعديلات الجديدة شملت طاقم الرئاسة أيضًا، فقد خرج النائب الأول للرئيس على عثمان طه، ونائب الرئيس الحاج آدم، ومساعده نافع على نافع، كما أقيل رئيس البرلمان أحمد إبراهيم الطاهر. وقد تولى الفريق أول ركن بكرى حسن صالح منصب النائب الأول للبشير. وذكرت مصادر أن البشير اختار إلى جواره بكرى صالح، وهو موضع ثقته وظل مرافقًا له منذ عملهما فى سلاح المظلات فى الجيش، كما أنه عضو مجلس «ثورة الإنقاذ الوطنى» الوحيد المتبقى من الأعضاء ال 15 للمجلس الذى تسلم السلطة عام 1989 ويعد خروج كل من طه ونافع والجاز وعبد الحليم المتعافى وأمين حسن عمر وهم الرجال الذين صنعوا الإنقاذ مع البشير دفعة واحدة من أكبر مفاجآت التشكيل الوزارى. وكان البشير قد أجرى آخر تعديل فى الحكومة فى ديسمبر 2011 عقب انفصال جنوب السودان، وألف حكومة من 31 وزيرًا، شارك فيها «الحزب الاتحادى الديمقراطى» برئاسة محمد عثمان الميرغنى ومجموعات صغيرة أخرى. وأوضح نائب رئيس الحزب الحاكم نافع على نافع أن الوزارات التى يشغلها شركاء من أحزاب أخرى لم يتم البت فيها وهى متروكة لتقدير تلك الأحزاب فى تغيير وزرائها أو الإبقاء عليهم. وأعرب تحالف المعارضة عن خيبة أمله فى الحكومة الجديدة، وأكد الناطق باسم التحالف كمال عمر فى تصريحات صحفية أن تشكيلة الحكومة قضت على أى أمل بالتغيير وأنهت أى بصيص أمل للخروج من أزمات البلاد، مما سيدفع المعارضة إلى الاستمرار فى خطتها لإحاطة نظام البشير. وتدعو المعارضة إلى إسقاط نظام الحكم أو تفكيكه، وإقامة نظام بديل على أنقاضه، على الرغم من إمكانية قبولها لحكومة انتقالية بمشاركة الحزب الحاكم تعد لانتخابات حرة نزيهة، وتعقد مؤتمرًا دستوريًا يضع حدًا لمشكلات الحكم فى السودان وقلل حزب الأمة بزعامة الصادق المهدى من أهمية التغييرات الحكومية واعتبرها «إجراءات زخرفية لا تسمن ولا تغنى من جوع». وأكد فى بيان له أن البلاد «على شفا هاوية ولا خلاص لها إلا ببرنامج قومى يحقق سلامًا عادلًا، ويضع دستورًا ديمقراطيًا عن طريق حكومة انتقالية يقودها رئيس وفاقى». وفى تصريح لإبراهيم غندور المساعد الجديد للرئيس، إن الحكومة ستقود حوارًا مع القوى السياسية وستمضى فى خطوات للإصلاح، مؤكدًا أن التغييرات لم تؤد إلى خلافات بين قادة الحكم. وأرجع عضو «حركة الإصلاح الآن» التى تكونت من آخر المنشقين عن حزب الرئيس البشير، أسامة توفيق تلك القرارات إلى رغبة الرئيس فى التجديد لنفسه لدورة رئاسية مقبلة، لذا أزاح كل المنافسين المحتملين عن طريقه.