مع تسارع وتيرة الدفع بانعقاد مؤتمر «جنيف 2» بحث الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى تطورات الموقف وتشكيل وفد المعارضة للمؤتمر، كما رحبت وزارة الخارجية المصرية بانعقاد المؤتمر خلال استقبال وزير الخارجية المصرى نبيل فهمى لرئيس الائتلاف أحمد الجربا. وفى تطور جديد، طالب الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية الجامعة العربية بشغل مقعد سوريا فى الجامعة العربية، خاصة بعد تشكيل الحكومة المؤقتة، وقال أحمد الجربا رئيس الائتلاف فى تصريحات للصحفيين عقب لقائه مع الأمين العام للجامعة العربية إنه سيتم توجيه خطاب رسمى من الحكومة المؤقتة خلال الأيام المقبلة للجامعة العربية لشغل مقعد سوريا الشاغر بعد تشكيل الحكومة المؤقتة، وذلك وفق قرار الجامعة العربية الذى اشترط من المعارضة تشكيل حكومة لشغل المقعد. وأضاف الجربا أن مباحثاته مع الدكتور نبيل العربى تناولت تطورات الأوضاع فى سوريا فى ضوء إعلان الأممالمتحدة عن تحديد يوم 22 يناير المقبل موعدًا لعقد مؤتمر جنيف الثانى، معلنا أنه اتفق مع الأمين العام للجامعة العربية على عقد مؤتمر تشاورى خلال شهر من الآن بالجامعة العربية للمعارضة السورية يدعو إليه الائتلاف. وردا على سؤال بشأن مطالب الائتلاف للمشاركة فى «جنيف 2» قال الجربا: إن الاجتماع الأخير للهيئة العامة للائتلاف تم خلاله الاتفاق على رؤية مشتركة سيتم الذهاب بها إلى جنيف2، موضحا أن هذه الرؤية تقوم على أنه ليس للأسد أى دور فى المرحلة الانتقالية ، فهذه مسألة ثابتة ومسلم بها ، كما أن هناك توافقا بين الائتلاف والدول المعنية بالأزمة على ضرورة وجود ممرات إنسانية آمنة ودائمة فى المناطق المحاصرة فى سوريا، خاصة فى دمشق وريفها وحمص وبعض المناطق الأخرى التى تواجه مأساة إنسانية كبيرة ومحاصرة بشكل كامل، فهذا موضوع إنسانى يجب أن يكون خارج التداول السياسى. وطالب الجربا بفتح هذه الممرات الإنسانية بأسرع وقت ممكن، معبرا عن اعتقاده بأنه ليس من المفيد الجلوس مع نظام يمنع الغذاء والدواء عن شعبه، كما أن هناك معتقلات ومعتقلين وأطفالا فى السجون أخذوا كرهائن ليس لهم أى علاقة بالسياسة أو بالثورة إلا أنهم أقارب لأحد الثوار أو المعارضين، مطالبا بضرورة إطلاق سراحهم كأحد بنود رؤية الائتلاف للذهاب إلى جنيف2، موضحًا أن المعارضة السورية ستذهب بوفد موحد إلى جنيف. وفى تعليقه على إعلان الجيش السورى الحر عدم مشاركته فى «جنيف2» قال الجربا إن الجيش السورى الحر هو ذراع الثورة السورية ويمكن أن يكون له ممثل أو اثنان لكن إذا قررنا الذهاب فإننا سنكون المظلة السياسية له. وردا على سؤال حول طلب الأخضر الإبراهيمى من المعارضة والحكومة وقف إطلاق النار قبل الذهاب إلى جنيف 2، قال الجربا إن هذا الكلام لم يتم التوافق عليه ولم يحدث، وخلال لقائنا بالإبراهيمى فى نيويورك لم يكن هذا الطلب موجودا. وحول موقف الائتلاف من مشاركة إيران فى مؤتمر «جنيف2» قال: إن إيران دولة محتلة لسوريا وقتلت الكثير من أبناء الشعب السورى، وطالبنا بأن تسحب حرسها الثورى وتطلب من حزب الله الانسحاب من سوريا لأنهم أضروا كثيرا بفرص إحراز أى إصلاح أو تقدم فى العملية السياسية، مؤكدا أنه حتى يتم إحراز تقدم فى هذه العملية فيجب سحب هذه الميليشيات الأجنبية وعلى رأسها الحرس الثورى الإيرانى وحزب الله والميليشيات العراقية المتطرفة. وحول وجود ارتباط بين الاتفاق المرحلى بين إيران والقوى الكبرى حول ملفها النووى وتحديد موعد «جنيف 2»، قال: لا أعتقد أن هناك ارتباطا بينهما، فالموضوع السورى كان محيدا عن المفاوضات بين إيران والقوى الكبرى. واتهم النظام السورى بعدم وجود رغبة جدية لديه للذهاب إلى «جنيف 2»، وقال إنه قرر الذهاب إلى هذا المؤتمر تحت الضغط الروسى، ورأى الجربا أن المصلحة فى إحراز تقدم هى أن يقبل النظام السورى بما تضمنته وثيقة جنيف الأولى وهذا بدوره سيكون مفيدا لنا كمعارضة. وكان الائتلاف المعارض قد أصدر بيانا يؤكد أن موعد انعقاد مؤتمر «جنيف2» فى 22 يناير 2014 سيكون موضوعه الأساسى تطبيق بنود بيان «جنيف1» كاملة، بدءاً بالوصول إلى اتفاق حول تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، بما فيها الصلاحيات التنفيذية على الجيش والشرطة والأمن وأجهزة المخابرات فى سوريا، بكل إيجابية، ويعرب عن التزامه الراسخ بأهداف الثورة وبتحقيق تطلعات الشعب السورى إلى الحرية والديمقراطية. وأكد الائتلاف، بصفته الممثل الشرعى للشعب السورى، أن الانتقال من الاستبداد إلى الحرية والديمقراطية هو من أجل جميع السوريين بجميع أطيافهم دون أى تمييز أو تَمَيز، كما يؤكد التزامه المطلق بأن هيئة الحكم الانتقالية لا يمكن أن يشارك فيها بشار الأسد أو أى من المجرمين المسئولين عن قتل الشعب السورى، كما لا يمكن لهم القيام بأى دور فى مستقبل سوريا السياسى.