لا بد أن نعترف بأن فى أجهزة الدولة الآن من يعمل فى مصلحة الإخوان ولا أكون مبالغًا إذا قلت إنهم من الإخوان.. أنا لا أتحدث عن موظف فى مجلس محلى فى قرية نائية أو صراف فى بنك حكومى يتعمد تعطيل صرف شيكات رواتب عمال بسطاء أو سائق أتوبيس يقف فى وسط الطريق لتعطيل المرور.. أو.. أو. هذه نماذج تافهة ومكشوفة وسوف تنتهى لكن الخطر أن يكون من بين صانعى القرار من يتعمد غض الطرف عن أحداث يومية قد تكون اهمالا أو تسيبا أو ترهلا قل ما شئت من المترادفات، ما دامت لا ترقى إلى عبارات الجريمة والفساد. يا سادة إن الاهمال المتعمد أخطر أنواع الجرائم – والمثل المصرى القديم يقول: (بيت المهمل يخرب قبل بيت الظالم).. أنا لن أقف طويلا أمام الحوادث البشعة التى حدثت فى الأيام القليلة الماضية فقد شبعنا وتشبعنا حزنا رغم علمنا أن لطم الخدود وشق الجيوب لن يصل بنا الى شىء ولن يحيى قتيلا أو ينقذ مصابا.. لكن هى العادة عندنا أن نحتفل بالكوارث على طريقتنا المتفردة! وكأننا نفرغ شحنات الغضب باستجلاب المزيد من الحزن، أو العكس نستجلب الحزن لنصل الى الغضب. *** إن أخطر ما فى أحداث الأسبوع الأسود الذى انقضى هو ذلك الفخ الذى نصبه الإخوان وأعوانهم من المقربين لهم عند صانع القرار فى مصر عندما كشفوا عن أن هناك وثيقة تهدف إلى إنهاء الأزمة بين الدولة والاخوان؟ هكذا وضع هؤلاء الدولة فى كفة والاخوان فى كفة.. أليس هذا هراء يصل إلى حد السفه أن تختصر الدولة فى كيان متأزم مع جماعة إرهابية.. أن تنزل مصر من عليائها بتاريخها وأرضها وشعبها إلى منحدر آسن خسيس صنعته جماعة إرهابية لا ترى فى مصر وطنا بل تراه مركزًا إرهابيًّا تنطلق منه نحو تحقيق أوهام لفكر مريض. وعندما تروج بعض المنابر الإعلامية ذات النوايا السيئة المغلفة بمعسول الكلام وتضع السم فى العسل وتكرر عبارات، مثل الخروج من النفق المظلم.. تحقيق السلام الاجتماعى.. المصالحة بين طوائف الشعب. يا الله.. ما هذا.. عن أى نفق مظلم يتحدثون عن أى مصالحة يروجون ويهللون أى سلام اجتماعى يقصدون عن أى طوائف يلمحون. إن ما طرحته الجماعة الإرهابية فى تلك المسودة أو الوثيقة أو البيان سمه ما شئت.. ما هو إلا فخ من فخاخ الإرهاب الإخوانى الذى حفظناه عن ظهر قلب، فكل ما ورد فى هذه الأطروحة الإرهابية يعكس النوايا المكشوفة والمفضوحة التى لا تنطلى على أحد.. هذا الطرح الأسود الكريه الذى طفح من تلك المسودة لن يحرك شيئًا لا فى مصر ولا خارج مصر، لأن العالم كله بات يعلم علم اليقين أن مصر ليست فى أزمة بالمفهوم السياسى وإنما هى فى خضم عمليات تنظيف لبؤر إجرامية إرهابية بصحيح العبارة وصدقها. *** إن الذى يدعو الى الجلوس والتفاوض مع جماعة إرهابية إنما يدعو إلى إسقاط الدولة وإحراج مؤسساتها الفاعلة القوية التى نفخر بها فى الجيش والشرطة، إن لم يكن يسعى الى اسقاطهم.. إن كل من يدعو الى توريط الوطن فى فخ الاخوان المكشوف.. هو بصريح العبارة مجرم وخائن.. كيف يدعو هؤلاء الى تضخيم دور جماعة ارهابية وتعلية وضعها الإجرامى ليتساوى مع رأس الدولة؟.. تلك الدولة التى صنعها الشعب بعد ثورة 30 يونيو.. كيف يعلى هؤلاء من شأن جماعة ارهابية ارتكبت أبشع الجرائم فى حق الشعب ومؤسساته القومية من قتل وحرق وتخريب وتدمير وتآمر؟ كيف نأمن لمن استقوى على الدولة بالخارج وتخابر مع جهات وقوى اجنبية بهدف الإضرار بمصالح الوطن والشعب؟ كل هذا ويبحثون عن مصالحة؟! هذا عبث وجنون.. جماعة ارهابية فقدت العقل والأهلية ومن تعاون معهم قد فقد الوطنية! *** إن مصر تسير الآن فى طريقها الصحيح نحو تحقيق خارطة الطريق .. الدستور قارب على الانتهاء وتم رفع حالة الطوارئ والاقتصاد يتعافى والشعب يتكاتف لحماية مكتسبات ثورته. ولو أن هناك مأخذًا على حكومة الدكتور الببلاوى فإن هذا لا ينفى أن لتلك الحكومة انجازات وان نصف وزرائها يعملون بجد وتفانٍ ، أما النصف الاخر فلا ننظر إليه الآن ؟ . إننا نتطلع إلى نصف الكوب الملئان.