على أنغام الآلات الشعبية والكورال تم افتتاح «ملتقى قصر الإبداع الأول للفن التشكيلى» بقصر الإبداع الفنى بمدينة السادس من أكتوبر والذى نظمته الإدارة المركزية للبحوث والدراسات بالهيئة العامة لقصور الثقافة. ولم يكن ملتقى الإبداع مجرد اسم جذاب لمعرض فنى يضم عددا من الفنانين بل كان وصفا دقيقا لحالة المعرض، حيث شاهد الحاضرون إبداعات فنية جذابة تنوعت بين الفن التشكيلى والتصوير الفنى والتصوير الفوتوغرافى والنحت والرسم على الزجاج والعديد من الأشكال الفنية الأخرى. وأيضا العديد من العروض الفنية و الموسيقية لفرقة النيل للآلات الشعبية وفرقة الشرفا وفرقة كورال التذوق الفنى بسيدى جابر بالإسكندرية. افتتح الملتقى سعد عبد الرحمن رئيس مجلس إدارة الهيئة والشاعر مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث بالهيئة العامة لقصور الثقافة ورئيسها السابق د.أحمد الأبحر والدكتور كمال محجوب رئيس مجلس إدارة دار المعارف ومجلة أكتوبر والأستاذ أحمد شاهين رئيس تحريرمجلة أكتوبر والإعلامى سالم الشربينى مدير عام القصور المتخصصة بهيئة قصور الثقافة والفنانة ماجدة صقر المشرف العام على أتوبيس الفن الجميل، وأيضا المايسترو محمود أبو زيد قائد ومدرب فرقة كورال قصر التذوق ونخبة كبيرة من رجال الفن والثقافة والإعلام. شاركت «أكتوبر» فى هذا العرض من خلال فنانى التصوير بالمجلة محمد حنفى وخالد بسيونى اللذين أبهرا الحضور بمستوى تصوير فنى ذى صبغة عالمية وسط مشاركة كبار فنانى التصوير فى مصر مثل الفنان العالمى كمال داود صاحب الحضور اللافت فى المعارض الفنية العالمية والذى اثنى على فنانى «أكتوبر» وقال «إنهم أبنائى». وعن الملتقى قال الإعلامى سالم الشربينى مدير عام القصور المتخصصة بهيئة قصور الثقافة «تنبع فكرة الملتقى الأول للفن التشكيلى من رسالة الهيئة فى نشر الوعى فى المجتمع من خلال الفنان الملتحم بقضايا وطنه» ؛حيث جمع المعرض جسور التواصل بين أجيال مختلفة تنوعت ما بين جيل العمالقة مثل الفنان الكبير طه حسين مؤسس الثقافة الجماهيرية ورئيسها الأسبق، وكذلك الفنان عبد المنعم واصل والفنان محمد أباظة وجيل الوسط والشباب؛ لإحداث نوع من التواصل والحوار المستمر بين المبدعين وأبناء المجتمع من أجل تحقيق السلام الاجتماعى، وهذا دورنا ونحن حريصين عليه فى مثل هذه الظروف الراهنة التى تمر بها البلاد. وشارك بالمعرض عدد من الشباب والأطفال من خلال ورش العمل التى يقيمها القصر، عن الاهتمام بالأطفال قال: لدينا قوافل تجوب المدارس لكى ترشد السلوك وتصحح المفاهيم وترتفع بالذوق الفنى للتلاميذ وذلك من خلال مجموعة القصورالمتخصصةوعددها(11)قصرا التى تحمل رسالة ثقافية هدفها ان يكون للثقافة والفنون دور فى التعريف بالحقوق والواجبات وتهتم بأن تخلق فى الطفل قائدا يعى قضايا مجتمعه ويحرص على العمل الجماعى بالريشة والقلم من خلال مشاركته مع أجيال العمالقة والفنانين المبدعين الكبار. أما الشاعر مسعود شومان رئيس الادارة المركزية للدراسات والبحوث فأكد أن هذا الملتقى يأتى كنوع من الالتقاء الفنى بين تيارات فنية متعددة مثل التصوير والحرف التقليدية والفنون التشكيلية، وأعمال الخزف والنحت تتعانق وتتجاور تحمل أسماء لامعة وأسماء شابة فتعكس كل الآراء والتوجهات والأعمار كنوع من الحراك الفنى الذى نحتاج إليه جميعا وبشدة. فدائما ما أقول إن مشاكلنا ليست مشاكل أمنية أو سياسية دائما لكن مشكلتنا الرئيسية هى مشكلة وعى؛ وهذا الوعى هو الذى يصنع الثقافة. وأضاف: هناك اتجاه لتكرار هذه التجربة لذلك جاء اسم الملتقى يحمل كلمة «الأول» كخطوة أولى نحو استعادة القصر لدوره المفقود، حيث نعمل على إثراء القصر بالندوات التثقيفية والورش الفنية التى تعلم الناس الفنون والمهارات. وقال: الدكتور سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة: إننى أشد الناس سعادة بهذا الملتقى حيث أعاد للقصر حيويته وحقق منه الغاية فعندما استلمت هذا القصر كان «خرابة» وبفضل الله استطعنا أن ننجز العمل فيه فى وقت قياسى واستطاع محمد رفاعى مدير القصر أن يستقطب فنانين كبار فى الفن التشكيلى والنحت والتصوير مثل كمال داود الذى يعتبر شيخ المصورين الصحفيين وفنانى أكتوبر خالد بسيونى ومحمد حنفى وآخرين أبهرتنى اعمالهم الفنية. وعن رأيها فى الملتقى قالت الفنانة ماجدة صقر المشرف العام على «أتوبيس الفن الجميل» إن المعرض كان شديد التميز، فالأعمال كانت على مستوى متفوق وأعجبنى بشدة تواصل أجيال مختلفة وتنوع الألوان والطرق الفنية والحفل الموسيقى كان رائعا وراقيا؛ وأتمنى أن تستمر مشاركة الاطفال فى مثل هذه المعارض ولو بالرؤية فقط؛ لأن هذه المعارض تفيد الطفل بصريا وفكريا وتفتح ذهنه للإدراك والوعى. ومن الفنانين المشاركين التقينا الفنان صابر طه والذى عبر عن مشاركته بالمعرض قائلا: شاركت بجدارية رسمتها بطريقة ال(ترومبولوى) وهى طريقة تصويرية بدأت فى أوروبا وإسبانيا وأضفت إليها تقنية قائمة على الخداع البصرى المعتمد على الرسم الهندسى والمقاييس الهندسية وتوزيع الظل والضوء بحيث تبدو وكأنها ثلاثية الأبعاد أو مجسمة. أما الفنان سامى كشك فشارك بلوحات خشبية منحوتة قال عنها: هذه اللوحات تعبر عن البيئة المصرية القديمة التى عشقتها ودرستها بشكل أكاديمى وأقوم بالرسم والنحت فوق الخشب واستخدام ألوان طبيعية تتناسب مع الخشب وأستخدم نفس العناصر التى كان يستخدمها المصرى القديم ولكن بشكل معاصر.