تحدثت جميع صحف العالم عن بطولاته، وسجلته الموسوعات الحربية كأشهر صائد دبابات فى العالم.. كان نموذجًا للمقاتل العنيد الشجاع الذى أذاق عدوه مرارة الهزيمة، إنه المجند المصرى محمد عبد العاطى عطية شرف، الملقب ب « صائد الدبابات»، بعد أن دمر بمفرده نحو 30 دبابة ومدرعة إسرائيلية فى حرب أكتوبر 1973، وكان أول فرد فى مجموعته يعبر خط برليف. هناك فى قرية شيبة قش بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، 15 من ديسمبر 1950، يقول عبدالعاطى فى مذكراته: التحقت بسلاح الصاعقة، ثم انتقلت إلى سلاح المدفعية، لأبدأ مرحلة جديدة من أسعد مراحل عمرى بالتخصص فى الصواريخ المضادة للدبابات، وبالتحديد فى الصاروخ «هوك» الذى كان وقتها من أحدث الصواريخ المضادة للدبابات التى وصلت للجيش المصري، وكان يصل مداه إلى 3 كيلومترات، وكان له قوة تدميرية هائلة. ويقول عبد العاطى فى مذكراته: كنت أتطلع إلى اليوم الذى نرد فيه لمصر ولقواتنا المسلحة كرامتها وكنت رقيب أول السرية وكانت مهمتنا تأمين القوات المترجلة واحتلال رأس الكوبرى وتأمينها حتى مسافة 3 كيلو مترات. وأضاف عبدالعاطى أنه انتابته موجة قلق فى بداية الحرب فأخذ يتلو بعض الآيات من القرآن الكريم، وكتب فى مذكراته أن يوم 8 أكتوبر 1973 كان من أهم أيام اللواء 112 مشاة وكانت البداية الحقيقية عندما أطلق صاروخه على أول دبابة وتمكن من إصابتها. يقول عبدالعاطى الذى توفى فى 9 ديسمبر عام 2001: سمعنا عن تحرك اللواء 190 مدرعات الإسرائيلية وبصحبته مجموعة من القوات الضاربة والاحتياطى الإسرائيلى، وعلى الفور قرر العميد عادل يسرى الدفع بأربع قوات من القناصة وكنت أول صفوف هذه القوات، وبعد ذلك فوجئنا بأننا محاصرون تمامًا، فنزلنا إلى منخفض تحيط به المرتفعات من كل جانب، ولم يكن أمامنا سوى النصر أو الاستسلام ونصبنا صواريخنا على أقصى زاوية ارتفاع، وأطلقت أول صاروخ مضاد للدبابات وأصابها فعلا وبعد ذلك توالى زملائى فى ضرب الدبابات واحدة تلو الأخرى، حتى دمرنا كل مدرعات اللواء 190 عدًا 16 دبابة تقريبًا حاولت الهرب، فلم تنجح وأصيب الإسرائيليون بالجنون والذهول وحاولت مجنزرة إسرائيلية بها قوات كوماندوز الالتفاف وتدمير مواقع جنودنا إلا أننى تلقفتها ودمرتها بمن فيها وفى نهاية اليوم بلغت حصيلة ما دمرته عند العدو 27 دبابة و3 مجنزرات إسرائيلية. عبدالعاطى، الذى حصل على نجمة سيناء من الطبقة الثانية، كان أول فرد من مجموعته يتسلق الساتر الترابى خط بارليف، يوم السادس من أكتوبر، ويعتبر عبد العاطى يوم 8 أكتوبر يومًا مجيدًا للواء 112 مشاة وللكتيبة 35 مقذوفات وله هو على المستوى الشخصي، حيث قام بإطلاق أول صاروخ والتحكم فيه بدقة شديدة حتى لا يصطدم بالجبل، ونجح فى إصابة الدبابة الأولى، وبلغ رصيده فى ذلك اليوم تدمير 7 دبابات فى نصف ساعة، ومع تلك الخسائر الضخمة قررت القوات الإسرائيلية الانسحاب واحتلت القوات المصرية قمة الجبل وأعلى التبة، وبعدها اختاره العميد عادل يسرى ضمن أفراد مركز قيادته فى الميدان، التى تكشف أكثر من 30 كيلومترًا أمامها. وعلى مدار الأيام التالية دمر عددًا كبيرًا من الدبابات آخرها فى يوم 18 أكتوبر، دمر دبابتين وعربة مجنزرة ليصبح رصيده 27 دبابة و3 مجنزرات.