فى سنة 1985م كان بنيامين نتنياهو سفيرا للكيان الصهيونى بالأمم المتحدة.. وفى خطابه أمام الجمعية العامة تحدث عن دور الأيديولوجية المسيحية الصهيونية، التى تبلورت فى إطار اللاهوت البروتستانتى الإنجيلى، والتى صهينت المسيحية، وسعت إلى تهويد فلسطين، متحالفة فى ذلك مع الصهيونية اليهودية «والتى سيطرت على فكر صانع القرار الغربى فى الدول الإمبريالية الغربية.. تحدث بنيامين نتنياهو عن هذه المسيحية الصهيونية، وعن دورها فى إقامة الكيان الصهيونى على أرض فلسطين، فقال: «إن كتابات المسيحيين الصهيونيين -الانجليز والأمريكان- أثرت بصورة مباشرة على تفكير قادة تاريخيين، مثل «لويد جورج» (1863-1945م) و «آرثر بلفور» (1848-1930م) و «درو ويلسون» (1856-1924م) فى مطلع القرن العشرين إن حلم اللقاء العظيم -(عودة المسيح) أضاء شعلة خيال هؤلاء الرجال، الذين لعبوا دورا رئيسيا فى إرساء القواعد السياسية والدولية لإحباء الدولة اليهودية، لقد تفجر الحلم اليهودى من خلال المسيحيين الصهيونيين. نعم.. «لقد تفجر الحلم اليهودى من خلال المسيحيين الصهيونيين.. ولا يزال هذا الموقف المسيحى الصهيونى الداعم للصهيونية اليهودية قائما حتى هذه اللحظات.. فالغزو الأمريكى للعراق سنة 2003م، الذى قاده اليمين الدينى الإنجيلى بزعامة «بوش الصغير» وقفت وراءه المسيحية الصهيونية.. وعبر عن ذلك القس الأمريكى «ديفيد بريكز» فقال: «إننا نعرف أن تدمير بابل -الذى ورد فى الإصحاح 18 من سفر إشعيا- يعنى تدمير العراق»!.. وبعبارة القس الأمريكى «تشار لزداير» -أستاذ اللاهوت فى جامعة «دالس» -: «إن إصحاح إشعيا 13 يشير إلى قيام صدام حسين، وغزوه للكويت، وذلك لإقامة قاعدة للهجوم على إسرائيل، فصدام هو خليفة «بنو خذ نصر» (605-512ق.م) الذى هزم الإسرائيليين وسباهم إلى بابل ودمر الهيكل.. وذلك بسبب عداء صدام لإسرائيل، وبسبب نواياه لإعادة بناء بابل».. وانطلاقاً من أيديولوجية المسيحية الصهيونية، قرر الكونجرس الأمريكى - فى 24 أكتوبر 1995م اعتبار القدس عاصمة بداية لإسرائيل، لأنها -كما قالوا: «الوطن الروحى لليهودية».. وأعلن الرئيس الأمريكى «بوش الصغير» فى الذكرى الستين لقيام إسرائيل فى مايو سنة2008م أن إسرائيل ليست سبعة ملايين، وإنما هى207.000.000 - لأن أمريكا هى جزء من إسرائيل!! ولقد لحق الفاتيكان بهذه «المسيحية الصهيونية»، فأعلن بمناسبة «سنة الفداء» فى 20-4-1984م أن القدس هى «شعار الوطن اليهودى»!.. وتحدث فى المعاهدة التى عقدها مع الكيان الصهيونى فى31-12-1993م - عن «العلاقة الفريدة بين الكاثوليكية والشعب اليهودى»!! هكذا تصهينت المسيحية الغربية، منذ «مارتن لوثر».. وهكذا فجرت هذه المسيحية الصهيونية كما قال -نتنياهو- الحلم اليهودى كيانا استعماريا استيطانيا على أرض فلسطين!