تكررت خلال السنوات الأخيرة واقعة تسلق أطفال وأفراد أسوار مطار القاهرة الدولى ومحاولتهم صعود الطائرات لحظات تجهيزها للطيران أحدثها كانت منذ ايام عندما تسلق طفل فى الثامنة من عمره أسوار المطار محاولاً الصعود على طائرة الخطوط القطرية المتجهة إلى الدوحة اثناء إعداد الطائرة للإقلاع إلا ان رجال تامين ممر الطائرة تمكنوا من ضبط الطفل قبل صعوده الطائرة ، الغريب فى الأمر ان الطفل لم يجد صعوبة فى محاولته الدخول الى ارض مهبط الطائرة وهى المنطقة المعروفة أمنياً بالمنطقة «المحرمة» نظرا لصعوبة دخول اى شخص هذه المنطقة إلا بتصريحات امنية عديدة وهو ما فتح العديد من التساؤلات حول عمليات تأمين المطارات المصرية فى هذه الظروف الامنية المضطربة التى تعيشها البلاد وما مدي استغلال مثل هذه الثغرات الامنية من قبل الجماعات المتطرفة فى أحداث عمليات إرهابية داخل مهبط الطائرات وهو ما قد يهدد حركة الطيران فى منطقة الشرق الأوسط بالكامل نظرا لما تمثله المطارات المصرية من نقطة محورية لربط عدد من المطارات الأوربية بمطارات القارة السمراء ذلك كله دفع عددا من خبراء تأمين المطارات بمطالبة الجهات المسئولة فى مصر عن تأمين المطارات بضرورة الاستعانة بأجهزة حديثة لعمليات التأمين الخارجية للمطارات خوفاً من استخدام هذه الثغرات فى تنفيذ أعمال إرهابية. فى البداية قال خبير تأمين المطارات ورئيس مصلحة المنافذ السابق اللواء عبدالفتاح حرب إن الأوضاع السياسية التى تمر بها البلاد الآن تفرض على المسئولين عن قطاع الطيران المدنى محاولة تغيير استراتيجيات تأمين المطارات باعتبارها منشآت حيوية موضحا أن عملية التأمين الخارجية للمطارات والتى تعتمد على النقاط الثابتة والمتحركة لعناصر التأمين لا تصلح فى هذا التوقيت وخاصة فى ظل هذا التقدم التكنولوجى الرهيب مشيرا إلى أنه كان قد تقدم وهو رئيس لمصلحة المنافذ بطلب لوزراء الطيران المتعاقبين بعد الثورة بصفتهم المسئولين عن شراء معدات تأمين المطارات يطلب منهم تكثيف عملية تأمين المطارات الخارجية من خلال وضع عدد من الكاميرات والأجهزة المتطورة على الأسوار المحيطة بالمطارات المصرية ولكن لم يجد طلبه قبولا من مسئولى الطيران فى ذلك الوقت على حد قوله متحججين أن شراء مثل هذه الأجهزة سيكلف الوزارة والمطارات مبالغ كبيرة مؤكدا ان تكلفة شراء مثل هذه الأجهزة لا يتعدى الخمسة ملايين جنيه لمطار مثل مطار القاهرة وهى تكلفة ليست بكبيرة على تأمين بوابة مصر الأولى وخاصة أن هذا الرقم لا يمثل شيئًا بالنسبة لتكلفة إنشاء المطارات وقال حرب إن مشكلة تسلق الأطفال لأسوار المطارات تكررت بشكل مخيف خلال السنوات الأخيرة. ومن جانبة، قال اللواء علاء على مدير أمن مطار القاهرة إنه بالرغم من الاعتماد على العنصر البشرى فى عمليات التأمين الخارجى لمطار القاهرة إلا انه تمت السيطرة على جميع محاولات التسلق من قبل قوات التأمين سواء المتحركة أو الثابتة الموجودة على الأسوار موضحا أن عمليات تأمين مطار القاهرة تحتاج الى الاستعانة بعدد من الأجهزة والأدوات الحديثة التى تمكن رجال الأمن من رصد أى محاولة اختراق السياج الأمنى المحيط بالمطار وأكد مدير أمن المطار أنه تم إعداد دراسة لمتطلبات عمليات تأمين الأسوار الخارجية للمطار وتقديمها إلى المهندس عبدالعزيز فاضل وزير الطيران تضمن الاستعانة بشبكة من أجهزة الرصد التلفزيونى توضع على جميع أسوار المطار مؤكداً أن الوزير استجاب لهذه المطالب ووعد بتنفيذها فى أقرب وقت ممكن على أن تقوم سلطات الأمن بالمطار بتقديم مواصفات لهذه الأجهزة والشركات المقترح الاستعانة بها فى تركيب هذه الأجهزة مضيفا أن وزير الطيران وعد أيضاً بتطوير جميع الأجهزة الشرطية بالمطار على مراحل إلى أن يتم تحديث جميع الأجهزة سواء داخل صالات السفر أو الخاصة بتأمين المناطق المحيطة بالمطار. أما اللواء جاد الكريم نصر رئيس الشركة المصرية للمطارات قال إن عملية تأمين المطارات الإقليمية تقوم بها بالكامل القوات المسلحة نظرا لأن هذه المطارات جميعها تتبع القوات المسلحة لكونها مطارات عسكرية ومدنية فى نفس الوقت ماعدا مطار شرم الشيخ فقط هو المطار المدنى الوحيد فى المطارات الإقليمية ويتم تأمينه من خلال الشركة المصرية للمطارات بالتعاون مع مصلحة تأمين المنافذ بوزارة الداخلية موضحاً انه تم إمداد القوات المعنية بتأمين المطار بعدد من العربات والمعدات لتسهيل عمليات التأمين الخارجية.