شهدت حركة النقل الجوى خلال الفترات الماضية حالة من الانخفاض الشديد ناتجة عن التوترات السياسية التى تشهدها مصر والمنطقة وهو ما تسبب فى تكبد قطاع الطيران المدنى المصرى خسائر فادحة كادت أن تؤدى ببعض شركات الطيران الخاص إلى الإفلاس بينما عانت الشركات الحكومية من أرقام الخسائر الكبيرة والتى وصلت فى شركة مصر للطيران وحدها إلى ما يتجاوز 7 مليارات جنيه. ومن جانبه قال المهندس عبدالعزيز فاضل وزير الطيران المدنى إن الخسائر التى تعرضت لها شركات الطيران المصرية هى نتيجة طبيعية فى مثل هذه الظروف الاقتصادية والسياسية غير المستقرة نظرا لأن صناعة الطيران صناعة حساسة وتتأثر بشكل سريع بمثل هذه الأوضاع موضحا أن معدل تشغيل شركة مصر للطيران انخفض 17 ? عن فترة ما قبل ثورة 30 يونيو وهو ما سبب خسائر فادحة للشركة مشيرا إلى أن انخفاض معدل الحركة 1? فقط يسبب خسائر للشركة ما يقرب من 300 مليون جنيه موضحا أنه إلى الآن لم يتم حساب الخسائر الفعلية لمصر للطيران خلال فترة ما بعد 30 يونيو مؤكدا أن خسائر الشركة طوال الثلاث سنوات الماضية بلغت 7 مليارات جنيه وتابع فاضل أن هناك عددا من الإجراءات تم اتخاذها خلال هذه الفترة للحد من هذه الخسائر أولها إنه تم الاستعانة بإحدى الشركات الاستشارية لحصر أسباب هذه الخسائر والتى تمثلت حسب تقرير هذه الشركة فى انخفاض الحركة السياحية الوافدة للبلاد مما تسبب فى ضعف حركة التشغيل بالشركة الوطنية بشكل كبير السبب الثانى ارتفاع سعر الوقود خلال المرحلة الماضية بشكل كبير وهو ما تسبب فى استدانة الشركة من وزارة البترول ب 2,4 مليار جنيه طوال السنوات الثلاث الماضية بالإضافة إلى تكبد الشركة مبالغ كبيرة فرق مرتبات الموظفين وخاصة بعد زيادتها عقب ثورة 25يناير بشكل كبيرة أما السبب الرابع فهو إن معدل استخدام طائرات الشركة قل بشكل كبير أى أن هناك 13 طائرة توقفت تماماً خلال الفترة الماضية عن الطيران وكل هذه الطائرات يتم دفع مبالغ كبيرة لها من المال كمقابل إيجار نظرا لأن هذه الطائرات تعمل بنظام الإيجار التمويلى موضحا أن كل هذه الأسباب كان لها نصيب الأسد من الخسائرالتى لحقت بمصر للطيران خلال الفترات السابقة وقال فاضل إنه على ضوء هذا التقرير تم وضع خطة لتقليل هذه الخسائر كرفع التأمين من على الطائرات المتوقفة عن الطيران وكذلك فتح باب الإجازات بدون مرتب للعاملين كما تم إيقاف بعض الخطوط التى تسبب خسائر للشركة كخط طوكيو باليابان وتم أيضا تقليل عدد رحلات خط أوزاكا إلى رحلتين أسبوعيا فقط وتخفيض خط نيويورك من 7 رحلات إلى 5 رحلات أسبوعيا هذا بالإضافة إلى عمل مناورات لطرازات الطائرات على بعض الخطوط كخط بانكوك الذى تم استبدال طائرة 777 إلى طراز أقل مثل طائرة 330 حتى يتم الحد من الخسائر الذى يحققها هذا الخط. استمرار المشروعات وأوضح وزير الطيران المدنى أنه بالرغم من هذه الظروف الذى يمر بها قطاع الطيران المصرى إلا أن الوزارة مستمرة فى تنفيذ جميع مشروعات التطوير والتحديث بجميع الشركات والمطارات رغم الظروف السياسية التى تمر بها البلاد مؤكدا أن أى توقف فى عدم استكمال هذه المشروعات سيكلف الدولة أموالا طائلة مشيرا إلى أن هذه المشروعات يتم تنفيذها بقروض دولية ومحلية وعدم الاستمرار فى التنفيذ ليس فى صالح القطاع وأضاف فاضل أن وزارته ماضية فى تحقيق هذه المشروعات التطويرية والتى تتضمن تطوير المطارات المصرية، لتواكب الزيادة المتوقعة فى عدد المسافرين جواً، وخلال الفترة المقبلة سيتم افتتاح وإنشاء ثلاث مبانى للركاب بقيمة 10 مليار دولار، الأول مبنى الركاب رقم 3 بمطار الغردقة بسعة 10 مليون راكب، وكذلك الانتهاء من مشروع مبنى الركاب رقم 2 بمطار القاهرة الدولى بسعة إجمالية تصل إلى 10 ملايين راكب، وبنفس السعة سيتم الانتهاء من مشروع مبنى الركاب الجديد بمطار شرم الشيخ، إضافة إلى تطوير مبانٍ الركاب الأخرى بالمطارات الإقليمية الأخري. وأشار فاضل إلى أن مشروع تطوير منظومة الطيران، يشمل إدخال أجهزة ملاحية متطورة لخدمة الملاحة الجوية فى الأجواء المصرية لخدمة الطيران العابر، والتى ستساعد على تحقيق وجنى أرباح كبيرة لقطاع الملاحة الجويةي، إضافة إلى إنشاء مدن جديدة حول المطارات مثل مدينة» إيرو سيتي» التى سيتم إقامتها حول مطار القاهرة على مساحة 10 ملايين متر مربع، بتكلفة تصل إلى 70 مليار دولار، تشمل إقامة فنادق ومراكز تجارية ومراكز للصناعات التكميلية الخاصة بالطيران، موضحا أن هذه المشروعات ستتيح فرص عمل كبيرة للمصريين فى قطاع الطيران الذى يضم نحو 50 ألف عامل مصرى أما فيما يخص مشروعات تحديث وتطوير مصر الطيران قال فاضل أن وزارته لديها مشروع كبير لتطوير أسطول مصر، يتضمن الاستغناء عن 17 طائرة من الطرازات القديمة واستبدالها بطائرات ذات طرازات حديثة بها بالإضافة إلى زيادة عدد طائراتها إلى 150 طائرة فى عام 2025 لتصل إلى 200 طائرة فى عام 2050. إيقاف الخسائر ومن جانبه قال الطيار حسام كمال رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران أنه تم وضع خطة للشركة تهدف إلى إيقاف نزيف الخسائر المستمرة نتيجة للأحداث السياسية تضمنت هذه الخطة تأجير عدد من طائرات الشركة المتوقفة عن الطيران نظرا لضعف حركة السفر الوافدة إلى مصر بالإضافة إلى محاولة فتح خطوط جديدة للشركة فى كل من أوربا وأفريقيا مشيرا إلى أن الشركة قامت أيضاً بتنفيذ سياسة تسعيرية جديدة لتنشيط الحركة السياحية المصرية سواء الوافدة من الخارج أم الداخلية موضحا «أنه تقرر تخفيض 20 % على الأسعار المعلنة لتذاكر السفر لجميع الرحلات على شبكة الخطوط الدولية سواء من داخل أو خارج مصر وذلك اعتباراً من أول الشهر الحالى وحتى 14 ديسمبر، و من أول فبراير المقبل وحتى 20 مارس 2014 « وأضاف كمال» إن هذه العروض على الرحلات الدولية تواكب مشاركة مصر للطيران فى التخفيضات على رحلاتها الداخلية ضمن حملة « مصر فى قلوبنا» بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة الداخلية والتى طرحت بها الشركة أسعارا غيرمسبوقة لتشجيع المصريين على زيارة المعالم السياحية فى شرم الشيخ والغردقة أما ما يخص موسم الحج قال رئيس شركة مصر للطيران إن رحلات الشركة ستقلع من خمسة مطارات هى القاهرة وبرج العرب والأقصروأسوانوالغردقة، كما أنه سيتم تطبيق رحلة المسار الواحد، حيث سيسافر نصف الحجاج إلى مطار المدينةالمنورة ويعودون إلى أرض الوطن من مطار جدة، فيما يسافر النصف الآخر إلى مطار جدة على أن تكون عودتهم للبلاد من مطار المدينةالمنورة وستكون عودة الحجاج المسافرين من مطارات الأقصروأسوانوالغردقة وبرج إلى نفس المطارات عبر مطار جدة للتيسير عليهم حتى يتمكنوا من العودة مباشرة لمحافظتهم أو المحافظات القريبة من هذه المطارات. تنشيط الحركة وأضاف اللواء جاد الكريم نصر رئيس الشركة المصرية للمطارات، أنه تم اعتماد خطة جديدة لتنشيط حركة السفر الوافدة إلى مصر وخاصة إلى مناطق الجنوب مشير إلى أن هذا الخطة ترتكز على عدة محاور أولها إعفاء جميع الرحلات الشارتر القادمة من أوروبا إلى مناطق الجنوب فى أسوانوالأقصر من رسوم المطارات التى تتمثل فى الإيواء والهبوط، والإقلاع وذلك لمدة عام حتى تستقر الأوضاع فى البلاد. بالإضافة إلى دراسة إعادة تشغيل خطوط الطيران التى تم إيقافها خلال الفترة الماضية للمساهمة فى استعادة الحركة السياحية إلى مصر. وأوضح رئيس الشركة المصرية للمطارات، أن حركة السياحة الدولية انخفضت بمعدل 50? بمطارى شرم الشيخ والغردقة نظرا للأحداث الراهنة التى تمر بها البلاد ومن المتوقع أن تستمر حركة السفر فى التراجع عن معدلاتها الطبيعية إلى منتصف الشهر المقبل وهذا مرتبط بتطور الأحداث السياسية فى البلاد متمنيا أن تتحسن الأوضاع فى مصر فى الأيام القادمة وأن تعم حالة الاستقرار الأمنى لكى تعود السياحة إلى مصر ومن ثم تعود حركة الركاب إلى معدلاتها الطبيعية وقال رضوان سلام رئيس مجلس إدارة شركة سمارت أن شركته حكومية لذا تضع فى أولوياتها تشجيع السياحة الداخلية من خلال طرح أسعار منخفضة لجميع المواطنين مشيرا إلى الشركة تقوم برحلات يومية إلى عدة مطارات إقليمية كشرم الشيخ والغردقة و أسوانوالأقصر وسانت كاترين لتنشيط السياحة فى منطقة الجنوب بسبب النقص فى أعداد الحركة السياحية فى هذه المناطق الأثرية وسوف تشمل هذه المنظومة خطوطا جوية داخلية وخارجية مدعمة وغير مدعمة وذلك طبقا لنوعية طراز الطائرة مؤكد أن عمل شركة سمارات لا يتعارض مع شركة مصر للطيران بل كلاهما يكمل الآخر لأن الهدف واحد. السياسات الخاطئة ومن جانبه قال المهندس يسرى عبدالوهاب نائب رئيس اتحاد شركات الطيران الخاصة أنه لكى يخرج قطاعا السياحة والطيران من أزمتهما الحالية فلابد من القائمين على إدارة هذه القطاعات أن يغيروا من سياستهم الخاطئة والتى تسبب فى إحداث أضرار جسيمة بهذه القطاعات مشيرا إلى أن وزارة الطيران مازالت تتعامل مع قطاع الطيران الخاص وكأنه ابن لقيط وتتحيز بشكل واضح للشركات الحكومية وهو ما قد لا يعود بالنفع على المصلحة العليا للبلاد قائلا إذا كنا جميعا نعمل من أجل هدف واحد وهو زيادة الحركة السياحية الوافدة إلى مصر وإتاحة فرص عمل جديدة يجب عدم التعامل بشكل انتقائى وأضاف أنه يجب إضافة منظومات لتطوير السفر والسياحة وعدم ترك مطار القاهرة على ذلك الوضع لأنه يعد بوابة مصر الحضارية الرئيسية وننتظر المزيد من مثل هذه الإيجابيات التى تعود بالخير على الاقتصاد المصرى، موضحاً أنه كلما زادت حركات التطوير بالمطارات كلما زادت حركة السياحة والسفر والشحن بسهولة ويسر تؤدى إلى زيادة فرص العمل.