مع الساعات الأولى من فجر يوم الأربعاء الماضى كانت القوات المكلفة بفض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة تستعد لإتمام المهمة المكلفة بها ، وكانت قوات الشرطة هى المكلفة بهذا الأمر، وتم تكليف قوات الجيش بتأمين مداخل ومخارج العاصمة، وتأمين المؤسسات الحيوية ، حرصا على منع حدوث سيناريو 28 يناير 2011 مرة ثانية. وكانت القوات المسلحة قد اتخذت عدة إجراءات منها تأمين المجرى الملاحى لقناة السويس وتأمين الحدود الجنوبيةوالغربية والشرقية والشمالية، حتى لا يستغل البعض تلك الأحداث ويقوم بأعمال إرهابية داخل حدود الدولة، كما تم تامين المنشآت الحيوية والعسكرية بالكامل، وعقب إعلان حالة الطوارئ عصر يوم الأربعاء الماضى وقرار حظر التجوال بدأت القوات المسلحة بالتعاون مع أجهزة الأمن فى تنفيذ حظر التجوال، حرصا على عودة الأمن إلى الشارع المصرى. فى البداية أكد العقيد أحمد محمد على المتحدث الرسمى باسم القوات المسلحة أنه لا صحة مطلقاً حول ما نشرته بعض المواقع ووسائل الإعلام عن مشاركة عناصر من الوحدة 777 قتال أو أى من الوحدات الخاصة التابعة للقوات المسلحة فى فض اعتصامى «رابعة العدوية - النهضة». مؤكدا أن الهدف من نشر تلك الشائعات هو محاولة من قبل بعض التيارات لتشويه صورة القوات المسلحة. أهاب المتحدث العسكرى بوسائل الاعلام بضرورة تحرى الدقة، حرصا على هذا الوطن ومقدراته، كما أهاب بجميع المواطنين بضرورة الالتزام بإجراءات حظر التجوال بمحافظات [القاهرة - الجيزة - الإسكندرية - القليوبية - السويس - البحيرة - الفيوم - بنى سويف - المنيا - أسيوط - سوهاج - شمال سيناء - جنوبسيناء - الإسماعيلية ] مع الإلتزام بعدم مخالفة الإجراءات المصاحبة والتى تتضمن الآتى: «الإلتزام بالتوقف التام عن سير الأفراد أو المركبات أو التحرك بأى وسيلة بمناطق وتوقيتات حظر التجوال، يتم الإلتزام بتنفيذ جميع التعليمات الصادرة عند المعارضة بواسطة عناصر القوات المسلحة أو الشرطة المدنية مع إظهار تحقيق الشخصية. وأكد انه عند مخالفة إجراءات حظر التجوال سيتم إتخاذ الإجراءات القانونية بمنتهى الحزم. وقال أن القوات المسلحة تهيب جميع المواطنين معاونة أفراد القوات المسلحة والشرطة المدنية فى تأدية مهامهم حتى يتحقق الأمن ويعود الاستقرار للبلاد . لا يمكن الصمت من جانبه قال اللواء حسام سويلم الخبير الاستراتيجى، إن ما حدث من فض اعتصامى رابعة والنهضة هو نهاية لتنظيم الإخوان . وأضاف «لايمكن الصمت عمن يهاجم أقسام الشرطة بالأسلحة.. فالقوانين الدولية تسمح باستخدام الذخيرة الحية ضد أى معتد ونتعجب من وزير الداخلية باستخدامه القنابل المسيلة للدموع ضد المعتدين علىالأقسام، فكان من الواجب استخدام الذخيرة الحية ضدهم». وتابع سويلم: «حظر التجول جزء من حالة الطوارئ ويجب احترامه ولابد من عقوبة كل من يخالفه بالسجن، ولابد من تنفيذ قرار الحظر بالقوة لعودة هيبة الدولة». ?و?أشار إلى القبض على العديد من السوريين والفلسطينيين المسلحين فى رابعة،? ?مؤكدا أن المظاهرة الإخوانية بطريق النصر كان يقودها فلسطينى تم إلقاء القبض عليه وهو من أطلق الرصاص على العديد من المواطنين متسببا فى وقوع العديد من الشهداء مما أدى لتدخل الشرطة على الفور?. إرهاب متوقع ? من جانبه أكد اللواء علاء عز الدين مدير مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة ان ما فعلته الجماعة بعد فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة من اعمال عنف وارهاب طبيعى جدا ومتوقع وكان الجميع على دراية بالاساليب التى ممكن ان تتبعها الجماعة فى حالة فض الاعتصام . وأشار إلى أن ما يحدث من حرق لبعض اقسام الشرطة ومحاولة اقتحام بعض الوزارات كلها امور بسيطة تستطيع الاجهزة الامنية التعامل معها وردعها تماما. حرق مصر وقال اللواء نصر سالم الخبير الاستراتيجى ان هذا السيناريو كان سيحدث أسوأ منه فى حالة نجاح الفريق شفيق لاننا كنا سنشهد حالة ال «لا دولة»، وكنا سنشهد قتلى وشهداء كثيرين فى كل المحافظات، موضحا ان تصريحات خيرت الشاطر حينها بان فى حالة اعلان فوز شفيق فسيحرقون مصر, كانت تصريحات جادة, وكنا سنشهد تفجيرات كانت ستؤدى إلى خراب ودمار شامل للبلاد من تدمير للكثير من المنشآت . وأضاف سالم أن ما سهل الأوضاع نوعا ما فى الوقت الراهن هو وجود جهاز الامن القومى والاجهزة الشرطية اما ابان الانتخابات الرئاسية فكانت اقسام الشرطة محروقة ولم يكن هناك امن دولة لذا الجماعة قامت بحرق مقرات امن الدولة واقسام الشرطة حتى يتمكنوا من فرض سيناريو الفوضى والتدمير الشامل للبلاد فى حالة سقوطهم فى الانتخابات الرئاسية لانهم كانوا يعلمون جيدا من خلال حليفهم الوفى «ماما امريكا» –على حد قوله- بانهم من سيتولون السلطة فى مصر. هدم مصر على صعيد متصل أكد اللواء طلعت مسلم الخبير فى الشئون الاستراتيجية ان سيناريو هدم مصرهو السيناريو الذى كانت تسعى الجماعة إلى تنفيذه فى حالة سقوطهم وفشلهم فى الانتخابات الرئاسية من خلال حرق المقرات الامنية المتمثلة فى حرق اقسام الشرطة ومقرات امن الدولة بل وحرق مصر بالكامل من خلال حرق المنشات الهامة وحرق بعض الوزارات السيادية ومن خلال ايضا ترويع المواطنين وقتلهم فى منازلهم من خلال الذراع اليمنى للجماعة وهم الجماعة الاسلامية, اى ان مصر كانت ستشهد حالة فوضى عارمة وان الشعب كانت ستحدث لأغلبه حالات ابادة شبه جماعية. وأشار مسلم أيضا إلى أن فض الاعتصام تم بكل الطرق السلمية وباقل الخسائر واقل الطرق عنفا ولاسيما وانهم يواجهون جماعات ارهابية بمعنى الكلمة, مستشهداً بكلمة حسن البنا الشهيرة «ليسوا باخوان وليسوا بمسلمين». تشديد الإجراءات من ناحية اخرى رفعت قوات حرس الحدود درجة الاستعداد وقامت بتشديد الاجراءات على المنافذ الحدودية خاصة الحدود الغربية والشرقية والجنوبية لمنع دخول أى أسلحة إلى البلاد، خاصة من الحدود الغربيةوالجنوبية التى شهدت خلال الفترة الماضية ومنذ ثورة 25 يناير 2011 دخول كميات كبيرة من الأسلحة . نجحت قوات الجيش الثالث الميدانى فى فض تجمع لأنصار الإخوان المسلمين قبل منتصف ليل الخميس الماضى بجوار مسجد حمزة بحى فيصل بالسويس، وذلك بالمخالفة لقانون الطوارئ وقرار حظر التجوال الصادر من رئيس الجمهورية بعد الأحداث الدامية التى شهدتها السويس ومعظم محافظات الجمهورية. وشهد محيط المسجد كراً وفراً بين قوات الجيش وأنصار الإخوان استمر قرابة الساعتين انتهى بفرار أعضاء الجماعة وإلقاء القبض على عدد من المخالفين للقانون. كما ألقت قوات الجيش القبض على مجموعة من الملتحين بعد كسرهم لحظر التجوال عند مطلع كوبرى أكتوبر بالقرب من ماسبيرو، وقامت القوات المسلحة بتكبيلهم. الأرض المحروقة وقال اللواء طلعت موسى الخبير الاستراتيجى ان قادة جماعة الاخوان سيعملون خلال الساعات القادمة على تحريض انصارهم على إشاعة الفوضى بالبلاد وإشعال النيران فى الممتلكات العامة والخاصة ومهاجمة الاقسام والمنشآت الحيوية? ?وتطبيق سياسة? «?الأرض المحروقة»? ?والتى كان سيطبقها الإخوان فى حالة إذا ما فشل الرئيس المعزول محمد مرسى فى الوصول إلى كرسى الرئاسة.? ? واضاف موسى ان أنصار المعزول سيعملون على استغلال سقوط اى ضحايا لجذب تعاطف الرأى العام الداخلى والعالم الخارجي? ?معهم وتشويه صورة? ?الشرطة والجيش فى الداخل والخارج? ..?وأشاروا إلى ان حجم الأسلحة والذخيرة? ?التى تم ضبطهم وتصويرهم بواسطة الطائرات وقوات الشرطة هما اكبر دليل على أن قرار فض الاعتصام كان امرا ضروريا لأنه لم يكن فى الأساس اعتصاما سلميا? ? وحذر موسى من تزايد سقوط الابرياء بسبب انجراف بسطاء وراء دعوات الكراهية والحشد بالدين لمواجهة جيش الشعب وقوات الشرطة مؤكدين أن الأمن القومى فى كل دول العالم هو خط احمر لا يمكن التفريط فى مواجهة اى اعتداء عليه?. ?الوقت المناسب ? من جانبه ?قال اللواء أحمد عبد الحليم الخبير العسكرى والاستراتيجى أن قرار فض الاعتصامين جاء فى الوقت المناسب ، بعد ان تم اعطاء مهلة كافية وتحذيرية إلى المعتصمين من أنصار السابق محمد مرسى بضرورة اخلاء الاعتصام خاصة بعد رصد كميات من الأسلحة والذخيرة مما يتنافى مع سلمية الاعتصامات والمظاهرات? ?موضحا ان دول العالم المتحضر لا تسمح بتواجد مثل تلك الاعتصامات المسلحة لافتا إلى أن رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون له مقولة شهيرة عندما قام بفض احد الاعتصامات وسقط ضحايا قال فيها? «?عندما يتعلق الأمر بالأمن القومى فلا تسألونى عن حقوق الانسان?». ? قال اللواء محمود خلف قائد الحرس الجمهورى السابق، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا «صباح النصر لمصر وشعبها العظيم، جاء الوقت الذى طالما انتظرناه لتنظيف مصر وإزالة غيوم الفوضى التى تصور الاخوان أنهم قادرون على نشرها فى ربوع البلاد». وأضاف اللواء خلف «الخطط الوطنية دقيقة منسقة ومتكاملة بين الجيش والشرطة مدعمة بأجهزة الاستخبارات، لمواجهة كل الاحتمالات المتوقعة وغير المتوقعة على كامل مسطح الدولة، برا وبحرا وجوا، وعزل وقطع كل الطرق حول أماكن الاعتصامات». وقال خلف إن موعد تنفيذ بدء فض الاعتصام كان متعمدا في? ?السابعة صباحا ليكون في? ?غير مواعيد الصلاة،? ?كما تم فتح ممرات آمنة لخروج المتظاهرين مع تأكيد الأمن على عدم تعقب أى من المتظاهرين إلا من صدر ضده أمر ضبط واحضار?.? وأشار خلف إلى أنه تم السماح بنقل حى لبث مباشر من جميع القنوات والاعلاميين لينقلوا الصورة الحقيقية بعيدا عن تزييف إحدى القنوات التى ترعى تقسيم البلاد العربية وتعمل على بث الفتنة وإشعال الموقف وادعاء أعداد وفيات واصابات? ?غير حقيقية?. ? وأكد خلف أن قوات الأمن من الجيش والشرطة يقومون بواجبهم ويتم التعامل على مدار الساعة مع كافة محاولات الإخوان لتهديد أمن واستقرار البلاد? . واختتم اللواء خلف قائلا «العمليات الخاصة النوعية غير التقليدية دائرة للقبض على رموز الخونة والعملاء، وأعتقد بنهاية هذا اليوم سوف تنتهى العمليات بنسبة كبيرة». فى الوقت ذاته واصلت قوات الجيشين الثانى والثالث الميدانى عملياتهم ضد البؤر الارهابية وقالت مصادر إن قوات الجيش والشرطة فى سيناء تمكنت من إلقاء القبض على القيادى الجهادى «مصطفى البطين»، أحد المتهمين فى جرائم الهجوم على أكمنة الجيش والشرطة بالعريش. وأضافت أن قوات الجيش طاردت ما يقرب من 30 عنصراً إرهابياً حاولوا الانتقال من سيناء إلى القاهرة لاستهداف رجال الشرطة والجيش عند اعتصامى رابعة والنهضة، ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك، وفروا هاربين إلى المناطق الجبلية. وكانت القوات المسلحة رفعت فجر الاربعاء حالة الاستنفار القصوى عند جميع مداخل ومخارج المحافظات والطرق السريعة الرابطة بين المدن الرئيسية، خصوصاً المؤدية إلى القاهرة الكبرى، لمنع دخول أى أسلحة أو أفراد إلى اعتصامى « رابعة العدوية والنهضة» ، لافتة إلى نشر 3 دبابات وسيارتين مدرعتين وما يقرب من 11 ضابطاً وجندياً عند مدخل كل محافظة، خصوصاً عند مدخل القاهرة على الطريق الزراعى عند مدينة « شبرا الخيمة» ، وكذلك عند مدخل القاهرة من ناحية طريقى الإسكندرية والصعيد، بالتزامن مع بدء قوات الشرطة فى عملية فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول. فى سياق متصل، أحكمت قوات الجيش الثانى الميدانى السيطرة الكاملة على جميع مناطق سيناء، ونشرت مئات الأكمنة ودوريات الشرطة العسكرية بجميع المداخل والمخارج لشل تحركات العناصر الإرهابية والجهادية بالتزامن مع فض اعتصامات الإخوان، كما دفعت بقوات من البحرية والصاعقة والمظلات لتأمين قناة السويس، وقوات إضافية من قوات حرس الحدود لتأمين المناطق الحدودية مع غزة لمنع تسلل أى عناصر مسلحة من غزة إلى سيناء.