احتفالات مصر بعيد ثورة يوليو تواكبها فى نفس التوقيت احتفالات أخرى فى سلطنة عمان بيوم النهضة الذى يوافق الثالث والعشرين من يوليو أيضا. ففى مثل هذا اليوم من عام 1970 تولى السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان مقاليد الحكم. وفى يوم 18 نوفمبر المقبل يتم الاحتفال بالعيد الوطنى الثالث والأربعين. ومنذ قديم الأزل تمثل العلاقات المتميزة بين مصر وسلطنة عمان نموذجا يحتذى به على صعيد العلاقات العربية – العربية لاسيما وأن الصلات الوثيقة بين الشعبين تعود إلى عهد قدماء المصريين منذ فجر التاريخ. ولقد اهتمت السلطنة منذ عام 1970 بتأسيس علاقات دولية وثيقة من خلال دوائر أساسية للتحرك الدبلوماسى والسياسى العمانى تمثل المجالات الحيوية للعلاقات الخارجية لسلطنة عمان على الساحات الخليجية والعربية والعالمية. من منطلق الحرص المصرى العمانى على تفعيل التعاون العربى المشترك تتواصل الزيارات المتبادلة والاتصالات المكثفة بين كبار المسئولين المصريين والعمانيين، وهى تمثل نموذجا عمليا لتحقيق التضامن بين شعوب الأمة العربية فقد أرست البلدان أسسا قوية لعلاقات استراتيجية ونموذجية بين الجانبين اللذين يحرصان على تنسيق مواقفهما وطرح صيغ واقعية وعملية لمواجهة التحديات المختلفة التى تواجه شعوب المنطقة. ولقد جدد السلطان قابوس التأكيد على المبادئ الثابتة للسياسة الخارجية العمانية حينما ترأس اجتماعا عقده مجلس الوزراء فى شهر مايو الماضى، حيث أكد فى إطار استعراضه للتطورات الإقليمية والدولية، على أهمية معالجة القضايا بالحكمة والروية من أجل أن تنعم جميع الدول بالاستقرار، لتواصل جهود التنمية لما لها من نفع لشعوبها، مؤكدا على ثوابت السياسة العمانية. وأشار إلى أن من ينظر إلى خريطة العالم يرى مدى ما يربط عمان فى علاقاتها بكل الدول من تعاون صادق، إضافة إلى العمل مع المجتمع الدولى فى كل ما من شأنه خدمة الإنسانية. على ضوء رؤى وكلمات السلطان قابوس تواصل سلطنة عُمان تبنى خيارا استراتيجيا إيجابيا يسهم فى تفعيل التعاون المشترك على الأصعدة الإقليمية والعالمية. وبالنسبة لمستجدات العلاقات المصرية - العمانية يتم باستمرار مواصلة تطوير العلاقات التاريخية بين الشعبين. فى هذا الإطار بعث السلطان قابوس برقية تهنئة إلى المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية بمناسبة توليه الرئاسة، وأعرب فيها عن تمنياته له بالتوفيق والسداد فى تحقيق تطلعات الشعب المصرى نحو الاستقرار والمزيد من التقدم والرقى. من جانبها تعرب الصحافة العُمانية دائما عن تقدير الشعب العمانى الشقيق لمصر. فى هذا الإطار قالت جريدة عُمان: أن مصر شكلت دوما قبلة العرب والكثير من شعوب العالم، كنبع حضارى، ومركز إشعاع ثقافي، وقاطرة تقدم، تجر وراءها المنطقة من حولها، وأضافت الصحيفة إن الجميع، جميع المحبين، يتطلعون إلى القوة الحضارية الكامنة فى مصر، ويتمنون أن تنطلق هذه القوة الهائلة من عقالها. كما تناولت جريدة الوطن فى مقال افتتاحى مستجدات الأحداث المصرية. فتصدر افتتاحية الجريدة عنوان يقول: مصر العروبة أولا. و قالت فيها : لا يملك كل متابع منصف لما يجرى فى مصر العروبة، إلا أنه يتجه إلى الله تعالى بالدعاء أن يحفظ أُمَّ الدنيا الغالية على كل قلب عربى مخلص محب لتراب الوطن العربى من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه. ومنذ مطلع عقد السبعينيات تتتابع جهود سلطنة عُمان الرامية إلى الإسهام فى أن يسود مناخ السلم والأمن إقليميا وعالميا ولقد بادرت فى هذا الإطار بتقديم خيار حضارى للبدائل و الآليات التى يجب إتباعها على صعيد العلاقات الثنائية بين الدول المتجاورة ، ويتمثل ذلك الطرح المتفرد فى العمل على التوصل إلى اتفاقيات لترسيم الحدود المشتركة . على ضوء تلك الحقائق فإن مواقف السلطان قابوس وسياساته تمثل نموذجا يحتذى به فى ظل وجود طرح استراتيجى يضمن تفعيل الجهود الرامية إلى صون السلام ، و تطوير العلاقات بين البلدان وتحويل المناطق الحدودية إلى جسور مودة ومعابر خير ونقاط تواصل بين الشعوب.