شباب عاشق للموسيقى يسعى إلى الشهرة عن طريق كسر القواعد والتمرد على كل ما هو تقليدى، لذا كانت أبرز العوامل التى دفعتهم إلى الانطلاق للشوارع والميادين هو حبهم لتقديم فنهم ومزيكتهم إلى الناس وتوصيل رسائل مهمة من خلالها وهى رسائل تعلن للجميع أنهم خرجوا من نفق المألوف إلى عالم رحب لا يعترف بالقيود والقوالب.. ويتخذ أعضاء فريق «المزيكاتيا» من شوارع القاهرة مسرحا لتقديم فنهم للجمهور وهى أول فرقة موسيقية من نوعها فى مصر تتخذ الشارع عنوانا لحفلاتها، والفريق مكون من 3 شباب «أحمد هيمن المصور الصحفى وعازف «الطبلة»، وخالد السنوسى المهندس وعازف «الناى» وإيناس جوهر مصورة الفريق», تقدم الفرقة ألوانا موسيقية متنوعة، ولكنهم فى الغالب يقدمون مقطوعات لمحمد منير وفيروز وأم كلثوم وعبدالحليم، ومعها مقطوعات من الفلكلور المصرى، وأحيانا يقدمون مقاطع ارتجالية يشارك فى تأليفها كل من هيمن والسنوسى، كما أن الموجودين فى الشارع يشاركون فى بعض الأحيان باختيار الأغانى. يقول أحمد هيمن عن حكايته مع المزيكاتيا: بدايتى مع المزيكا بدأت منذ أن كنت طالبا، حيث كنت ألعب على الطبلة والدف، وبعد تخرجى، ورغم أننى عملت كمصور صحفى، إلا أننى لم أستطع التوقف عن ممارسة هذه الهواية، التى أعشقها، وهو ما دفعنى إلى التفكير مع صديقى خالد، الذى يهوى عزف الناى فى تكوين فرقة موسيقية نستطيع من خلالها أن نمارس هوايتنا بلا قيود. يضيف: هناك الكثير من المصريين يخجلون من فكرة العزف على الآلات الموسيقية عموما وفى الشارع تحديدا، نظرا لوظيفتهم ومراكزهم الاجتماعية، كما أنه لم يسبق أن رأينا فى مصر فرقة تنزل الشارع وتمارس العزف والغناء مع المارة، فأمر كهذا تراه الغالبية خروجا عن المألوف و«عيبا»، ومع ذلك أصررنا على تحدى كل هذه العواقب، والمضى قدما لتحقيق الهدف الذى نسعى إليه، وهو تكوين فريق المزيكاتيا الذى قام على فكرة التجول بجميع مناطق مصر الراقية والعشوائية والميادين، للمشاركة فى إسعاد الناس والمساهمة فى إخراجهم من أجواء الاكتئاب التى طالت عموم الشعب المصرى، وفى سبيل ذلك تنقلنا بين العديد من المناطق حتى هذه اللحظة، منها منطقة وسط البلد ومصر الجديدة والزمالك وسنبقى نتجول فى الشوارع حتى نصل لكل شارع فى مصر. ويقول هيمن: نسعى أيضا إلى تشجيع الناس ومساعدتهم على ممارسة الهواية التى يحبونها دون خجل أو خوف من العيب والعادات والتقاليد المفروضة علينا، وبالفعل حدث ذلك وقابلنا العديد من المواهب المميزة فى الغناء والرقص والعزف، ممن كانوا يخجلون من ممارسة هوايتهم، وخاصة فى الشارع، وسوف نعمل على توصيل هذه المواهب للناس من خلال تصوير جميع مشاركاتهم مع الفريق، ورفعها على «اليوتيوب»، بحيث يتمكن أكبر عدد من الناس من مشاهدتهم. ويضيف: أنهم فى البداية كانوا متخوفين من رد فعل الناس، ولكنهم فوجئوا بأن الجميع استقبلهم بحفاوة بالغة وبانبهار شديد، لدرجة أنهم يلتفون حولهم ويشاركونهم أغانيهم بمجرد وصولهم إلى الشارع. كما أنهم فى كل مرة يقابلون أشخاصا جددا وأشخاصا من طبقات مختلفة، حتى أصحاب السيارات. وعندما يرون الفرقة يوقفون سياراتهم للاستماع إلى ما نقدمه، كما أنهم عادة ما يتفاعلون معنا بصورة مدهشة. ويختم أحمد هيمن حديثه قائلا: إن الاجتهاد والتفاؤل وحب المزيكا هى أهم الأسلحة التى نستخدمها فى الترويج للفريق وسنسعى خلال الفترة المقبلة للانتشار بشكل أكبر فى جميع شوارع مصر ومن يعلم فقد تقودنا الأقدار للسفر إلى خارج مصر وتحقيق نجاح أكبر قريباً.