نتائج إيجابية كثيرة حصيلة زيارة الرئيس محمد مرسى إلى البرازيل أبرزها يتعلق بالجانب الاقتصادى خصوصًا أن للبرازيل تجربة مميزة نقلتها خلال سنوات معدودة إلى مصاف الدولة المتقدمة، وهذا ما أكده الرئيس مرسى فى تصريحاته.إذ أكد حرص مصر على الاستفادة من خبرة البرازيل في إنشاء برامج لمحاربة الفقر ... مثل برنامج الأمن الغذائي، وفى تقديم الخدمات الطبية في القرى والمناطق النائية». فضلًا عن الاستفادة من خبرة البرازيل في مجال إدارة الدعم، من حيث أساليب التوزيع وإحكام الرقابة، وتحديد الفئات ذات الاحتياج الفعلي للدعم، وسبل التنسيق بين مختلف مؤسسات الدولة لتنفيذ البرامج الاجتماعية». كما طلب الرئيس مرسي بالوقوف على التجربة البرازيلية المُهمة فى انتاج واستخدام الوقود الحيوي من خلال استغلال المخلفات الزراعية والعضوية والصلبة فى انتاج الكحول كوقود من مخلفات قصب السكر وقش الأرز،وبحث إمكان تطبيقها فى مصر». وبحث الرئيس مرسي أهمية التعاون مع البرازيل في مجال الاقتصاد الأخضر، الذي يعتمد على موارد الطاقة النظيفة كانتاج الطاقة من الرياح، باعتبار أن الطاقة أحد أهم ركائز تحقيق النمو الاقتصادي، بالإضافة إلى تعزيز السياحة البيئية. وأوضح اهتمام مصر بالاستفادة من تجربة البرازيل فى استخراج البترول من الطبقات العميقة أو ما اصطلح على تسميته بنفط الأعماق، وبدراسة التعاون في مجال إقامة المشروعات البترولية عبر إتاحة الفرصة للشركات البرازيلية للاستثمار فى هذه القطاعات، إضافة إلى الاستفادة من تجربة البرازيل الناجحة في مجال مكافحة التلوث خاصةً فى المدن، ومواجهة تغير المناخ للاستفادة منها كأحد المقومات الأساسية للتنمية المستدامة. وقال الرئيس إنه فى إطار حرص مصر على تعزيز التعاون مع مختلف التجمعات والدول البازغة، فإنها تتابع عن كثب أعمال تجمع «بريكس» الذي يضم بالإضافة إلى البرازيل، كلاً من الهند، روسيا، وجنوب افريقيا، وتسعى مصر جاهدةً ان تلحقَ بتجمع البريكس من خلال تحقيق نمو حقيقي في كافة المجالات. مشيرًا إلى أن تواجد مصر كعضو داخل العديد من التجمعات والاتفاقات الاقتصادية الإقليمية، يتيح فرصة للجانب البرازيلي بدوره لبحث امكان الاستفادة من علاقاته مع مصر». وأضاف الرئيس مرسي أن مجالات التعاون بين مصر والبرازيل واعدة ومتعددة، لكنها تحتاج إلي تعاون وعمل جاد لوضعها موضع التنفيذ، بما يُعمق التعاون والعلاقات المصرية البرازيلية، ويُؤسس لشراكة حقيقية وإنني على ثقة فى توافر الإرادة لدى الجانبين للخروج ببرنامج عمل محدد واتخاذ خطوات ملموسة لتفعيل تلك الإرادة ... بما يُحقق مصالح شعبينا وبلدينا. وقد زار الرئيس اتحاد الصناعات البرازيلية فى ساوباولو وأبدى اعجابه بهذا الصِرح الذي ساهم على مدار أكثر من ثمانين عاماً في تحقيق النهضة الاقتصادية والصناعية التي تشهدها البرازيل والتي تعتبرُ نموذجا ًيُحتذي به من جانب الدول النامية في مسيرتها نحو تحقيق نهضتها. مشيرًا إلى أن البرازيل على رأس الدول التي تتطلع مصر للاستفادة من خبراتها المتراكمة فى المجالات التنموية، وفى مُقدمتها المجالات الصناعية والاجتماعية. مؤكدًا أن الصناعة هي قاطرة رئيسية لنهضة الاقتصاد فى الدول النامية. تطوير العلاقات وفى محادثاته مع رئيسة البرازيل أكد الرئيس مرسي على أهمية تطوير العلاقات بين مصر والبرازيل، خاصةً فى ضوء التجربة البرازيلية الرائدة فى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك فى مجال التحول الديمقراطي مشيرًا إلى أن العلاقات بين مصر والبرازيل تميزت بالتنسيقِ المُنتظم فى شأن القضايا المُهمة على المُستوى الدولي ومنها قضايا السِلم والأمن الدوليين ونزع السلاح وإصلاح المؤسسات الاقتصادية والمالية الدولية والتجارةِ الدولية والتنميةِ المُستدامة ومُكافحةِ الفقر ...فضلاً عن دعم القضية الفلسطينية». وسجل الرئيس ترحيبه بمواقفِ البرازيلِ القويةِ المُؤيدةِ لحقِ الشعبِ الفلسطيني في إقامةِ دولتِهِ المُستقلة. وأوضح مرسي أن تقارب مواقف مصر والبرازيل إزاء العديدِ من القضايا الدولية السياسية والاقتصادية ينبع من تقارب المبادئ التى تحكم السياسة الخارجية لكل من البلدين. وكان الرئيس مرسى أكد فى الغداء الرسمى إلى تطلع مصر تعميق وتوسيع مجالات التعاون مع البرازيل فى ضوء العلاقات السياسية المتميزة التى تجمع بين البلدين وفى إطار الحوار البناء الذى دار خلال المحادثات والروح الإيجابية التى سادتها. مشيرًا إلى أن تاريخ العلاقة بين مصر والبرازيل... فيه من المعانى والرموز ما يُمكن البناء عليه حتى يتسنى للأجيال القادمة أن تنظرَ بكلِ زهوٍ إلى ما سوف يتحقق. مضيفًا إننى لعلى ثقة من أنكم تحرصون مثلى على دعم وتطوير العلاقات بين مصر والبرازيل السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ووأوضح مرسي أن الثورة المصرية قد حملت فى طياتها،إضافةً إلى تحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية تطلعات الانفتاح على العالم وإقامة علاقات تعاون ومشاركة تقوم على الندية والمصالح المشتركة خاصةً مع الدول الصديقة وكشف أنه حرص على زيارة البرازيل ... فى مرحلة تسعى فيها مصر إلى إعطاء الأولوية لاستكشاف وتفعيل علاقات المشاركة مع الأصدقاء والشركاء فى المجتمع الدولى وأن الزيارة فى هذا التوقيت ليس بغرض تحقيق مصالح اقتصادية وتجارية مشتركة فقط إنما وبنفس القدر للاستفادة من التجربة البرازيلية الرائدة فى مجالات اجتماعية واقتصادية مُتنوعة. وأوضح الرئيس أن الزيارة تستهدف تحقيق قدرٍ مُتميزٍ من الشراكة السياسية بين مصر والبرازيل والبناء على ما يمتلكه البلدان من قدرات ومزايا نوعية كلٌ فى إقليمِه وصولاً إلى مشاركة حقيقية ذات مضمون تعود بالنفع على الشعبين المصرى والبرازيلى. وقال إن ما تناولناه فى مُحادثاتنا من محاورٍ وأفكارٍ يدعونا للتفاؤلِ ويفتحُ أمامنا أبواباً تُفضى إلى مُستقبلٍ أفضل للعلاقات بين بلدينا وأضاف أتمنى لبلدكم الصديق كل النجاح والتوفيق فى استضافته كأس العالم لكرة القدم فى العام القادم. وقال إلى رئيسة البرازيل:«أتطلعُ إلى استقبالكم فى مصر فى المُسقبلِ القريب». وكان الرئيس التقى فور وصوله إلى مدينة «ساوباولو» مجموعة من أبناء الجالية المصرية في البرازيل، حيث تناول معهم تطورات الوضع على الساحة الداخلية، والخطوات الجاري اتخاذها في إطار استكمال مسار عملية التحول الديمقراطي، وإنهاء المرحلة الانتقالية بانتخاب مجلس للنواب قريبا، والجهود المبذولة للنهوض بالاقتصاد الوطني. وأشار الرئيس إلى أنه يجري حاليا وضع اللمسات الأخيرة على تشكيل المجلس الاستشاري للمصريين في الخارج، وأنه سيصدر خلال أيام قراراً جمهورياً في هذا الخصوص، وذلك انطلاقاً من حرصه على خدمة المصريين في الخارج والتواصل معهم، والاستفادة من خبراتهم، والتنسيق مع الجهات الرسمية لتلبية احتياجاتهم الأساسية باعتبارهم إحدى الركائز الرئيسية للاقتصاد المصري. وأكد الرئيس أن مصر تمتلك إمكانات وموارد ضخمة ، وأن الأمر يتطلب حسن إدارتها، و أنه من أبرز نتائج ثورة الخامس والعشرين من يناير هو إنفاذ إرادة الشعب المصري موضحا أنه بامتلاك الإرادة تنهض الأمم والحضارات، وأنه يسعى لأن تكون مصر «الجديدة» دولة مؤسسات تقوم على احترام سيادة القانون والدستور وحقوق الإنسان وترسيخ الحريات العامة. وشدد الرئيس على ضرورة احترام السلطة القضائية، ومبدأ الفصل بين السلطات رافضاً أن يتم وصف القضاء المصري بأن به انحرافا. من ناحية أخرى استمع الرئيس إلي مطالب أبناء الجالية وتركزت بعضها في رغبتهم في المساهمة في جهود التنمية في مصر، وكذلك في تيسير المعاملات القنصلية، بالإضافة إلى تطلعهم لفتح خط طيران مباشر بين مصر والبرازيل بما يعزز من حركة السياحة والتجارة، وأوضح أن هذا الموضوع كان من بين الأمور التي تناولها في محادثاته مع الرئيسة «روسيف» وسيعمل على سرعة تفعيله. الرئيس وداسيلفا كما التقى الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية «ولولا داسيلفا» رئيس البرازيل السابق فى مطار برازيليا فى ختام زيارته إلى العاصمة البرازيل بصالة الشرف بالمطار، نظرًا لضيق وقت الرئيس مرسى يذكر أن الرئيس مرسى أعلن خلال حملته الانتخابية أن الرئيس لولا داسيلفا هو نموذجه الحقيقى للنهوض بمصر كان داسيلفا قد طلب من الطبقات الفقيرة الصبر على سياساته، وأدى برنامج التقشف إلى خفض عجز الموازنة وارتفاع التصنيف الائتمانى للبلاد، ومن ثم أسهم ذلك بقوة فى القضاء على انعدام الثقة فى الاقتصاد البرازيلى، وبناء عليه تلقت البرازيل نحو 200 مليار دولار استثمارات مباشرة منذ العام 2004 إلى العام 2011، بالإضافة إلى دخول ما يقرب من 1.5 مليون أجنبى للإقامة فى البرازيل عام 2011، وعاد نحو 2 مليون مهاجر إلى البلاد.
