تشهد عواصم صنع القرار فى العالم تحركات مكثفة وسريعة للتوصل إلى حل ينقذ الشعب السورى من اخطر ازمة فى العالم على حد وصف المبعوث المشترك الأخضر الإبراهيمى حيث استمرت المباحثات بين المجموعة العربية وعلى رأسها الامين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى فى نيويورك مع الامين العام للامم المتحدة بان كى مون بينما نشط التشاور وربما التفاهم الروسى الامريكى بمشاركة حلف الناتو لوضع حد يمنع كارثة استخدام نظام الأسد للسلاح الكيماوى باعتباره خط احمر فى معادلة الحل والتدخل الامريكى وعليه قد نشهد حلولً وبدائل جديدة للتعامل مع الازمة السورية خلال الاسابيع المقبلة. وفى البداية لابد من التذكير بتصريح مهم للغاية اطلقه الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، الأخضر الإبراهيمى حيث وصف الوضع فى سوريا بانه أخطر ازمات العالم ، وصرح بعد اجتماع مغلق مع أعضاء مجلس الأمن الدولي، رداً على ما يتردد عن استمراره فى المنصب لمدة ثلاثة أشهر فقط: حيث اعلن «لم أستقل من منصبي، انما أستيقظ كل يوم وأفكر أننى يجب أن أستقيل، ولكننى لم أفعل حتى الآن.» وقال الإبراهيمى رداً على سؤال حول احتمالات التدخل العسكري: «قلت لمجلس الأمن إن التدخل العسكرى غير ممكن وغير مرغوب فيه، الأمر الثانى الذى طلبته من مجلس الأمن هو الاعتراف بأن هذه الأزمة هى أخطر أزمة موجودة فى العالم، وإذا كانوا حقيقة مسؤولين عن السلم والأمن فى العالم، فلا يمكن أن يتخاذلوا وألاّ يعطوا القضية كل الاهتمام الذى تحتاجه العربى. وفى نيويورك أعلن الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية فى أعقاب اللقاء الثلاثى الذى جمعه مع بان كى مون والأخضر الابراهيمى بأنه تم الاتفاق على استمرار دعم مهمة الابراهيمى المبعوث الأممى العربى الخاص بسوريا، حيث أن الجميع يسعون إلى هدف واحد وهو التوصل إلى وقف اطلاق النار والبدء فى خطوات الحل السياسى وفقاً لوثيقة جنيف، ونفى العربى أن تكون مهمة الابراهيمى قد تعرضت للعرقلة جراء القرارات التى اتخذتها الجامعة العربية مؤخراً، مؤكداً على ضرورة مواصلة الجهود من أجل اطلاق العملية السياسية. وأكد الدكتور العربى أن الإبراهيمى لا يزال حتى الآن يمارس مهمته باسم الأممالمتحدة والجامعة العربية، وأن الجميع يدعم فكرة مهمة مشتركة بين المنظمتين لأنهما تسعيان إلى الهدف نفسه. وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد عبر عن القلق الشديد بشأن تفاقم الأزمة السورية وتأثيرها المتصاعد على المنطقة ودعا إلى وقف تسليح أى من الأطراف السورية، مشيراً إلى أن ذلك سيؤدى إلى مزيد من الدمار كما عبر عن قلقه بشأن الوضع الانسانى المتدهور فى سوريا، حيث أن ثلث السكان يحتاجون إلى مساعدات عاجلة، وشدد على دعوته للمانحين لدعم الأممالمتحدة فى جهودها الانسانية. مؤكداً على أنه لا بديل عن الحل السياسى لانهاء الأزمة السورية، الأمر الذى يستلزم الدخول فى حوار بين جميع الأطراف. فيما دعا وزير الخارجية الأميركى جون كيرى لأول مرة حلف شمال الأطلسى (ناتو) إلى بحث دوره فى الأزمة السورية، بما فى ذلك كيفية التحرك للتصدى لخطر استخدام أسلحة كيماوية. فى الوقت نفسه، قال الأمين العام لحلف الناتو أندرس فوغ راسموسن إن الوضع فى سوريا يسوء، مجدداً تأكيد عدم وجود نية للحلف بها. وقال إنه لا شك أن هناك حاجة إلى رسالة قوية وموحّدة من المجتمع الدولي، بحيث لا يمكن للنظام فى دمشق إساءة فهمها، مضيفاً أن ما نشهده فى سوريا مخز. وأضاف أنه لهذا الهدف، فإن على المجتمع الدولى أن يوجه رسالة واضحة وموحدة للنظام السورى. وأشار الأمين العام لحلف الناتو إلى أن اجتماع وزراء الخارجية سيتطرق إلى الوضع فى سوريا، وشمال أفريقيا، وأفغانستان، وكوريا الشمالية، إضافة إلى التعاون بين روسيا والناتو. على صعيد آخر تشهد الدبلوماسية الروسية الأمريكية تحركا ملحوظا فى الملف السورى مع الاهتمام باجراء اتصالات من الجانب الروسى مع ايران باعتبارها جزءاً من الحل. وتعد المعارضة السورية حاليا ملفاً موثقاً حول استخدام نظام الاسد للسلاح الكيماوى ضد الشعب السورى فى عدة مناطق لتقديمه إلى المحاكم الدولية وكان – ملف استخدام السلاح الكيماوى قد تداول بشدة بين عواصم تل ابيب وواشنطن فى جدل حول دلائل تؤكد دخول السلاح الكيماوى للمعركة ويذكر ان اسرائيل اعلنت هذا الامر من خلال كبير محللى المخابرات فى الجيش الإسرائيلى قائلا إن قوات الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيماوية، ربما غاز أعصاب فى قتالها ضد مقاتلى المعارضة، الذين يشنون انتفاضة منذ عامين ضد حكم الرئيس بشار الأسد. وكان الرئيس الأمريكى باراك أوباما وصف استخدام الأسلحة الكيماوية بأنه خط أحمر بالنسبة للولايات المتحدة، سيقابل بإجراء أمريكى لم يحدده.. وقال وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى انه تحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وان نتنياهو «لم يكن فى وضع يتيح له تأكيد» ما قاله البريجادير جنرال ايتاى برون من المخابرات العسكرية خلال مؤتمر أمنى فى تل ابيب وقال كيرى للصحفيين فى بروكسل «لا أعرف ما هى الحقائق». ورفض مكتب نتنياهو التعليق على تصريحات كيرى وبرون التى جاءت بعد يوم من تصريح وزير الدفاع الأمريكى تشاك هاجل خلال زيارة لإسرائيل بأن وكالات المخابرات الأمريكية ما زالت تقيم ما إذا كانت هذه الأسلحة استخدمت. يذكر أن الحكومة السورية ومقاتلى المعارضة قد تبادلا الشهر الماضى الاتهامات بشن هجوم بالأسلحة الكيماوية قرب مدينة حلب الشمالية. وفى نفس السياق استبعدت القوى السياسية فى المعارضة ومن بينها الدكتور هيثم المالح رئيس اللجنة القانونية فى الائتلاف تقسيم سوريا مؤكدا أن الشعب السورى لن يسمح بالتقسيم وكذلك المجتمع الدولى والجامعة العربية.