مع حلول هذا العام ظهرت على الساحة الفنية شركات إنتاج تخوض أولى تجاربها بأفلام منخفضة التكلفة يتم تصويرها فى أسبوع أو أسبوعين، ويقوم ببطولتها فنانون من الصف الثالث والرابع وعدد من الوجوه الجديدة.. إلى جانب مؤلفين ومخرجين يخوضون تجاربهم الأولى من خلال هذه الأعمال السينمائية التى يفضل البعض أن يطلق عليها أفلام المقاولات، والتى بدأت فى العودة إلى الساحة السينمائية مع نهاية 2012 من خلال أفلام «على واحدة ونص» و«سبوبة» و«البار» ولا تتجاوز ميزانية تلك الافلام مليون جنيه. و يأتى عام 2013 حيث انتشرت من جديد أفلام المقاولات والتي ستكون ظاهرة الموسم السينمائي الصيفي لعام 2013 ففي هذا التقرير عرض برصد تلك الظاهرة التي اصبحت سمة الموسم السينمائي الشتوي و أيضًا الموسم الصيفي المقبل. تعد الفنانة الشابة راندا البحيرى قاسمًا مشتركًا فيها بعد أن تصدرت بطولة ثلاثة أفلام دفعة واحدة، نجد فيلم «هيصة» الذى يعد الإنتاج الأول لشركة «الشهاب»، الذى يشارك راندا فى بطولته كل من محمد رضا وخالد حمزاوى وشمس ومنار وميمى جمال وضياء الميرغنى، بالإضافة إلى عدد من نجوم الغناء الشعبى، وهو من تأليف عبد المنعم طه وإخراج وائل عبد القادر. بينما يحمل ثانى أفلام المقاولات التى تشارك فيها راندا اسم «بوسى كات» الذى توقف تصويره بسبب انشغالها ومعها هالة فاخر ولطفى لبيب و تدور أحداث الفيلم الذى كتبه ويخرجه علاء الشريف بعد أول أعماله مع محمد رمضان «الألمانى» فى إطار اجتماعى تشويقى يتخلله بعض المواقف الكوميدية حول فتاة صاحبة كوافير تجسد شخصيتها راندا، وتشاركها أيضا فى الفيلم الراقصة صوفيا، أما عن الفيلم الثالث لراندا الذى تخوض به أولى تجاربها مع البطولة.. فهو فيلم «المماليك» التى اقترب أبطاله رامى وحيد وخالد حمزاوى وعمرو عبد العزيز والمطرب محمود الحسينى من الانتهاء من تصويره. ينضم إلى قائمة أفلام المقاولات أيضا فيلم «متعب وشادية» المقرر عرضه فى أول مايو المقبل بعد سلسلة من التأجيلات التى اعترضته بسبب الأحداث. يعتبر هذا الفيلم الذى سيتم عرضه ب30 نسخة، هو البطولة الأولى لأشرف مصيلحى وعلياء الكيبالى مؤلفة العمل والمشاركة فى إنتاجه. هناك أيضا فيلم «حافية على كوبرى الخشب» للمنتج أحمد السرساوى الذى بدأ تصويره في منتصف مارس بقيادة المخرج تامر حربى.. فى أولى تجاربه مع الإخراج السينمائى بمشاركة فريق العمل نسمة ممدوح وقمر ومحسن عيد وإيمان سيد إلى جانب حسن عبد الفتاح وتامر ضيائى ومراد فكرى وياسر الطوبى والمطربة بوسى.. التى تظهر كممثلة لأول مرة فى هذا العمل الذى كتبه مصطفى صابر والذى نفى أن يكون للفيلم أى صلة بالفيلم الذى تم تقديمه فى السبعينيات باسم «حافية على جسر الذهب» لحسين فهمى وميرفت أمين، مؤكدا أن فيلمه سيتناول مشكلة التعليم فى مصر بشكل كوميدى ساخر، وسيتم التركيز على علاقة الآباء بأبنائهم وعدم رؤيتهم لمواهب الأطفال وتجاهلها. نفس القائمة أيضا ضمت فيلم « كريسماس» بطولة علا غانم وإخراج محمد حمدى، وقد تأجل عرضه لأكثر من مرة بسبب تخوف منتجه محمد عارف من الأوضاع الحالية وقدر قرر ان يعرضه ضمن افلام الموسم الصيفي و يشارك علا فى بطولة هذا العمل كل من إدوارد وسامى العدل. أخيرًا نجد فيلم «فارس أحلام» فرغم اعتماده على نجوم «صف ثانى» فإنه من إنتاج شركة «سيتى بيكتشرز» وأول تجربة إخراجية للمخرج عطية أمين، تدور أحداث الفيلم فى إطار اجتماعى يرصد أحوال أهالى جزيرة الدهب من خلال شخصية «أحلام» التى تجسدها درة وهى فتاة تمتلك محل كوافير وتربطها علاقة حب بفارس الذى يلعب دوره هانى عادل. يقول الناقد محمود قاسم أن هذه النوعية من الأفلام موجودة باستمرار وآخرها فيلم «على واحدة ونص» وأظن أنه لن يكون الأخير فى ظل غزو أفلام المقاولات للسينما هذه الأيام.. والسبب فى ذلك يرجع إلى حالة التوقف والابتعاد عن الإنتاج، الأمر الذى وضع المنتجين أمام خيارين.. أولهما إنتاج أفلام ذات ميزانية محدودة وأنا أؤيد هذه النوعية التى استطاعت أن تحصد جوائز فى المهرجانات أو إنتاج النوعية الأخرى، وأعنى هنا أفلام التواضع الفكرى التى تعتمد على الألفاظ التى تخدش حياء وأخلاقيات المشاهد، وعلى الرقص والأكشن وغيرها، وهى النوعية التى تنتشر الآن فى أفلام مثل «هيصة وبوسى كات وكريسماس» وغيرها من الأعمال غير الهادفة بينما يقول الناقد رفيق الصبان: السينما أصبحت تعانى من الفقر فى أفكارها وموضوعاتها، بالإضافة إلى قلة الأعمال التى أدت لانتشار الأفلام ذات الميزانية المحدودة والتى تعتمد على نجوم الصف الرابع فى السينما، وهذا ما كنت أخشى على السينما منه، وأقصد ظهور نوعية أفلام المقاولات التى يعتمد أصحابها على تحقيق الربح المادى فى المقام الأول.