الحرص صفة من صفات الإنسان ولكن أن يصل الحرص إلى الشح فعار وهلاك لصاحبه.. والشح أن يبخل الإنسان بما عنده، ويحرص على أن يحصل على ما عند الناس فيوصله إلى الحسد على الناس وكراهيتهم. ونسى أنه ما دام الَخَلفُ من عند الله فلماذا الامساك والشح و أن ترى ما فى يدك شرفا وما انفقت تلفا.. وليس الشح فى المال فقط ولكن الشح من الصانع ألا يعطى علمه ولا صنعته لأحد بل لا يتقن الصنعة والشح من المعلم والمدرس ألا يعطى كل علمه لتلاميذه بل يعطيهم جزءًا فى المدرسة والباقى فى الدروس الخصوصية، ولكن إذا كان عطاؤه فى المدرسة مثل الدرس سواء فلا بأس، وبخل كل ذى قدرة بقدرته، وبخل كل ذى علم بعلمه، وبخل الناصح بنصيحته، وبخل الموظف بجهده ويقول (على قد فلوسهم) وشح المنفق بنفقته وهو قادر فى مساعدة الفقير، وشح ذى المكانة فى مساعدة الناس بمكانته، وشح الشاهد بشهادته. وكأن هذا الجيل يعيش حالة شح عام. فأصبح يبخل كل جيل على من بعده بخبرته حتى يصبح أقل منه فى كل المهن والوظائف ولا يعلمه إلا كل ماهو إضرار له وللوطن وللعمل إلا من رحم ربى. ولذلك هناك من البخلاء من يبخَّلُون الناس على أعمال الخير، الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ. والبخل من الشيطانالشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ).أىالبخل.M (وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ).بل شرار الناس بخلاؤهم. وأبخل البخلاء من ذكر النبى صلى الله عليه وسلم عنده ولم يصل عليه وعلاجه التزود من الإيمان وحب الناس وجعل الدنيا فى يدك لا فى قلبك.