زيارة وزير السياحة المصرى إلى إيران وعقده اتفاقًا لاستقدام السائحين أثارت أزمة بين السلفيين والإخوان بعد شهور من العسل بينهما دامت منذ اندلاع الثورة حتى الآن ورفض حزب الاصالة السلفى وأيضًا الهيئة الشرعية التقارب المصرى الإيرانى على المستوى الرسمى ووصل التعبير عن الرفض إلى درجة استدعاء الرفض العقيدى لإيران الشيعية لصدارة المشهد، وأوردت الهيئة الشرعية فى بيانات لها أن العقيدة الشيعية الرافضية مخالفة لما عليه أصول أهل السنة والجماعة من القرآن والسنة والإجماع وفيها من الانحراف عن أصول الإسلام وثوابته ما هو معلوم لدى أهل السنة كافة، إلى الحديث عن محاولات نشر الفكر الشيعى التى لاتزال قائمة منذ زمن بعيد. وعلى هذه الخلفية تم التطرق إلى اتفاقية السياحة التى يرى السلفيون أنها تفتح الباب على مصراعيه لدعاة التشيع عبر تغريرهم بالبسطاء متخذين عاطفة المصريين الحارة تجاه آل البيت ستاراً لفكرهم الضال بالإضافة إلى استغلال الفقر وحاجة الناس ببذل الأموال الكثيرة وفتح باب نكاح المتعة المتفق على تحريمه، وفى نفس السياق حذر الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية مما أسماه المد الشيعى فى مصر، مطالبا المسئولين بمنع أى حوار مع الشيعة رافضا لوجود السياحة الإيرانية، مطالبا الرئيس مرسى بالبحث عن السياحة الإسلامية الحلال أسوة بالمتبع فى تركيا وماليزيا (!!!!) وفى محاولة من حزب الحرية والعدالة للالتفاف على الأزمة دعا إلى ما يمكن أن نسميه تقنين والسيطرة على السياحة الإيرانية، من خلال تحديد اماكن تواجد الإيرانيين حيث تقتصر على الاقصروأسوان و الغردقة وشرم الشيخ إلا أن هذا لم يرض الجماعة السلفية. المد الشيعى ومن مصادر خاصة علمت «أكتوبر» أن هشام زعزوع وزير السياحة سيلتقى مع الجماعة السلفية ومؤسسة الأزهر الشريف لبحث المخاوف من السياحة الإيرانية، وإقناعهما بقبولها فى مصر وإقناعهما أيضًا أن المد الشيعى لن يضرب مصر. فيما أكد هشام زعزوع وزير السياحة أن إيران تصدر إلى العالم 10ملايين سائح وتسعى مصر أن يكون لها نصيب فى تلك النسبة، مشيرا إلى أنه خلال زيارته والوفد المصرى المرافق له إلى إيران كانت لديهم بعض التخوفات من إثارة بعض النقاط فى الاتفاقية مثل السياحة الدينية ولكن جميع المفاوضات اقتصرت على السياحة الثقافية والأثرية ولم يتم ذكر السياحة الدينية على الإطلاق أو زيارة المساجد. وأضاف أنه قد تم الاتفاق على أن يتم نقل السياحة الإيرانية من خلال شركة مصر للطيران عن طريق الطيران العارض للمقصد المطلوب مباشرة. وأكد الوزير مجددًا أن الزيارة جاءت من أجل زيادة الحركة السياحية الى مصر والتى تساهم بشكل مباشر فى توفير العملة الصعبة وتحسين أوضاع سوق العمل وإنعاش حركة الاستثمارات، موضحا أن السياحة المستهدفة من إيران هى سياحة الاجازات والشواطئ، وان السياحة الدينية غير مطروحة نهائيا ،مؤكدًا أن الأمن القومى لمصر خط أحمر، وفى ترجمة للأمر الأخير، أوضح الوزير أن الرحلات فى المرحلة الأولى ستكون لمحافظة الأقصروأسوان وأن دخول القاهرة ضمن المقاصد السياحية أمر مرفوض نهائيًا، وقد تم الاتفاق مع الجهات الأمنية ووزارة الخارجية المصرية لوضع الترتيبات الأمنية اللازمة لمنح التأشيرات للسائحين الإيرانيين كمجموعات وليس أفرادًا، مشددًا بعدم السماح للإيرانيين بزيارة القاهرة مطلقًا، مشيرًا إلى أنه تم وضع مدينتى الأقصروأسوان لدعم السياحة الثقافية بعد انخفاض معدلات السياحة الوافدة لهذا المنتج، لافتا إلى أن عدد السائحين الإيرانيين لتركيا بلغ 2 مليون سائح إيرانى، وأن حوالى 90% منهم يقومون بزيارة مدينة انطاليا بغرض السياحة الشاطئية، موضحًا أن إنفاق السائح الإيرانى يصل إلى 200 دولار يوميا . اتفاقية النقل الجوى وعن الطيران المدنى و اتفاقية النقل الجوى بين إيران و مصر قال وائل المعداوى وزير الطيران ل «أكتوبر» إن مصر جددت اتفاقية النقل الجوى بحضور وفد إيرانى برئاسة حميد بقائى نائب الرئيس الإيرانى فى أكتوبر 2010 وتم التوقيع على أول اتفاقية تعاون رسمى بين البلدين لتحل محل الاتفاق الموقع بالأحرف الأولى بين البلدين عام 1976 ليواكب تطورات النقل الجوى بين البلدين ويتماشى مع المنظمة الدولية للطيران المدنى « الإيكاو» فيما يخص سلامة وأمن الطيران وهذا الاتفاق يسمح لمؤسسات نقل جوى إيرانية ومصرية بتسير رحلات جوية دولية منتظمة بين البلدين كما يسمح الاتفاق بدخول هذه المؤسسات أو شركات الطيران فى البلدين فى ترتيبات تجارية مثل التشغيل المشترك بنظام المشاركة بالرمز كما توفر الاتفاقية فرص عمل من خلال إقامة مشروعات وشركات طيران مشتركة وقد قمنا باستقبال السفير الإيرانى مؤخرًا وتم الاتفاق على الخطوط الأخيرة لتفعيل الاتفاقية، وأكد المعدوى ان شركات الطيران الناقلة ستقتصر على المصرية وإلى النقاط التى اتفق عليها مع وزير السياحة وهى الاقصر و أسوان و الغردقة و شرم الشيخ و حتى الآن لم تحدد أى مواعيد لرحلات أو أفواج قادمة من إيران. من جانب آخر صرح مصدر مسئول فى مصر للطيران بأن الوزارة حتى الآن لم تخطرهم بشىء عن هذا الأمر و ليسوا على دراية بما سوف يحدث، أو ما هى الشركات الناقلة لهذه الافواج، ولم يتم أى إخطار من الشركات التابعة لنا مثل سمارت أو إكسبريس فى تشغيل خط القاهرةطهران، مضيفا أنه ربما يتولى الأمر بعض الشركات الخاصة جاء هذا بعد ان قام بالفعل رجل الاعمال رامى لكح الذى قام بشراء شركة طيران «منفيس» من مالكها الإيطالى ليبدأ فى اتفاق مع شركة طيران إيرانية خاصة «كيشن إير» لتنظيم رحلات بين البلدين و بالفعل اصطحب لكح الوفد الإيرانى معه فى طائرة مصرية خاصة تابعة لشركة سمارت للطيران وتوجه من القاهرة إلى طهران لتكون أول طائرة مصرية تتوجه مباشرة من القاهرة إلى طهران، بعد الزيارة التى قام بها مسئولون إيرانيون الى القاهرة و علمت أكتوبر أن مفاوضات رامى لكح مع مصر للطيران لاستئجار طائرتين لهذا الغرض قد باءت بالفشل مما دفعه لشراء طائرتين ليصبح لديه أربع طائرات جاهزة لنقل الإيرانيين إلى مصر. الملف الإيرانى فيما كشف عادل زكى رئيس لجنة السياحة الخارجية بغرفة شركات السياحة أن الشركات السياحية بدأت العمل بالفعل على الملف الإيرانى حيث اجتمعت 15 شركة سياحة مصرية مع الغرفة التجارية وجمعية رجال الاعمال المصريين والايرانيين لمناقشة مطالبهم حول رغبتهم فى السفر الى ايران لعقد صفقات سياحية مشتركة على مستوى الشركات الخاصة، حتى يكونوا مستعدين ببرامجهم بعد اجتياز المرحلة الأولى للأفواج القادمة من إيران بعد مرور ثلاثة أشهر حسب بنود الاتفاقية التى وقعها وزير السياحة مع الجانب الإيرانى، مؤكدا أن الشركات التى ستعد برامج المرحلة الأولى ستكون شركات حكومية وهى لاكى، ودهب، ومصر للسياحة فقط، وتم إعداد برامج لهذه المرحلة والتى ستبدأ من الأقصروأسوان وسيكون هناك برنامج يسمى « «over day»»وسيكون لقضاء يوم بمدينة الغردقة أو القاهرة والتى ستقتصر على زيارة المتحف المصرى والأهرامات فقط لا غير .مؤكدًا أن السياح الإيرانيين يهتمون بالسياحة الثقافية منذ عام 1979. ومن جانبه أكد هشام على رئيس جمعية المستثمرين بجنوب سيناء أن هناك عددًا من الفنادق بشرم الشيخ تلقت عروضا للسياحة الإيرانية ومن المتوقع أن تصل هذة الأفواج إلى شرم خلال أسبوعين وفى تصريح أخير لوائل المعداوى أن الأسابيع المقبلة ستشهد تنظيم رحلات بين مصر وإيران، طبقًا للاتفاق الذى تم بين هشام زعزوع، وزير السياحة، والمسئولين الإيرانيين.