أكد أستاذ التربية الموسيقية فى جامعة حلوان خيرى فهمى، أن علماء الآثار تمكنوا خلال السنوات الأخيرة من فك شفرة السلم الموسيقى الفرعونى. وأشار إلى أن موسيقى القدماء المصريين لم تعد مبهمة بالنسبة إلى الموسيقيين المحدثين ويمكن استعادتها وإعادة عزفها واستلهامها من جديد. وقال كتابه بعنوان «الموسيقى فى مصر الفرعونية بين الماضى والحاضر» إن الموسيقى الفرعونية أصبحت علما قائما بذاته يدّرس فى كلية التربية الموسيقية فى الجامعة، فى إطار المشروع القومى لإحياء الموسيقى الفرعونية والذى تتم من خلاله إعادة تصنيع الآلات الموسيقية التى استخدمها الفراعنة قبل خمسة آلاف سنة عن طريق محاكاة مقاييس وخامات تلك الآلات الموجودة قطع منها فى متاحف عالمية مختلفة مثل اللوفر، وموجود منها أيضا فى المتحف المصرى. وقال إن تلك المحاكاة مكنته وفريق العمل من التعرف إلى السلم الموسيقى الذى ساد فى عهد الفراعنة، وهو من النوع الخماسى النوبى والسباعى، كما كشفت المحاكاة أن المصريين القدماء لم يستخدموا نوتة موسيقية، وإنما كان لكل عازف قائد موجه. وأوضح أن الآلات التى استخدمها الفراعنة تتشابه إلى حد كبير مع تلك الحديثة، مع اختلاف الأبعاد ومن ثمن النغمات، فكانت تستخدم كذلك آلات مثل العود والسمسمية والناى. ولفت إلى الدور الكبير الذى لعبته الموسيقى الفرعونية فى حياة المصريين القدماء دنيويا ودينيا وإلى الإلهام الذى لعبته الموسيقى القبطية على وجه التحديد، حيث كانت حلقة وصل بين موسيقى المصريين القدماء والمحدثين، فقد اعتمدت بعض أشهر الأغانى لأشهر مطربى مصر ومطرباتها فى ألحانها على مقاطع من السلم الفرعونى القديم مثل أغنية شادية «يا حبيبى عدلى تانى».. كما فجر الملط من خلال كتابه مفاجأة أخرى وهى أن المكفوفين شكلوا عنصرا مهما جدا فى الفرق الموسيقية الفرعونية، خصوصا أن العازف الكفيف يمتلك أكثر من غيره حسا موسيقيا وقدرات فى العزف تفوق العازف المبصر.