فى ظل الزيادة الملحوظة فى حركة الشراء عن طريق الشبكة العنكبوتية، يشهد الصراع التجارى الدولى منافسة كبيرة ساهم فيها النمو الهائل الذى شهدته شبكة الإنترنت باستخداماتها المتنوعة، فضلا عن زيادة استخدام الإنترنت عبر الهواتف المحمولة. ورغم الرقابة المشددة التى تفرضها الصين على الإنترنت، ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» فى تقرير لها أن عدد مستخدمى الإنترنت فى الصين وصل نهاية العام الماضى إلى 564 مليون بزيادة 50,9 مليون مستخدم جديد للإنترنت فى عام 2012. وزاد عدد مستخدمى الإنترنت عبر الهاتف المحمول بنسبة 18,1 فى المائة ليصل إلى 420 مليونا، ليصبح إجمالى مستخدمى الإنترنت فى الصين 984 مليون شخص، حيث أصبحت الهواتف المحمولة القناة الأساسية لتصفح الشبكة العنكبوتية، حسبما ذكر مركز معلومات شبكات الإنترنت فى الصين. وزاد عدد الأشخاص الذين يستخدمون هواتفهم المحمولة للتسوق عبر الإنترنت 1,36 ضعف فى 2012 مقارنة بعام 2011. كما وصل عدد المتسوقين عبر الإنترنت بنهاية العام الماضى إلى 242 مليونا بزيادة نسبتها 24,8 فى المائة على أساس سنوى. وفى هذا السياق، يقول ليو بينج، نائب مدير المركز الصينى لمعلومات شبكات الإنترنت، إن الصين تفوقت على الولاياتالمتحدة لتتصدر العالم من حيث عدد مستخدمى الإنترنت قبل 4 سنوات، وإنه يوجد حاليا بين كل مائة مستخدم للإنترنت 24 صينيا، مشيرا إلى أن الصين حققت هذه الإنجازات على الرغم من أن سكان الصين معظمهم يعيشون فى الريف وأن البلاد تشهد حاليا تسارع عملية شيخوخة المجتمع. وفى هذا الصدد، أشار التقرير إلى أن 17,7 بالمائة من مستخدمى الإنترنت الصينيين تزيد أعمارهم على40 عاما، ووصل عدد سكان الإنترنت الريفيين بينهم إلى 146 مليونا حتى نهاية يونيو 2012 أى 27,1 بالمائة بزيادة 14,64 مليون شخص على ما كان فى نهاية 2011. ومن جانبه، قال نيه لين هاى المسئول عن التجارة الإلكترونية بوزارة التجارة الصينية: إن الصين شهدت تنمية ملحوظة للتجارة الإلكترونية بما فيها التسوق عبر الإنترنت فى السنوات الأخيرة. وعلى هذا الصعيد، أظهر التقرير أن الصين بها 210 ملايين متسوق، وذلك حتى نهاية يونيو الماضى، من بينهم 44,4 مليون يستخدمون الهاتف المحمول لسداد مدفوعات التسوق عبر الإنترنت، بزيادة 14 مليونا على عام 2011. كما أكدت قاو سو مى المسئولة بوزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات، ل«شينخوا» أن الصين تخطط لدفع تطوير التطبيقات للأجهزة المحمولة المرتبطة بالإنترنت وإدخال خدمات الحوسبة السحابية إلى مجال التجارة وتنمية شركات التجارة الإلكترونية من الطرف الثالث، وتتوقع قاو أن تصل مبيعات التجارة الإلكترونية فى البلاد إلى 18 تريليون يوان بحلول عام 2015. وأضافت قاو أن وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات ستعمل على تطبيق الإنترنت فى مجالات الزراعة والصناعة، مع تشجيع قطاعات الخدمات بما فيها المالية والتجارة واللوجستيات على استغلال الإنترنت. وتسعى الوزارة أيضا إلى تطوير التكنولوجيا الجوهرية المستقلة فى هذا الصدد، وتقوية أمن الإنترنت، وتعزيز نظام الإدارة والرقابة على سوق الإنترنت مع حماية حقوق ومصالح مستخدمى الإنترنت الصينيين. ويقول يانج بن- رئيس شركة أناليسيس الدولية للتحليلات ومقرها بكين، «يمكننا أن نسميها ثورة مقارنة بنمط التسوق التقليدى»، مضيفا أن «العصر الجديد للتجارة الإلكترونية جلب بالفعل تحديات لتجارة التجزئة التقليدية فضلا عن دفع الاقتصاد المحلى وخلق فرص العمل.» وحتى الحكومة الصينية وضعت ثقلها وراء التجارة الإلكترونية فى خطتها الخمسية الأخيرة، ونفذت سياسات على أمل مضاعفة حجمها السنوى بأربعة أضعاف فى الفترة من 2010 حتى 2015 لتصل إلى 2,9 تريليون دولار، ما سيمثل 9 بالمائة من إجمالى تجارة التجزئة الصينية. وكان المعدل 5 بالمائة فى نهاية عام 2011. ومن ناحية أخرى يشير لى تساو، مدير مركز الصين لأبحاث التجارة الإلكترونية، إلى أنه «فى الوقت الراهن، تتنافس معظم محلات الإنترنت على أساس السعر المنخفض بدلا من التركيز أكثر على الخدمة الممتازة وبناء العلامات التجارية الموثوقة. وهذا سيضر بالتنمية المستدامة للتجارة الإلكترونية فى الصين». ويؤكد أن «هناك حاجة إلى نظام قانونى لكبح جماح المواقع الاحتيالية، فى حين تحتاج شركات التجارة الإلكترونية أيضا إلى ضبط نفسها لبناء ثقة العملاء».