الأنفلونزا هى الداء الأكثر انتشارا بين المصريين طوال فصول العام وتزداد معدلات الإصابة بها فى الشتاء والخريف، وشهدت السنوات الأخيرة ظهور أنواع جديدة منها، تمثلت فى أنفلونزا الطيور، والخنازير، والماعز لكن تبقى الانفلونزا الموسمية هى الأخطر وخاصة على حياة المصريين. وتبين أن الأنفلونزا لم تعد مجرد مرض، ولكنها صارت أيضا «بيزنس: كبير لشركات الأدوية العالمية. وفى سطور التحقيق التالى تناقش «أكتوبر» الوقاية منها. بداية يؤكد الأطباء أن الأنفلونزا مرض معدٍ تتسبب فيه مجموعة من الفيروسات تسمى «مجموعة أورثوميكسوفيريداي» والتي تصيب الثدييات والطيور. وعادة ما تسبب الانفلونزا أمراضًا الجهاز التنفسي خاصة التهاب رئوي وقد يكون بالشدة التي تفضي للموت . كما تسبب هذه الفيروسات أعراض أخرى كالسعال وآلام في العضلات والإرهاق وصداع واحتقان البلعوم. العدوى ويشير الأطباء إلى أن فيروس الأنفلونزا ينتقل بالهواء عن طريق السعال والعطس ، وبإمكان الفيروس دخول الجسم البشري عن طريق الأغشية المخاطية للأنف والفم أو العين أيضا. كما من الممكن أن ينتقل عن طريق فضلات الطيور المصابة حيث إن الفيروس شديد العدوى وسريع الانتشار. لكنه من الممكن قتل الفيروس عن طريق المنظفات أو التعرض لضوء الشمس , ولهذا تجد أكثر النصح ترديدا بين الأطباء هى : «اغسل اليدين دورياً للحد من انتشار العدوى». ويؤكد الأطباء فيروس الأنفلونزا خاصة الموسمية تؤدي إلى موت آلاف من كبار السن والأطفال كل عام كما ينتشر الفيروس على شكل وباء عالمي يحدث بشكل غير متوقع كل 10-40 سنة متسببا في موت الملايين بالعالم , وقد اجتاح العالم موجات وباء الانفلونزا في سنوات 1889-1890 و1918 و1957-1958 و1968-1969 وقد تسبب وباء عام 1918 في موت 20-100 مليون شخص بالعالم حتى صارت المخاوف تزداد من انتشار وبائي عالمي جديد بسبب أنفلونزا الدجاج أو الطيور وإنفلونزا الخنازير. وقد أكد الدكتور أحمد عبد الغني السنوسي أستاذ علم الفيروسات كلية الطب البيطري جامعة القاهرة , أن الانفلونزا الموسمية هي الأكثر انتشارا هذا العام حيث انه حتي الآن لم تظهر إصابات لأنفلونزا الطيور أو الخنازير خاصة وأن الشتاء من فصول السنة التي تتكاثر فيها العدوي والإصابة كاشفًا عن تراجع نسب الإصابة بأنفلونزا الطيور خلال 2012 عن تراجع نسب الإصابة بانفلونزا. وعن انفلونزا الخنازير قال السنوسي أن الذعر الذى سببته كان فى غير محله لأنه فيرس لا يمثل أي خطورة علي الانسان فيما يتعلق بالوفيات بالنسب العالمية وعلى العكس فالانفلونزا الموسمية هي أكثر خطورة منها لانها تسبب التهابات رئوية تسبب الوفاة وأن نسبة الاصابة بانفلونزا الخنازير كانت نصف في المائة على مستوى العالم كله وذلك يؤكد ان الفيروس ضعيف وهش لكن إهماله يؤدي لمضاعفات خطيرة وأن الترويج لهذه الشائعات في ذلك الوقت كانت لصالح بعض الشركات الكبري المنتجة للأمصال وخاصة التاميفلو الخاص بعلاج انفلونزا الخنازير مؤكدا أن هذا نوع الأنفلونزا خطير ومدمر على الحيوانات أكثر من الإنسان . الماعز وعن انفلونزا الماعز والتي بدأ الحديث عنها ينتشر بين أوساط المعالجين للانفلونزا أكد السنوسي انها ليست فيروسا ولكن ميكروب ليس له علاقة بالانفلونزا ظهر في هولندا وبعض الدول الاوربية. وعن الانفلونزا الموسمية قال أستاذ علم الفيروسات أن هناك ثلاثة أنماط من الأنفلونزا الموسمية- A و B و C. وتتفرّع فيروسات الأنفلونزا من النمط A كذلك إلى أنماط فرعية حسب مختلف أنواع البروتين السطحي للفيروس ومختلف التوليفات التي تخضع لها. وهناك، من ضمن العديد من الأنماط الفرعية لفيروس الأنفلونزا A، النمطان الفرعيان AH1N1 و AH3N2 اللّذان يدوران حالياً بين البشر , حيث إن فيروسات الأنفلونزا تدور في كل منطقة من مناطق العالم , أما حالات الأنفلونزا من النمط C فهي أقل حدوثاً من النمطين الآخرين , موضحًا أن لقاحات الأنفلونزا الموسمية لا تشمل إلا الفيروسات من النمطين A و B وأن منظمة الصحة العالمية تحاول ضم هذه السلالة للقاحات الخاصة بانفلونزا الخنازير من ضمن اللقاحات التي يتم التحصين بها البشر بالإضافة إلى لقاحات الانفلونزا الموسمية بشكل دوري اللقاح وأشار الأستاذ بطب بيطرى القاهرة إلى أن هناك العديد من الأبحاث العلمية لتطويع التقنيات الحديثة لانتاج الامصال الخاصة بالامراض التي تصيب الإنسان والحيوان والطيور مشيرا إلى أنه « يتم أيضا إنتاج اللقاحات بطرق غير تقليدية باستخدام بعض النباتات وفيروساتها حيث يتم تكوين بروتينات داخل هذه النباتات خاصة بفيروسات تصيب الانسان والحيوان مثل أنفلونزا الطيور والخنازير هذه البروتينات تستخدم لقاحات في عدد من دول العالم لتحديث الجهاز المناعي للانسان « . وتابع أن هذه التجارب موجودة بالمراكز والمعاهد مثل المركز القومي للبحوث ومعاهد البحوث الزراعية لانتاج اللقاحات والمواد الدوائية باستخدام التكنولوجيا الحيوية ويتم الاتفاق مع بعض المعاهد البحثية لأستخدام بعض النباتات مثل الخيار لتكوين بروتينات بداخله حيث إنها نباتات مهندسة وراثيا يتم حقن الإنسان بها لإعطائه بعض المناعة المطلوبة ولكن هذه اللقاحات في طور التجريب . من جانبه كشف الدكتور محمد أحمد أستاذ الفيروسات بجامعة القاهرة عن دراسة أوربية أجريت فى شركة «لمسيك ماكس إل إن ون» للأدوية ، أن عطسة واحدة داخل مكان مغلق أو حافلة مليئة بالركاب يمكن أن تنقل عدوى الأنفلونزا إلى 150 شخصاً خلال خمسة دقائق، حيث أثبتت الدراسة أن الذين يستخدمون وسائل النقل العامة أكثر تعرضا من غيرهم بمرتين للإصابة بالأنفلونزا من نظرائهم الذين يعملون من منازلهم ، كما اكتشف العلماء أن الأشخاص الذين لا يستخدمون المناديل العادية أو الورقية عند العطس ينشرون في الهواء حوالي 100 ألف جرثومة، مشيرين إلى أن هذه الفيروسات تُعلق بالمقاعد ومقابض الأبواب وغيرها . الوقاية والعلاج وأشار أحمد إلى ان الدراسة أوضحت أننا لا يمكننا الوقاية تماماً من الجراثيم ولكن باستطاعتنا التقليل من انتشارها ، خاصة و نحن فى فصل الشتاء وبرودة الجو تجبرنا دائماً على البقاء لمدد طويلة فى أماكن مغلقة، مشيرا الي أن نظام تنقية الهواء ( بلازما كلاستر ) يعمل على التخلص من مسببات تلوث الهواء عن طريق إنتاج أيونات سالبه وموجبه تنقى الهواء باستخدام الجزيئات الناتجة عن التجمعات التي نسميها “بلازما كلاستر” ، والتى تنتشر فى الجو والتى تساعد على نظافة البيئه من البكتريا – الفيروسات – الأنفلونزا - أدخنة السجائر – روائح الحيوانات الأليفة وغيرها من الملوثات التى تنقل عدوى الأمراض والفيروسات إلى جسم الإنسان. وأكد الدكتور عمرو قنديل مساعد وزير الصحة للطب الوقائي اختفاء فيروس أنفلونزا الخنازير من مصر تماما، مشيرا إلى أنه حتى الآن، وأنه لم تظهر أية أصابات بفيروس أنفلونزا الطيور وحتى عند ظهور حالات فقد أصبح الفيروس أقل خطورة من الاعوام الماضية لاننا كنا نشاهد أعداد أصابة كبيرة مع بداية فصل الشتاء . وقال قنديل إن الإصابات الان كلها من أنواع الانفلونزا الموسمية العادية غير الخطيرة والمتوافر لها أمصال و لقاحات للحد من انتشارها.